مئات الجزائريين يجوبون الشوارع احتجاجًا على ترشح بوتفليقة للرئاسة

المشاركون يعتزمون التوجُّه نحو قصر المرادية
مئات الجزائريين يجوبون الشوارع احتجاجًا على ترشح بوتفليقة للرئاسة

شهدت مناطق مختلفة من الجزائر مساء الأحد، مسيرات سلمية؛ تعبيرًا عن رفض خوض الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، الانتخابات الرئاسية لفترة خامسة.

وخرج مئات المتظاهرين للشوارع، عبر مختلف ولايات الجزائر، احتجاجًا على «إصرار» بوتفليقة على الترشح لانتخابات الرئاسة المزمع تنظيمها يوم 18 أبريل.

ويعتزم المشاركون في المسيرات، التوجُّه نحو قصر المرادية، في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات المطالبة بالعصيان المدني، بينما يستخدم رجال الشرطة قنابل الغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين.

وجاءت الدعوات إلى التظاهر، عقب الإيداع الفعلي لملف الترشح، من قبل مدير حملة بوتفليقة، عبد الغني زعلان، بالمجلس الدستوري، مساء الأحد، وهو ما اعتبره نشطاء تجاهلًا لمطالب الشارع الواضحة.

وتشهد الجزائر، بعد الرسالة التي وجهها بوتفليقة لشعبه والتي بثت عبر التليفزيون العمومي، حراكًا شعبيًا لافتًا، إلى جانب تعزيزات أمنية، حيث يتكثف توزع المروحيات، في سماء العاصمة.

يأتي هذا فيما دعا نشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إلى الدخول في عصيان مدني، بالجزائر، اعتبارًا من اليوم الاثنين، إلى حين استجابة الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة، والتراجع عن الترشح لعهدة رئاسية خامسة.

وأثار الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، الذي يتولى السلطة منذ عام 1990، غضب الكثيرين في بلاده بإعلانه الترشح لعهدة رئاسية خامسة، على الرغم من وضعه الصحي السيئ.

وشهدت الجزائر سلسلة من المظاهرات الحاشدة في الأسابيع القلائل الماضية، للمطالبة بإنهاء حكم بوتفليقة البالغ من العمر 82 عامًا.

وفي عام 2013، أصيب بوتفليقة بسكتة دماغية تسببت في إضعافه صحيًا بشكل كبير، حيث لم يعد قادرًا على حضور أي من تجمعاته الانتخابية.

وفي العام التالي، فاز بوتفليقة في الانتخابات وظهر على كرسي متحرك في حفل تنصيبه.

ومنذ ذلك الحين، نادرًا ما كان الرئيس الجزائري يظهر في العلن، وسط تكهنات بشأن صحته وشكوك بشأن صلاحيته للبقاء في السلطة، لكن الموالين له يشيدون به قائلين إنه أبعد البلاد عن الاضطرابات الإقليمية.

ويعد بوتفليقة الرئيس الوحيد في شمال أفريقيا الذي نجا مما يسمى ثورات الربيع العربي التي بدأت في تونس المجاورة؛ حيث احتوت حكومته احتجاجات مؤيدة للديمقراطية، بوعود بالإصلاح وزيادة الأجور جرى تمويلها من عوائد بلاده من النفط والغاز.

ويعد بوتفليقة أطول من حَكَم البلاد من حيث المدة، منذ حصولها على استقلالها عن فرنسا عام 1962.

وولد بوتفليقة في الثاني من مارس عام 1937، في المغرب لأبوين جزائريين، وانقطع عن الدراسة بعد الثانوية العامة، وهو من المحاربين القدامى؛ حيث شارك في حرب الاستقلال عن فرنسا التي امتدت من 1954 إلى عام 1962، ويحظى بوتفليقة بالتبجيل من جانب مؤيديه، الذين يطلقون عليه اسم «المجاهد».

وقد أصبح بوتفليقة أصغر وزير في الجزائر بعد الاستقلال، وتولى حقيبة وزارة الرياضة وهو في الخامسة والعشرين، وسرعان ما أصبح وزيرًا للخارجية، بعد أن تمت الإشادة بمهاراته الدبلوماسية والخطابية، واحتفظ بذلك المنصب لمدة 16 عامًا، وبعدها، ذهب إلى المنفى الاختياري لعدة سنوات خلال الثمانينيات هربًا من تهم الفساد التي تم إسقاطها عنه في وقت لاحق.

وعندما تولى بوتفليقة الرئاسة، نجح في انتشال الجزائر من حرب أهلية أسفرت عن مقتل نحو 200 ألف شخص، كما أنه نجح في التفاوض على اتفاق سلام أدى إلى كبح أعمال عنف مأساوية من جانب متمردين إسلاميين.

وخلال ولايته الأولى، أجرى بوتفليقة إصلاحات اقتصادية حولت الجزائر إلى اقتصاد السوق واستعادت معدلات النمو المرتفعة، لكنه في عام 2008، قام بتغيير الدستور وأزال تقييد الرئاسة بفترتين فقط.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa