المعارضة التركية تحتشد لإقالة رجل أردوغان القوي.. و13 مليار دولار تشعل أزمة

على خلفية الانخفاض الكبير للعملة المحلية
المعارضة التركية تحتشد لإقالة رجل أردوغان القوي.. و13 مليار دولار تشعل أزمة

كشفت دوائر إعلامية وسياسية تركية عن حالة من الغضب المتصاعد ضد وزير مالية الرئيس رجب طيب أردوغان، وصهره، بيرات البيرق، على خلفية الانخفاض الكبير للعملة المحلية أمام الدولار الأمريكي، ناهيك بالهروب الجماعي للمستثمرين الغربيين ورأس المال الأجنبي.

ونقلت صحيفة «راينيشه بوست» اليومية الألمانية، عن مصادر تركية قريبة من أوساط المعارضة، أن الفصيل المناوئ لأردوغان بات يحتشد خلف مطالبات صريحة بإقالة البيرق، زوج ابنة الرئيس التركي، وأحد أهم وأقوى رجاله المقربين.

وانخفضت الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد مؤخرًا، بينما لا يبدو تفشي وباء كورونا هو السبب الوحيد في الأمر، إذ فاقم الضغط السياسي الداخلي من الوضع، بالإضافة إلى فقدان ثقة المستثمرين الأجانب والمحليين تجاه الحكومة، وقبل هذا وذاك اضطراب في السياسة الخارجية.

كما أن سياسة الحكومة المتمثلة في رفض رفع أسعار الفائدة على الرغم من ارتفاع معدلات التضخم وتوترات السياسة الخارجية في شرق البحر المتوسط أضعفت الليرة أيضًا.  

وتؤثر الأزمة بشدة على المستهلكين العاديين. ففي بداية العام، كان الحد الأدنى للأجور الشهرية، والذي ينطبق على ملايين الموظفين، لا يزال يساوي 350 يورو، أما اليوم فهو 267 يورو فقط.

وقبل تفشي كورونا في الربيع، كانت تركيا قد تعافت للتو من الركود. لكن صندوق النقد الدولي يتوقع الآن انكماش اقتصاد أنقرة بنسبة خمسة بالمائة هذا العام. كما أن السياحة، التي ساهمت في 2019 بنحو 30 مليار يورو إلى خزينة الدولة، لن تكون مصدرًا للعملات الأجنبية هذا العام بسبب أزمة الوباء. كما تراجعت الصادرات بنحو 14٪ في الأشهر السبعة الأولى مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.

وفقًا لحسابات الخبير الاقتصادي التركي المعارض، مصطفى سونميز، قام المستثمرون الأجانب بسحب حوالي 13 مليار دولار من تركيا في غضون عام. وبالإضافة إلى فقدان الثقة بين المستثمرين، فهناك اضطراب في السياسة الخارجية؛ حيث يتصاعد الخلاف بين تركيا وجيرانها بشأن إمدادات الغاز في البحر المتوسط مرة أخرى 

ووقعت اليونان ومصر، وهما معارضتان لتركيا في الصراع بشرق المتوسط، اتفاقًا هذا الأسبوع بشأن ترسيم حدود منطقتهما الاقتصادية في البحر، وهو ما يتنافى بالطبع والمطالبات التركية في المنطقة. ويوتر النزاع علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، الشريك التجاري الأكثر أهمية لأنقرة.

ومع ذلك، لا ترى حكومة أردوغان أي سبب لتغيير المسار، وفق الصحيفة الألمانية. وكما هو الحال مع أزمات العملة الأخرى في السنوات القليلة الماضية، يحاول أنصار أردوغان إلقاء اللوم في تدني سعر صرف الليرة الجديد على الدول الأجنبية، والزعم بأنها لا تريد لتركيا أن تصبح قوة إقليمية.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa