«سمت للدراسات»: صناعة الترفيه بالمملكة ضرورة اقتصادية تلبي حاجة اجتماعية

توقعت بأن تصبح المملكة بيئة جاذبة لمزيد من الاستثمارات
«سمت للدراسات»: صناعة الترفيه بالمملكة ضرورة اقتصادية تلبي حاجة اجتماعية
تم النشر في

أكّدت ورقة بحثية صادرة عن «مركز سمت للدراسات»، حاجة المملكة العربية السعودية لتطوير ونمو قطاع الترفيه باعتباره رافدًا مستقبليًا مهمًا للاقتصاد الوطني للبلاد.

وأشارت الورقة التي جاءت بعنوان (استراتيجية الترفيه السعودية.. ضرورة اقتصادية ومطلب اجتماعي) إلى أن المملكة تعزز دورها في صناعة الترفيه إقليميًا وتقدم نموذجًا جديدًا.

وقالت الورقة: إن السماح لمواطني 49 دولة باستخراج الفيزا الإلكترونية للسياحة بالمملكة والتعرف على ثقافتها، سيعمل على تشجيع السياحة بشكل لافت وينبئ باستمرارها في تحقيق معدلات مرتفعة في الأيام المقبلة؛ إذ إنَّ إجمالي إنفاق السياحة الوافدة إلى السعودية قد ارتفع بنسبة 12% إلى 77.3 مليار ريال خلال الثمانية أشهر الأولى من 2019، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأكّدت الورقة البحثية الصادرة عن وحدة دراسات رؤية السعودية 2030 بـ«مركز سمت»، أنَّ الاستراتيجية الجديدة للترفيه بالسعودية ارتكزت على عدة نقاط هامة، أهمها: المسابقات، والمبادرات، والفنون، والمسرح، والسيرك وتحديات المغامرة، إلى جانب استقطاب المعارض العالمية واكتشاف المواهب السعودية، وبرامج المسابقات التلفزيونية، إضافة إلى استضافة المملكة لبرنامج الحصن، وهو الأشهر عالميًا في مسابقات الترفيه، فضلًا عن إعلان هدف سامٍ وهو جعل السعودية ضمن أفضل 4 نقاط للترفيه على المستوى العالمي، ومن شأن ذلك كله أن يدفع صناعة الترفيه بقوة في المملكة، ويعزّز موقعها التنافسي في قطاع الترفيه العالمي.

ونوَّهت الورقة بأهمية منتدى صناعة الترفيه المزمع عقده في أكتوبر الجاري بحضور رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ، والذي سيناقش عددًا من الموضوعات الهامة ونماذج دولية في صناعة الترفيه بحضور خبراء عالميين، سيكون حدثًا هامًا يدعم هذه الصناعة.

الورقة البحثية أكّدت أن صناعة الترفيه ضرورة اقتصادية للمملكة حيث ستلقي بمكاسبها على القطاع الاقتصادي من خلال توفير فرص العمل والعوائد الربحية التي ستنعكس على جميع القطاعات، كما أنها تعدُّ مطلبًا اجتماعيًا، يلبي حاجة المجتمع إلى الترفيه.

ووفق رؤية 2030، فإنّه يتوقع أن يبلغ الإنفاق الاستهلاكي على الترفيه 36 بليون ريال بحلول 2030، حيث يستهدف أن تزيد الأسرة السعودية من إنفاقها على الترفيه، إلى جانب توفير القطاع أكثر من 114 ألف وظيفة مباشرة، و110 آلاف وظيفة غير مباشرة كما أعلن الرئيس التنفيذي لهيئة الترفيه من قبل.

ويحتاج هذا القطاع حوالي 267 مليار ريال سعودي لبناء البنية التحتية الترفيهية في جميع مناطق المملكة، بيد أن اهتمام المملكة بالجانب الثقافي والترفيهي يتجلى أيضًا في إعلانها السعي لإنشاء مشروع مدينة «القدية» الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو المشروع الترفيهي الحضاري الأضخم من نوعه في العالم، والذي يستهدف توفير حوالي 30 مليار دولار ينفقها السعوديون كل عام على السياحة والترفيه خارج البلاد، والذي يمكننا اعتباره إحدى المبادرات الاستثمارية التي تدعم «رؤية السعودية 2030» الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل الوطني.

ولفتت الورقة إلى أنَّ السياحة الداخلية ستتزايد بصورة كبيرة، حيث ستتحول المملكة إلى قبلة سياحية مفضلة للسياح السعوديين الذين اعتادوا قضاء إجازات سنوية خارج البلاد، وهو ما أكّده رئيس هيئة الترفيه في السعودية، تركي آل الشيخ، في حديثه أنه سيجري في البلاد توفير كل مقومات السياحة التي تجذب السعوديين للسفر إلى الخارج، خاصة مع إنشاء مدينة القدية.

 وتوقعت الورقة البحثية أن تصبح المملكة بيئة جاذبة لمزيد من الاستثمارات من خلال بناء شراكات قوية لإنشاء وتطوير واستثمار جميع المنصات ذات الصلة بالمملكة، فضلًا عن خلق قطاعات جديدة للاستثمارات بداية بالقطاع الثقافي.

وشددت الورقة على أنَّ الاستراتيجية الجديدة لهيئة الترفيه، ستعطي القطاع الترفيهي زخمًا كبيرًا وتوجهًا واسعًا للجهات المشاركة في صناعة الترفيه، تلبية لرغبات الأسر السعودية والمقيمين في المملكة. وأيضًا ستخلق فرصًا واعدة للاستثمار، إذ من المتوقع أن تكون مهيأة لرجال الأعمال بعد وضع الاستراتيجية الجديدة للترفيه، كما أنها تتوافق مع «رؤية السعودية 2030»، حيث ستعمل على المساهمة في تنويع مصادر الدخل والمساهمة في رفع الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ورفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتوليد الوظائف في قطاع الترفيه.

يُشار إلى أن  «سمت للدراسات» هو مركز مستقل يُعنى بدراسة المستجدات والتطورات والأحداث في المنطقة، ويأتي كثمرة خبرة ممتدة لعدد من الباحثين والمستشارين في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والفكرية والعلاقات الدولية.

ويضم المركز عددًا من الوحدات البحثية المتخصصة، منها: وحدة الدراسات الاجتماعية، ووحدة الدراسات الاقتصادية، ووحدة الدراسات السياسية، ووحدة الرصد والمتابعة، ووحدة الترجمات، ووحدة دراسات رؤية السعودية 2030 وغيرها.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa