نفى رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أنباء حول اصطدام كويكب بالأرض في ديسمبر القادم، مشيرًا إلى أن تلك الأخبار غير صحيحة.
وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة، في بيان عبر الصفحة الرسمية للجمعية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن بعض المواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي روجت معلومات غير صحيحة منسوبة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، تشير إلى أن الكويكب (2010 GD37) البالغ قطره 1.26 كيلومتر سوف يصطدم بالأرض في شهر ديسمبر القادم.
وأكد المهندس أبو زاهرة، أن وكالة الفضاء (ناسا) لم تصدر أي تحذير، وأن الكويكب (2010 GD37) تقييمه على مقياس (تورينو) لخطر اصطدام الكويكبات والمذنبات عند المستوى (صفر)، وحتى يكون الكويكب يشكل خطورة يجب أن يكون عند المستوى (الخامس) ليمثل مصدر قلق للكرة الأرضية.
وأضاف رئيس فلكية جدة، أن أفضل المعطيات المدارية تشير إلى أن الكويكب سوف يقع خارج مدار المريخ أو قليلا داخله في شهر ديسمبر القادم، بل وسيكون في الجانب المقابل للأرض من الشمس في ذلك التاريخ، ولو افترضنا أنه سوف يصطدم بالأرض لكانت كل التلسكوبات حول العالم ترصد الكويكب الآن وخاصة نظام الإنذار المبكر (أطلس) الجديد، الذي يعطي وقت تحذير قبل عام من اصطدام كويكب قطره واحد كيلومتر أو أكبر مع دقة تصل إلى 100%؛ لذلك لا يوجد أي خطر ليصطدم هذا الكويكب بالأرض، مرجحًا أن يكون مدار الكويكب مستقرًا لملايين السنين في المستقبل.
وأشار المهندس أبو زاهرة، إلى أنه في كل عام هناك الكثير من الكويكبات توضع في قائمة «خطر محتمل»، وحاليا يوجد 39 كويكبا في عام 2019، أصغرها هو الكويكب (EK68 2008) والذي يبلغ قطره أربعة امتار، واكبرها (2010 GD37) البالغ قطره 1.26 كيلومتر، مضيفا أن هذا قد يبدو مخيفًا؛ لكن في الواقع الحال مختلف، فالكويكبات عند المستوى (صفر)، ما يعني أن احتمال اصطدامها منخفض للغاية بحيث يكون صفرًا فعليًا.
وأوضح رئيس فلكية جدة، أن الكويكبات التي توضع في قائمة «خطر محتمل» تتم إزالتها بانتظام من تلك القائمة بعد القيام بمزيد من الأرصاد، وهناك الآن أكثر من 2000 كويكب تمت إزالتها بالفعل، ولذلك فإن السيناريو الأكثر احتمالا هو إزالة جميع الكويكبات البالغ عددها 39 من تلك القائمة أيضا.
وتابع أبو زاهرة قائلا «إنه من حين لآخر يمكن تتبع كويكب صغير جدا والتنبؤ بموعد اصطدامه وبعد دخوله إلى الغلاف الجوي للأرض سيكون مجرد كرة نارية ساطعة تعبر السماء وهذا حدث عدة مرات سابقا، ولكن بعضها يكون مباغتا كما حصل في سماء روسيا في 2013م».
وأضاف رئيس فلكية جدة، أنه من المعروف أن 95% من الكويكبات قطره من واحد كيلومتر أو أكبر، وأغلبها لا يشكل تهديدًا للأرض؛ ولكن هناك كويكب بذلك الحجم يسمى (DA 1950) لديه فرصة 0.012% ليصطدم بالأرض في العام 2880، أي بعد اكثر من ثمانية قرون ونصف في المستقبل، مشيرًا إلى أنه من المستبعد جدًا أن الكويكبات من الـ 5% المتبقية بهذا الحجم لديها أي فرصة للاصطدام بكوكبنا في هذا القرن، أو حتى لعدة قرون بمجرد معرفة مداراتها بشكل جيد.
وأكد أبو زاهرة، أنه حتى اليوم لا توجد تهديدات حقيقية، باستثناء أن النيازك تتساقط بشكل مستمر في صورة زخات شهابية سنوية أو عشوائية، وهي ليست ضارة، إلى جانب احتراق الكويكبات الصغيرة في الغلاف الجوي، وعلاوة على ذلك فنحن لم نتعرض لاصطدام كويكب بحجم واحد كيلومتر منذ أيام إنسان نياندرتال قبل 400 ألف سنة، لذلك فإن قصة اصطدام الكويكب (2010 GD37) بالأرض في ديسمبر هي امتداد لإشاعات سابقة حول الأجسام السماوية وخاصة الكويكبات من خلال إعطاها صبغة مخيفة مبالغ فيها.