السعودية والبرازيل تتفقان على خارطة طريق لفرص الاستثمار بين البلدين

قيمتها المحتملة تصل إلى 10 مليارات دولار
السعودية والبرازيل تتفقان على خارطة طريق لفرص الاستثمار بين البلدين

أصدرت المملكة العربية السعودية وجمهورية البرازيل الاتحادية، بيانًا مشتركًا أعربتا فيه عن دعمهما تطلُّع صندوق الاستثمارات العامة إلى وضع خارطة طريق تهدف إلى بحث فرص الاستثمار المحتملة التي تعود بالنفع على البلدين، وتصل قيمتها إلى عشرة مليارات دولار؛ وذلك في إطار الشراكة مع جمهورية البرازيل الاتحادية.

وجاء في البيان أنه بناءً على الدعوة الموجهة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ قام الرئيس جايير بولسينارو رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية، بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية يرافقه عدد من الوزراء والبرلمانيين ورجال الأعمال خلال الفترة من 1ـ2 ربيع الأول 1441هـ/29ــ30 أكتوبر 2019م.

واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في قصر اليمامة بالرياض، فخامة الرئيس جايير بولسينارو. وعقد الجانبان مباحثات رسمية تم خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها وتعزيزها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية، كما تم تبادل وجهات النظر حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

واعتبرت قيادتا البلدين، زيارة رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية إلى المملكة خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، منوهتين بعدد الاتفاقيات التي وُقعت خلالها، والمواضيع التي نوقشت، والوفد الكبير الذي رافق الرئيس جايير بولسينارو.

وفي هذا الإطار، أكد الجانبان تعزيز سبل التعاون الدفاعي بين البلدين الصديقين، واتفقا على استمرار التعاون في مجالات التدريب.

واتفق الجانبان على أن تبادل الزيارات بينهما على مختلف المستويات، من شأنه أن يسهم في تطوير العلاقات الثنائية بينهما، كما اتفقا على تكثيف الاتصالات والتعاون بين المسؤولين الحكوميين والقطاع الخاص في البلدين بهدف تعميق وتوسيع نطاق العلاقات الثنائية وتشجيع الاستثمارات المتبادلة.

وحدد الجانبان عدة مجالات ذات أهمية مشتركة للتعاون والاستثمار، مثل القطاعات الزراعية والصناعية والطاقة والتعدين والبنية التحتية والنقل والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، كما اتفقا على تكثيف التعاون في مجالات الاستخدام السلمي للطاقة النووية والتعاون الثقافي واستخدام الفضاء الخارجي والرياضة، التي من شأنها أن تسهم كثيرًا في دعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين، كما رحب الجانبان بالإعلان عن بدء مفاوضات تجنب الازدواج الضريبي، وتيسير الاستثمار لتوسيع التدفقات الاستثمارية بين البلدين.

وتناول الجانبان القضايا ذات الاهتمام التي تخص الأمن والسلم الدوليين، والحاجة إلى تعزيز الشراكة الدولية لمحاربة الإرهاب ومكافحة التطرف. واتفقا على أنه بات من الضرورة تكثيف وتضافر جهود المجتمع الدولي في هذا الصدد، وأكدا مجددًا أن هذه الظاهرة الخطيرة لا ترتبط بأي عرق أو دين أو وطن، وأنها باتت من أهم القضايا في هذا العصر، واتفقا على تكثيف التعاون في مكافحة الجريمة والإرهاب الدولي بجميع أشكاله.

وفي إطار الروح البناءة التي سادت الاجتماعات، تبادل الجانبان وجهات النظر حيال الأوضاع في منطقتيهما، والقضايا السياسية والأزمات في منطقة الشرق الأوسط والقضايا الدولية، وأكدا ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين، ووقف كافة أشكال التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وفي هذا السياق، ثمن الجانب السعودي شجب الحكومة البرازيلية وإدانتها الهجمات الإرهابية على منشآت أرامكو السعودية في بقيق وخريص بالمملكة العربية السعودية، التي استهدفت أمن وإمدادات الطاقة الدولية والاقتصاد العالمي.

وثمن الجانب البرازيلي الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لحفظ الأمن والسلم إقليميًّا ودوليًّا.

كما التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، فخامة الرئيس جايير بولسينارو، وبحثا سبل تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، وأكدا أهمية زيادة الاستثمارات والعمل على تذليل الصعاب التي تعترض زيادة حجم التبادل التجاري، واتفقا على أهمية الحفاظ على أمن الطاقة وتأمين الممرات البحرية في الخليج والبحر العربي، كما اتفقا على أهمية استقرار منطقة الشرق الأوسط باعتباره ركيزة أساسية في حفظ الأمن والسلم الدوليين.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز وتقوية العلاقات الاستثمارية والتجارية بين البلدين، والمزيد من تطوير التعاون في مختلف المجالات واستكشاف الفرص المتاحة في إطار الرؤية الطامحة للمملكة العربية السعودية رؤية 2030، ونوها بالإصلاحات الاقتصادية والتجارية في البرازيل، وأثرها الإيجابي في جهود تعزيز العلاقات الثنائية.

وقد شهد كل من خادم الحرمين الشريفين والرئيس البرازيلي، تبادل عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في عدد من مجالات التعاون بين البلدين متمثلة في (الدفاع، والطاقة، والشؤون الجمركية، والتأشيرات).

وقد شارك الرئيس جايير بولسينارو كضيف شرف في أعمال «منتدى مستقبل الاستثمار 2019م» الذي ينظمه صندوق الاستثمارات العامة بالمملكة سنويًّا لمناقشة اتجاهات الاقتصاد العالمي ومستقبل بيئة الاستثمار الدولي، كما شارك الرئيس بولسينارو في لقاء رجال الأعمال الذي عُقد في مجلس الغرف السعودية بالرياض، وحضره رجال الأعمال والمستثمرون السعوديون والبرازيليون.

وفي ختام الزيارة، أعرب الرئيس جايير بولسينارو رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية عن بالغ شكره وتقديره خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، والشعب السعودي الصديق؛ على ما لقيه هو والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وأكد ترحيب ودعم بلاده الكبير لرئاسة المملكة المرتقبة لقمة العشرين في عام 2020م، وتطلعه إلى المشاركة في قمة قادة دول المجموعة القادمة التي ستُعقَد في مدينة الرياض، منوهًا بما تبذله المملكة من جهود كبيرة في إطار مجموعة العشرين. وأعرب خادم الحرمين الشريفين عن أطيب تمنياته للشعب البرازيلي الصديق بموفور التقدم والازدهار.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa