افتتح الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية- روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، أمس الثلاثاء، في المتحف الوطني الروماني بالعاصمة الإيطالية روما.
وحضر افتتاح المعرض وزير التراث والأنشطة الثقافية والسياحية الإيطالي داري فرانسيسكيني، والأمير فيصل بن سطام بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية الإيطالية، وجمع من المهتمين بالتاريخ والتراث في إيطاليا إلى جانب أعضاء من سفارة المملكة والملحقية الثقافية السعودية.
وقال وزير الثقافة، خلال كلمته في حفل الافتتاح: إن وجود المعرض في روما مدينة الحضارة والثقافة والفنون يأتي في سياق العلاقات الوثيقة بين المملكة وإيطاليا التي تمتد لأكثر من ثمانية عقود.
وأكّد الأمير بدر ثقته بأن المعرض سيساهم في توسيع فهم نقاط الالتقاء التاريخية بين البلدين، عطفًا على محتويات المعرض التي تشمل مئات القطع الأثرية التي تعد من روائع آثار المملكة وذات قيمة استثنائية، ستُشبع شغف الزائر في رحلةٍ ستنقله إلى جميع الفترات التاريخية على أرض المملكة، ابتداءً من فترة العصور الحجرية وحتى فترة تأسيس الدولة السعودية بعهودها الثلاثة، وتوحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله.
وشدّد وزير الثقافة خلال حفل افتتاح المعرض على أنّ المملكة تعيش نهضة كبيرة في المجالات كافة، قائلًا: «تشهد المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، دعمًا منقطع النظير للثقافة والفنون التي تعيش في عصرها الذهبي، فسمو سيدي ولي العهد قائد نهضتنا الثقافية يولي الثقافة والفنون كل الدعم، إيمانًا بأهميتها في بناء الجسور المعرفية والإنسانية بين شعوب العالم».
وقام وزير الثقافة بجولة في أجنحة المعرض برفقة الوزير الإيطالي؛ حيث اطلع الوزيران على محتويات المعرض التي تغطي فترة تاريخية تمتد من العصر الحجري القديم- ما قبل التاريخ- إلى العصور القديمة السابقة للإسلام، ثم حضارات الممالك العربية المبكّرة والوسيطة والمتأخرة، مرورًا بالفترة الإسلامية والفترة الإسلامية الوسيطة، حتى نشأة الدولة السعودية بعهودها الثلاثة إلى عهد الملك عبدالعزيز، رحمه الله.
وتستمر أنشطة المعرض لثلاثة أشهر، يقدم خلالها للجمهور الإيطالي والعالمي محتوى أثريًا غنيًا يعكس عمق تاريخ المملكة ومدى مساهمتها في الحضارة العالمية انطلاقًا من موقعها الجغرافي المميز الذي شكل محورًا رئيسًا في المجالات الثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب.
وتنظم وزارة الثقافة المعرض بالشراكة مع عدة جهات، وذلك باعتباره وثيقة تاريخية بمحتوياته من القطع الأثرية النادرة، وأيضًا بوصفه من كنوز الثقافة الوطنية التي تتقاطع مع قطاعين ثقافيين تدعمهما وزارة الثقافة هما قطاع التراث وقطاع المتاحف.
وتعد العاصمة الإيطالية روما المحطة السابعة عشرة للمعرض منذ عام 2010م؛ حيث تنقل بين متاحف عالمية شهيرة، وقدم عروضًا مميزة لعدد كبير من القطع الأثرية المتنوعة ذات القيمة الاستثنائية.
وأقيمت أولى محطات المعرض في متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، ثم أقيم تباعًا في مؤسسة «لاكاشيا» ببرشلونة، ومتحف الأرميتاج بروسيا، ومتحف البرجامون ببرلين، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث أقيم في متحف ساكلر بواشنطن، ومتحف «كارنيجي» في بيتسبرج، ومتحف «الفنون الجميلة» بمدينة هيوستن، ومتحف «نيلسون-أتكينز للفنون» بمدينة كانساس، ومتحف «الفن الآسيوي» بمدينة سان فرانسيسكو.
ثم انتقل المعرض إلى آسيا بطلب عدد من المتاحف؛ حيث أقيم في المتحف الوطني في العاصمة الصينية بكين، والذي رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الصيني شي جين بينغ حفل اختتامه في 16 مارس 2017م، ثم أقيم في المتحف الوطني بالعاصمة الكورية الجنوبية سيئول، ثم في المتحف الوطني الياباني بالعاصمة اليابانية طوكيو، بعدها افتتح في «متحف اللوفر أبو ظبي» بالإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
ثم أقيم في متحف بيناكي بالعاصمة اليونانية أثينا في مارس 2019م، قبل أن يحط رحاله في العاصمة الإيطالية روما.
وأقيم المعرض في محطتين محليتين، الأولى في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران التابع لشركة أرامكو عام 2016م، والثانية في المتحف الوطني بالرياض ضمن المعارض المصاحبة لملتقى آثار المملكة العربية السعودية الأول عام 2017م.