حقق الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني لفريق ريال مدريد الإسباني إنجازًا كبيرًا بفوزه بالدوري الإسباني للمرة الثانية، لاسيما أن اللقب جاء بعد الحجر الصحي، وكذلك تحقيق عشرة انتصارات متتالية بعد التوقف، وشهدت هذه المباريات طفرة في الصلابة الدفاعية لفريق العاصمة الإسبانية، وهو ما كان بمثابة كانت كلمة السر وراء انتزاع اللقب من أنياب الغريم اللدود برشلونة، فضلًا عن تألق الحارس البلجيكي تيبو كورتوا وتقديمه أفضل أداء منذ وصوله للبيت الأبيض، وكذلك استعادة كريم بنزيمة للحس التهديفي العالي.
حظي الموسم الحالي من الدوري الإسباني بلحظات قوة وثقة ولحظات أخرى مفعمة بالتساؤلات والشكوك، لكن لريال مدريد عبر كل ذلك نحو بر الأمان واستعاد اللقب الغائب عن خزائنه منذ عام 2017.
1- بداية قوية من بالايدوس
استهل ريال مدريد الموسم بانتصار مطمئن في منتصف أغسطس الماضي لم يثر أي شكوك. سجل كريم بنزيمة في تلك المباراة ليعلن عن استعداده لخوض سباق هدافي الدوري الإسباني، وأظهر "الملكي" مدى قوته الدفاعية لمدة نصف ساعة لعب خلالها منقوصًا لاعبًا بعد بطاقة حمراء مباشرة أشهرت في وجه لوكا مودريتش.
بدأ تيبو كورتوا الموسم بشكل مميز بل إن الويلزي جاريث بيل صنع هدفًا رائعًا في اليوم نفسه الذي أحرز فيه توني كروس أحد أفضل أهدافه من تسديدة لا تصد ولا ترد من مسافة 35 مترا، فعاد الفريق ذلك اليوم بانتصار كبير 3-1.
2- الشكوك تلوح في الأفق
وعلى عكس سير مجريات الأمور، سقط أبناء ريال مدريد في فخ التعادل جولتين متعاقبتين دفعتا الفريق نحو مراكز متأخرة في الترتيب، كان أولهما تعادل مخيب 1-1 وسط جمهور العاصمة أمام بلد الوليد. وحاول زيدان تدارك الأمر وإشراك بيل وخاميس أساسيين، فأنقذ بيل الفريق بثنائية في المنعطف الأخير من المباراة.
3- سانشيز بيثخوان.. مفترق الطرق
كان ريال مدريد على موعد مع مباراة حاسمة في ملعب عصيب؛ رامون سانشيز بيثخوان الذي خسر على ملعبه آخر أربعة لقاءات خاضها الملكي، كانت الجراح لا تزال مفتوحة بعد الهزيمة الكبيرة التي قاساها أبناء زيدان في دوري الأبطال على يد باريس سان جيرمان. كانت هذه هي الجولة الخامسة واختبارًا قويًّا في مواجهة إشبيلية بقيادة جولين لوبيتيجي تجاوزه ريال مدريد باقتدار حيث حافظ كورتوا على عذرية شباكه للمرة الأولى منذ بداية الموسم وبهدف من رأسية بنزيمة، فعاد ريال مدريد للمراكز المتقدمة واجتاز أول اختبار ثقة.
4- ديربي اللاشيء
كان "ديربي" مدريد أمام أتلتيكو بملعب واندا متروبوليتانو مباراة للنسيان برغم أن الفائز كان سيعتلي الصدارة. تعادل الفريقان سلبيا في ليلة محبطة. لم تسنح سوى فرصة خطرة وحيدة لبنزيمة تألق يان أوبلاك في إبعادها عن شباكه. كانت المباراة داخل الخطوط أقل حمية من تلك التي تدور خارج الخطوط بين دييجو سيميوني وزين الدين زيدان. حاول ريال مدريد الاستحواذ على الكرة كي لا يعاني دفاعيًّا وهو ما أتى بثماره لكنه لم ينجح في الاستفادة من جودة هازارد وسرعة بيل.
5- مايوركا.. سقوط مباغت
كان هذا اللقاء هو نقطة التحول في موسم ريال مدريد. أدرك زيدان ذلك اليوم أنه لم يكن لديه خطة بديلة فيما يتعلق بالتدوير.
استوعب زيدان حجم الكارثة لاسيما في ظل وجود لاعبين مثل خاميس ولوكا جوفيتش وأودريوزولا الذي تعرض للطرد في الشوط الثاني. هزيمة نكراء كانت الأولى في مسيرة ريال مدريد بالدوري بهدف للاجو جونيور في الدقيقة السابعة من اللقاء، لكنه لم يثر أي دوافع لدى لاعبي الريال الذي ترك صدارة الدوري الإسباني على جزيرة مايوركا.
6- الرد بالأهداف
كان هذا هو الفوز الحاسم الأول لريال مدريد منذ بداية الموسم وبعد الهزيمة من مايوركا. كان الضحية هو ليجانيس الذي افتقر لأي ملامح خطورة على مرمى لأبناء العاصمة؛ لذا كانت المباراة هادئة بملعب سانتياجو برنابيو واكتفى فيها أصحاب الأرض "الملكيون" بهدفين عن طريق رودريجو وكروس في ثماني دقائق فحسب، ورد البرازيلي الجميل لزيدان على ثقته فيه وقدم نفسه كبديل لبيل قادر على تغيير مجريات الأمور في أي لحظة.
7- من معجزة المستايا إلى "كلاسيكو" الفرصة الضائعة
احتفل ريال مدريد بنقطة في ملعب مستايا كما لو كانت انتصارًا. جاء ذلك في الدقيقة 95 ومن جديد ارتدى بنزيمة عباءة المنقذ كي يسمح لفريقه بالسفر إلى برشلونة بنفس عدد النقاط الذي لدى غريمه التاريخي.
كسر التعادل مسيرة أربعة انتصارات في الدوري الإسباني، لكنه كان دفعة أيضًا. ترك التعادل في ملعب كامب نو مرارة في حلق جمهور "الميرينجي". بدأ الرهان على إرنستو فالفيردي ينظر له بعين الشك في الفريق الكتالوني، بينما كان من الواضح أن ريال مدريد بحاجة لمهاجم يعوض انطفاء نجم بنزيمة بين الحين والآخر. تألق في هذه المباراة كل من كاسيميرو وفيدي فالفيردي الذي كان مفاجأة.
8- مسيرة الانتصارات تتوقف بصدمة عنيفة
تمكن زيدان من تحقيق خمسة انتصارات متتالية، بدا أن ريال مدريد لا يمكن إيقافه بعد الفوز على إشبيلية بثنائية كاسيميرو ثم أتلتيكو مدريد، لكن اللطمة جاءت على يد سلتا فيجو بتعادل بهدفين لمثلهما، وتأكد نزول المنحنى بهزيمة في زيارة ليفانتي أصيب خلالها إيدين هازارد الذي اضطر للخضوع لجراحة، وبالطبع قفز برشلونة على الصدارة.
9- الكلاسيكو والجائحة والتوقف
تمكن ريال مدريد من تعديل مسار الدوري الإسباني قبل توقف المسابقة بسبب جائحة كورونا. ونجح الفريق في ترجمة ذلك في صورة التفوق على خصمه الأزلي بثنائية نظيفة بملعب سانتياجو برنابيو.
عادت المنافسة على البطولة بعد هذا الكلاسيكو، لكن الملكي فقد الصدارة مرة أخرى بالخسارة أمام ريال بيتيس بهدف لكريستيان تيو قبل ثمان دقائق من النهاية. كان يتعين على زيدان إصلاح الأخطاء خلال التوقف الذي دام ثلاثة أشهر، وبرغم أن اللاعبين ظلوا بمنازلهم ثمانية أسابيع، إلا أن العمل جرى بمنتهى الاحترافية والقوة بعد العودة للملاعب، لينعكس ذلك على أدائهم بعد التوقف.
10- مسيرة انتصارات خيالية
أظهر زيدان ولاعبوه حماسة منقطعة النظير بعد العودة وبهدف وحيد ألا وهو الفوز بالمباريات الـ11 المتبقية من الموسم واثقين في تتويجهم باللقب في النهاية.
ورغم اللعب كل ثلاثة، أيام إلا أن ذلك لم يحل دون خوض اللاعبين لكل لقاء على أنه نهائي. تعلم اللاعبون التأقلم على اللعب في ملعب ألفريدو دي ستيفانو، بدأت الانتصارات في التوالي، بينما كان برشلونة يعاني الأمرين.
عشرة انتصارات متتالية منحت ريال مدريد الفوز بالدوري الإسباني بعد التغلب على إيبار وفالنسيا ومايوركا وخيتافي وألافيس وفياريال في الديار وريال سوسييداد وإسبانيول وأتلتيك بلباو وغرناطة خارج الأرض. عشرة انتصارات حولت دفة لقب الدوري الإسباني إلى سانتياجو برنابيو للمرة الرابعة والثلاثين في تاريخ ريال مدريد.
اقرأ أيضًا