حسم الهلال ديربي الرياض أمام النصر برباعية، وانتهى دوري المحترفين بعد عام شاق، وأوشك الموسم الجديد على قص شريط الافتتاح، ولا يزال سر غياب المدافع البرازيلي مايكون بيريرا عن موقعة الكلاسيكو في غياهب الصندوق الأسود، عصيًّا عن التفسير أو إيجاد إجابات مقنعة رغم مرور نحو 60 يومًا على الأزمة.
ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، حاول تبرير الموقف دون التطرق إلى إجابة قاطعة، مؤكدًا أن مايكون وقع على تعهد بالعزل المنزلي لمدة 7 أيام، عقب العودة إلى الرياض بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، وهو الأمر الذي حال دون مشاركة البرازيلي في مباراة الكلاسيكو.
وأوضح المسحل، في تصريحات لبرنامج «كورة» على قناة «روتانا خليجية»، أن هذا هو السبب الحقيقي وراء غياب المدافع البرازيلي عن المباراة الحاسمة، وليس لاتحاد الكرة أي تدخل من قريب أو بعيد في إبعاد مايكون.
وأشار رئيس الاتحاد إلى أن الجائحة شكَّلت واقعًا جديدًا على مكونات كرة القدم حول العالم، وربما حدثت بعض التجاوزات في تطبيق التدابير الاحترازية، بمشاركة لاعب أو مدرب في المران خلال فترة التعهد بالعزل، إلا أن صلاحيات اتحاد الكرة كانت تشمل من يخضع لسلطاتها فقط، مثل ما حدث مع الحكام الأجانب، وأيضًا الفرنسي هيرفي رينارد المدير الفني للمنتخب.
وحول أزمة استبعاد الهلال من دوري أبطال آسيا، على الرغم من الظروف القهرية التي مرَّ بها حامل اللقب داخل الفقاعة القطرية، على خلفية تفشي عدوى كوفيد-19 بين مكونات البعثة؛ شدد المسحل على أن الاتحاد السعودي لن يدخر جهدًا من أجل دعم قضية الزعيم العادلة.
وأكد أن الاتحاد قرر الوقوف في خندق أزرق الرياض في كافة الخطوات القادمة، معقبًا: «ما حدث مع الهلال غير مقبول، ولا نريد أن يتكرر الأمر مع أي فريق سعودي. مخطئ من يظن أن تأثيرنا ضعيف داخل الاتحاد الآسيوي، لكن كثرة تغيير الممثل السعودي وغياب الرعاة أثَّرت علينا».
واعترف بأن الاتحاد الآسيوي هو أكبر الخاسرين من خروج الهلال من دوري الأبطال، بالنظر إلى القيمة التي يمنحها الأزرق للبطولة القارية، مضيفًا: «قمنا بكل ما يمكن من أجل مساندة الهلال، وسنقف معه في أي خطوة مستقبلية.. والقضية لا تزال منظورة».
ولفت المسحل إلى أن القضية ربما تصل إلى منصة المحكمة الرياضية الدولية «كاس»، وأن الاتحاد يدعم الهلال في كافة الخطوات، ولن يترك أي مسلك قانوني لمساندة الفريق السعودي، رافضًا الكشف عن مزيد من التفاصيل التي قد تضر القضية في الوقت الحالي.
وكشف المسحل حقيقة التكهنات التي أُثيرت مؤخرًا حول تشفير دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، مشددًا على أنه لن يتم تشفير المباريات في الموسم المقبل، والقناة الناقلة ستكون الرياضية السعودية، على غرار ما حدث في الموسم الماضي.
وأكد رئيس الاتحاد اعتماد قاعدة التبديلات الخمسة في كل مباراة، التي اعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، من أجل تجنب إجهاد اللاعبين، من جراء ضغط المباريات بسبب جائحة فيروس كورونا.
ونفى المسحل أن المنافسة على الألقاب مقتصرة على الهلال والنصر فقط، أو أن الاتحاد يتأثر بجماهيرية القطبين، ويمكن الرجوع إلى باقي الأندية الـ14 حول حقيقة الانحياز إلى ثنائي الرياض، مشيرًا إلى أن تلك الأحداث كانت تُقال في السابق عند انحصار المنافسة بين طرفين آخرين.
وحول أزمات حكم الفيديو «الفار» في الموسم الفائت، أوضح المسحل أن التقنية تعد مدخلًا جديدًا على كرة القدم في العالم؛ لذا تكثر الانتقادات حولها، وهو الأمر الذي تكرر مع رئيس الاتحاد الأوروبي «يويفا»، الذي وجَّه هجومًا لاذعًا، كذلك الحال فيما يتعلق بردود الأفعال في الدوري الإنجليزي، وهو ما يوثق وجود أخطاء تستلزم التدخل.
وتابع رئيس الاتحاد أنه شاهد على العديد من الأخطاء الفادحة في الموسم الماضي، لكن الشكاوى التي تصل قليلة للغاية، والجدل حول تقنية الفار سيستمر، مؤكدًا أن الاتحاد يعمل على التطوير، ويبذل جهودًا كبيرًا لتقليل أخطاء الحكام.
واستطرد أن كل ما يحدث في غرفة الـفار مُسجَّل، ولا يوجد كاميرات خاصة بالفار، ولكن كل الكاميرات في الملعب تكون خاضعة للتقنية، ومن يتحكم في الإعادة هو الحكم، ولا تدخل من المخرج في تحديد المشاهد، وأخطاء التحكيم جزء من اللعبة، ولن يُسمح بأي استهتار بشأن حكم الفيديو.
وتطرَّق المسحل إلى الحديث عن التغيرات الكثيرة في الإدارات الفنية على مدار الموسم، معترفًا بأن كثرة تغيير المدربين أمر مزعج للغاية، وأن الاتحاد لن يسمح لأي مدير فني محلي أو أجنبي أن يدرب أكثر من فريق واحد خلال الموسم الجديد.
وأردف رئيس الاتحاد: «لدينا مستشارون غير معلنين، والسبب يعود إلى طلبهم الشخصي، ويتقاضون مكافآت لا تذكر، ونتجاوب مع جميع رؤساء الأندية، ونحترم الجميع لكن هذا الضغط لا يعنينا ولا يؤثر في قراراتنا».
واختتم المسحل تصريحاته بقوله: «الأمين العام للاتحاد إبراهيم القاسم، من أكثر الأشخاص إخلاصًا وأمانةً وخدمةً لمنظومة كرة القدم. وكل هذه الاتهامات التي أُثيرت باطلة، وأنا مصدوم مما سمعته الآن في مقال عضو مجلس إدارة اتحاد الإعلام الرياضي».
اقرأ أيضًا: