على نحو مفاجئ ودون سابق إنذار، خرج عبدالرزاق حمدالله، مهاجم الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر، من قائمة العالمي أمام مضيفه الفيصلي، ليثير الكثير من الجدل بشأن مستقبل المغربي في مرسول بارك، في ظل تصاعد التكهنات باقتراب فك الارتباط بين الطرفين بعد قصة مثيرة بدأت على إيقاع الألقاب وانتهت إلى تتابع الأزمات.
وعلى الرغم من المشاركة الاعتيادية في تدريبات العالمي تحت إمرة المدرب البرازيلي مانو مينيز، قبل شد الرحال مباشرة إلى المجمعة من أجل ملاقاة عنابي سدير، إلى أن حمدالله لم يكن حاضرًا فوق الميدان، وسط صدمة مدرج الشمس الذي تيقن أن رحيل المغربي بات مسألة وقت ليس أكثر.
وعانى النصر الأمرين أمام الفيصلي في ظل افتقاد النجاعة الهجومية أمام المرمى، حيث فشل الكاميروني فينسنت أبو بكر في سد الفراغ التي تركه المغربي، ليتكبد فارس نجد الخسارة الأولى في دوري المحترفين، ويعود إلى الرياض وقد ترك الصدارة في المجمعة.
وعجز رفاق المتألق البرازيلي أندروس تاليسكا عن الحفاظ على التقدم أمام عنابي سدير، ليسقط في فخ الخسارة هدفين مقابل هدف، في المباراة التي جرت بينهما مساء أمس الخميس، على ملعب مدينة المجمعة الرياضية، لحساب الجولة الثانية من دوري المحترفين السعودي لكرة القدم.
ويأتي غياب حمدالله بعد ساعات من الرسالة الغامضة التي تركها شقيق ووكيل المهاجم المغربي، على عتبات تطبيق تبادل الصور «إنستجرام»، والتي ألمح خلالها إلى اقتراب أسد الأطلس من الرحيل عن العالمي في سوق انتقالات الصيف الحالي.
ونشر عبدالرحيم حمدالله شقيق ووكيل أعمال الهداف المغربي صورة مهاجم النصر وقد خلع قميص فارس نجد، معقبًا: «حان الوقت لاكتساب خبرات جديدة ونجاح جديد في بيئة مثالية! بالتوفيق يا أخي».
وفي الوقت الذي التزمت فيه إدارة النصر الصمت حيال أزمة حمدالله، إلا أن تقارير صحفية كشفت عن أن المهاجم المغربي هو الذي طلب على نحو مفاجئ عدم المشاركة أمام الفيصلي، في مشهد وثق اتساع هوة الخلاف مع المدرب البرازيلي.
ويبدو العالمي في الطريق إلى التخلص من صداع حمدالله خلال الساعات القليلة القادمة، من أجل تحقيق أكبر المكاسب المالية من وراء بيع المغربي في ميركاتو الصيف، حيث يرتبط بعقد مع نادي العاصمة حتى يمتد حتى 30 يونيو 2022.
ورغم الانقسام الذي يتسع في أروقة أصفر الرياض بسبب حمدالله، وسط أصوات تنادي بالاحتفاظ بخدمات مهاجم من العيار الثقيل يعرف كيف يصل إلى مرمى المنافسين في وقت يبحث فيه العالمي عن العودة إلى منصات التتويج؛ فإن مسلي آل معمر يفكر جديًا في إقصاء اللاعب والاستفادة من عائد البيع في هذا التوقيت، وتجنب التوقيع مجانًا لنادٍ أخر في يناير المقبل مع دخول الفترة الحرة، إلى جانب تنقية الأجواء في غرفة الملابس، في ظل أزمات المغربي المتكررة.
وجاء غياب حمدالله المفاجئ عن مباراة عنابي سدير، وسط أنباء عن دخول المغربي في مفاوضات مكثفة مع إدارة الاتحاد من أجل الانتقال إلى جدة في ميركاتو الصيف الجاري، عبر دفع قيمة الشرط الجزائي، في صفقة يحتاج إليها العميد بشدة بعد خلو مركز المهاجم رقم 9 مع رحيل الصربي بريجوفيتش.
ورغم أن النفي كان هو اللغة السائد من جانب النصر والاتحاد، إلا أن المؤشرات تسير في اتجاه حسم الصفقة خلال الساعات القادمة، بينما أشارت تقارير مغربية إلى أن حمدالله دخل على رادار أحد الأندية اليونانية، حيث يفكر في اللحاق بالصديق المقرب نور الدين أمرابط، الذي وقع في وقت سابق، مع نادي آيك أثينا.
وتعرض حمدالله لكثير من الانتقادات اللاذعة خلال الموسم المنصرم، بسبب تراجع المستوى في بداية الموسم، حيث شارك في 21 مباراة أحرز خلالهم 12 هدفًا، كما حاصرته الأزمات من كل جانب بداية من الإصابات، إلى الدخول في مشاكل مع إدارة النصر والمدرب البرازيلي مرورًا بعناصر الفريق، وصولًا إلى القيام بفعل غير أخلاقي ضد أحد المنافسين، أفلت منه بأعجوبة بسبب تقرير حكم المباراة.
ويعد حمدالله، أحد أهم الأوراق الرابحة على رقعة النصر، منذ انتقل إلى الفريق السعودي في صيف 2018، حيث شارك في 69 مباراة لحساب دوري المحترفين السعودي، وقع خلالها على 75 هدفًا، وقدم 14 تمريرة حاسمة.
اقرأ أيضًا: