ولي العهد يكتب التاريخ ويعكس رؤى منظّري الاقتصاد

ولي العهد يكتب التاريخ ويعكس رؤى منظّري الاقتصاد

تم النشر في

لا يمكن التعليق على لقاء سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- مع الإعلامي القدير عبدالله المديفر الذي شاهدناه مساء أمس، دون أن أفتح دفتر ملاحظاتي وأقرأ ما دُوّن حول اقتصاد المملكة بين عامي 2014 و2016م، تلك الملاحظات التي تضمّنت تقارير مؤشرات اقتصادية عالمية وبنوكٍ دولية، منها البنك الدولي، حول المستقبل الغامض للاقتصاد السعودي، في ظل انهيار أسعار النفط عالمياً وبدء حملة استعادة الشرعية في اليمن، فكانت الأرقام تؤكّد هذا المستقبل غير المريح للرياض، لذا كان لا بد من رجل جريء يحمل ملفًا جريئًا وفاعلًا في التوقف عن إدمان النفط والتحول للاقتصاد المتنوع لضمان عدم الوقوع مرة أخرى في وحل انهيار أسعار النفط عالميًّا، لذا كان ولي العهد يكتب التاريخ ويعاكس رؤى منظّري الاقتصاد ويرفع اقتصاد المملكة عالميًّا.

مقدمة طويلة لتقديم أطروحتي حول لقاء ولي العهد، فهو لقاء ثري لا يمكنك التعبير عنه سوى بالمقارنة، فالمقارنة هي السبيل الأوحد لتأكيد مصداقية ما تقول أو نفيه، فلقد كانت المؤشرات والتقارير الاقتصادية بين أعوام 2014 و2016م، تؤكد أن انهيار أسعار النفط في 2014 سيؤثّر على المملكة التي تعتمد على النفط بنسبة تصل إلى 80٪، إذن فالانهيار يولّد العجز في الميزانية، والذي سيبلغ حينها 118 مليار دولار في 2016 و97 مليار دولار في 2017، إذن فالفاتورة غالية ومكلفة.

ولا ينفك الاقتصاد عن السياسة، فالربيع العربي كان ولا تزال آثاره تعصف بالعديد من الأنظمة والبلدان العربية، وكانت تغذيه قوى إقليمية وعالمية، وامتد حتى وصل للحديقة الخلفية للرياض وهي العاصمة صنعاء اليمنية، إذ لم يتوقف الانهيار الاقتصادي على النفط، بل تعداه إلى حرب فاتورتها مكلفة، بالإضافة إلى جائحة كورونا التي أطلّت برأسها في مارس 2020م، لذا كان لا بد من عمل يقوده رجل شجاع، وهو ما تمثل في شخصية ولي العهد.

ما ذكرته -أعلاه- كان رده واضحًا وجليًّا في حوار ولي العهد الليلة، فعلى المستوى الاقتصادي فقد قدمت رؤية 2030 حلولًا سكنية لترتفع نسبة الإسكان من 47% إلى 60% فقط في أربعة أعوام، ونما الاقتصاد غير النفطي بنسبة 4.5 %، كما انخفضت البطالة إلى 11٪، كما تضاعفت الاستثمارات الأجنبية 3 مرات وقفزت من 5 مليارات ريال سنويًّا إلى 17 مليار ريال سنويًّا.

كما تناول ولي العهد عددًا من الملفات، مثل حقوق الإنسان والتعليم والأنظمة والقوانين. وبلا شك فإن مثل هذه الملفات مهمة وضرورية لأنها تكمل حلقة التطور، فكما أكد ولي العهد أن هذه الفرص من أجل الوطن والمواطن، تأتي هذه السلسلة لتكمل التطور الذي تشهده المملكة في شتى المجالات.

logo
صحيفة عاجل
ajel.sa