معهد «لووي» يكشف قوة أردوغان في ليبيا: ضعيف عسكريًا واقتصاديًا

بلاده لن تكون قوة إقليمية كما يأمل..
معهد «لووي» يكشف قوة أردوغان في ليبيا: ضعيف عسكريًا واقتصاديًا
تم النشر في

جدد معهد «لووي»، الأسترالي فتح ملف مغامرات الرئيس التركي، رجب أردوغان، في ليبيا، خصوصًا أن بلاده لا تملك الإمكانات المادية أو العسكرية التي قد تجعل منها قوة إقليمية لا تقهر، كما يأمل أردوغان.

ولخّص المقال، بقلم الباحث في شؤون تركيا والشرق الأوسط بجامعة ميلبورن الأسترالية، ايان ماكجليفراي، أهداف الاستراتيجية التركية في ليبيا في نقطتين، وهي رغبة أردوغان في تحقيق طموحاته بأن تصبح تركيا ذات نفوذ وهيمنة إقليمية، والنقطة الثانية هي حاجته لتأمين أي انتصار خارجي من أجل تشتيت الانتباه عن الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بحكومته بالداخل. 

ولهذه الأسباب، حسب المقال، تحرك أردوغان في ليبيا وألقى بثقل حكومته السياسي والعسكري خلف حكومة الوفاق الوطني، برئاسة فائز السراج، وحاول تغيير ميزان القوى في الصراع هناك إلى صالحها.
كما عملت تركيا على إمداد قوات السراج بالمعدات العسكرية والدعم المالي، إلى جانب نشر المرتزقة من سوريا، ما فاقم من سوء الوضع هناك.

طموح استبدادي لأردوغان

وقال الباحث إن الأمر برمته لا يخرج عن طموح أردوغان في فرض هيمنته ونفوذه إقليميًا، ورغم صعوبة الوضع في ليبيا، إلا أنه يبحث عن «مغامرة» جديدة في سعيه لتعزيز وبناء حكومات صديقة ذات أيدولوجية متماثلة في أنحاء المنطقة.

وتابع أن «دعم جهات إسلامية فاعلة غير حكومية في سوريا، والآن في ليبيا، يساعد أردوغان في صياغة مشروع القوة الإقليمية لتركيا. يعد دعم أردوغان لحكومة الوفاق الوطني، وعلاقاتها الوثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين، مفتاحًا لطموحات تركيا الإقليمية في شرق البحر المتوسط».

وأضاف أن «وجود حكومة موالية لتركيا وتحالف جماعة الإخوان في ليبيا سيكون بمثابة انتصار كبير للطموحات الإقليمية التركية، ويوفر الشرعية لنظام أردوغان الاستبدادي». 
ويؤكد الباحث أن تركيا لا تملك المقدرة المالية أو المادية أو العسكرية التي تجعل منها قوة إقليمية، كما أنها تفتقر أي استراتيجية سياسية هناك، رغم الأحاديث والخطابات الرنانة لرئيسها. وقال: «صبر اليونان وفرنسا وإسرائيل بدأ في النفاذ، وهم يعدون استراتيجية موحدة لمواجهة أي تحركات تركية في ليبيا وشرق المتوسط».

 وضع داخلي متأزم

كذلك، يرى الباحث الأسترالي أن مغامرات أردوغان في السياسة الخارجية مرتبطة بشكل وثيق بالوضع السياسي الداخلي المتأزم منذ محاولة الانقلاب لعام 2016؛ حيث تغيرت السياسة الخارجية لأنقرة، ولم يعد هدفها أن تكون الجسر الرابط بين الشرق والغرب، لكن باتت تهدف إلى أن تكون قوة إقليمية فاعلة في محيطها.

وربما تكون استراتيجية «الوطن الأزرق» توضيح لهذا التغيير؛ حيث وقعت تركيا اتفاقًا بحريًا مع حكومة السراج لإعادة ترسيم الحدود البحرية في البحر المتوسط، وهو اتفاق أثار استهجان دول المنطقة من مصر وقبرص واليونان والاتحاد الأوروبي.

ويعد التدخل في ليبيا «عامل إلهاء مهم» يستغله أردوغان، بالنظر إلى الأزمة الاقتصادية التي تعصف بتركيا، وفشل الحكومة في التعامل مع جائحة «كورونا». ولهذا، يحتاج أردوغان إلى تأمين فوز له في ليبيا من أجل تفادي أي انتقادات داخلية، وتأكيد شرعيته على الصعيد المحلي.

ورغم غطرسته الواضحة للعيان، يرى الكاتب أن مغامرة أردوغان في ليبيا لن توفر لتركيا النفوذ الاستراتيجي في شرق البحر المتوسط الذي تسعى إليه، وستقوض بلا شك قوتها الإقليمية. 
وقال: «لا تزال تركيا في عزلة إقليمية، ومع نفاد صبر الجهات الفاعلة على الصعيدين الدولي والمحلي، قد تكون ليبيا آخر فرصة لأردوغان لاستخدام السياسة الخارجية كحاجز لافتقاره إلى الرؤية الاستراتيجية على الصعيدين المحلي والإقليمي».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa