كشفت مجلة «دير شبيجل»، الألمانية عما وصفته بالتعاون السري الوثيق بين الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل «فرونتكس»، وخفر السواحل الليبي، من أجل تعقب واعتراض وإعادة المهاجرين إلى ليبيا مجددًا ليواجهوا التعذيب والاحتجاز في ظروف قاسية في مخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية.
وقالت تقرير لمجلة «دير شبيجل»: في عديد من المناسبات لم يصدر مسؤولو «فرونتكس»، أي تعليمات لسفن شحن قريبة لمساعدة المهاجرين العالقين، كما لم ينسقوا أي عمليات إنقاذ مع مراكز العمليات المنتشرة في المنطقة، لكنهم عوضًا عن ذلك تواصلوا مع خفر السواحل في غرب ليبيا ليرسل سفنًا لإعادة المهاجرين قسرًا.
وبحسب «دير شبيجل»، يؤكد رئيس الوكالة، فابريس ليجيري، أن «فرونتكس»، لا تتعاون بشكل مباشر مع حرس السواحل الليبي، وأن الليبيين هم المسؤولين عن عمليات الاعتراض في البحر المتوسط، وأن التعاون بينهما مقتصر على توفير التمويل والتدريب لعناصر القوات الليبية، لكن تحقيق «دير شبيغل» وجد أن «فرونتكس» تلعب دورًا حيويًا في عمليات الاعتراض التي تنفذها القوات الليبية.
وتوصلت «دير شبيجل»، إلى أن طائرات تابعة لـ«فرونتكس»، حلقت فوق قوارب للمهاجرين في 20 حادثة على الأقل منذ يناير العام 2020، قبل أن يتدخل خفر السواحل الليبية لإعادتهم إلى ليبيا.
وكشفت «دير شبيجل»، عن أنه في كثير من الحالات يرسل موظفو «فرونتكس»، إحداثيات مواقع قوارب الهجرة في البحر وصور لها مباشرة إلى المسؤولين في ليبيا عبر تطبيق «واتساب»، وهو ما أكده ثلاثة من مسؤولي خفر السواحل في ليبيا.
وتمثل هذه الإدعاءات إحراج إضافي إلى رئيس الوكالة الأوروبية، الذي يواجه بالفعل تساؤلات بشأن تورط وكالته في عمليات إعادة غير قانونية للمهاجرين في بحر إيجه.
ويسترجع شخص يدعى موسى ذكريات حادثة عاصرها في الخامس والعشرين من يونيو العام الماضي؛ حيث استقل قارب مطاطي إلى جانب 69 مهاجر آخر، غالبيتهم من السودان، غادروا مدينة قرة بوللي متجهين إلى جزيرة لامبسودا الإيطالية.
يقول موسى: «بحلول العاشرة مساء هذا اليوم، رأيت طائرة صغيرة بيضاء تحلق فوقنا»، مشيرًا إلى اعتقاده بأنها دورية تابعة لوكالة «فرونتكس» الأوروبية. وأضاف: «لم تتدخل الطائرة. بعد ساعات قليلة، شاهدنا سفينة رأس الجدار في الأفق، وهي تابعة لخفر السواحل الليبي».
وتابع بحسب «دير شبيجل»: «لا يرغب أحدنا في العودة إلى ليبيا.. فزع الجميع.. حاولنا المغادرة بأسرع وقت ممكن». ويزعم موسى أن السفينة الليبية اصطدمت عمدًا بالقارب ما تسبب في سقوط أربعة رجال.
ويعد مسار منتصف البحر المتوسط بين ليبيا وإيطاليا أحد أخطر مسارات الهجرة غير الشرعية في العالم. والأسبوع الماضي، لقى قرابة 100 شخص مصرعهم في مسعاهم الفرار من ليبيا إلى أوروبا هربًا من الحرب والاحتجاز والتعذيب على يد الميليشيات المسلحة التي تدير مراكز الهجرة غرب ليبيا.