الوطن عزٌّ

الوطن عزٌّ

الناس في شتى بقاع الدنيا يفتخرون بأوطانهم، ويعتزون بها أيا كانت مواقعهم الجغرافية أو السياسية أو القدسية؛ فكيف إذا كان ذلك الوطن محل أنظار أكثر من ملياري مسلم، وكان ومازال مهدًا للحضارات وقبلة المسلمين ومهبط الوحي وقرة عين الموحدين، فقد شرفه الله بأقدس مكان عرفته الإنسانية وهو هدف سنوي لحجاج بيت الله من جميع بقاع الدنيا.. إنها أرض الحرمين الشريفين.

لهذا حقٌ لكل مواطن أن يفتخر بهذا الكيان »المملكة العربية السعودية«، وندعو بالرحمة والمغفرة لأولئك الرجال العظماء الذي كان لهم الفضل في بناء هذا الكيان المتماسك الكبير بقيادة المؤسس طيب الله ثراه.

أثبت التاريخ أن أي مجتمع متماسك يصعب فيه تنفيذ أي مشروع هجومي أو تآمري يمكن أن تتم ممارسته عندما يتعلق الموضوع بالوطن أو بالأبنية السياسية أو الثقافية أو المجتمعية، ويمكن القول إن الاعتزاز بالوطن يعتبر من المشاعر الإيجابية التي تدل على الشخصية السوية ذات التفكير المنطقي والعقلاني التي تؤمن بأن الوطن هو المرجع والمآل مهما كانت المواقف والمآلات ومهما طال الزمان أو قصر.

إذا كان هذا هو الوطن فعلينا أيضًا أن نعرف أن المواطنة مهمة جدا للتماسك والنجاح.

والمواطنة لابد وأن  ترتكز على أربعة مرتكزات،  الأول: الانتماء والولاء للدين والوطن ولولاة الامر.
الثاني: ما نسعد به في بلادنا من حقوق المواطن التي تشمل الحفاظ على الروح، والمال، والدين، وتوفير الخدمات التعليمية، والرعاية الصحية، والخدمات الأساسية، والحرية والعدالة والمساواة.
الثالث: يتمثل في واجبات المواطن مثل احترام الأنظمة، والدفاع عن الوطن، والحفاظ على الممتلكات والمرافق العامة ونحوها.
الرابع: هو المشاركة الفاعلة في الأنشطة والفعاليات السياسية والاجتماعية بما يخدم مصلحة الدين والوطن ويرفع من شأنه.

ومهما يكن من معاناة فان المحافظة على حب الوطن وآمنه ضرورة لا مناص منها، ومن جميل ما قال الروائي البرازيلي باولو كويلو »أمران فقط يمكن لهما أن يكشفا أسرار الحياة العظمى: المعاناة والحب«.

ومن أهم مظاهر حب الوطن المحافظة على مكتسباته المختلفة، التي تشمل كل ما أضيف باسم الوطن من إنجازات حضارية ودينية، وتنظيمية، وتاريخية على مختلف المستويات.

وعند الحديث عن السعودية كوطن فإنها تحظى بمقومات يندر وجودها مجتمعة في بلد آخر خاصة في ظل  رؤية 2030 خطة جريئة لأمّة طموحة، ما يضاعف مسؤولية مواطنيها في المحافظة على تلك المكتسبات؛ سياسية وثقافية ودينة وتراثية واقتصادية والتي ترفع من شان مواطنيها، والمحافظة على ما يتمتعون به من أمن واستقرار من كل الجوانب.

من المعلوم أن السعودية بلد كبير، تتباعد فيه المدن، وتتنوع فيه اصول القبائل، مع وجود قواسم مشتركة مثل : الدين واللغة والعادات والتقاليد، تساهم في دعم الوحدة الوطنية، التي تعتبر من مكاسب الوطن المهمة، وعنصرا أساسياً لرفعة الوطن، ينبغي استشعار أهميتها؛ حيث المصير المشترك والسعي إلى تنمية روح المحبة والإخاء ونبذ كل ما يضعف أواصر الوحدة مثل التعصب والخلاف والفرقة. 

ومن المكتسبات الوطنية الهامة نعمة الأمن، التي يشعر بها كل من وطئت قدماه أرض الحرمين الشريفين، حيث يأمن على نفسه وماله وأهله، ولهذا من عظيم نعم الله على العباد نعمة الأمن، التي يجب أن يتمسك الناس بها؛ وذلك بشكر الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة، فإنه إذا بَدَّل النَّاس نعمة الله كُفراً ولم يشكروا المنعم جل وعلا فإن أمنهم يَتَبَدَّل خوفاً، وطمأنينتهم تتبدل قلقاً، فالنِّعمة إذا شُكرت قرَّت، وإذا كُفرت فرَّت.

ومن الأدوار التي يجب ممارستها للمحافظة على نعمة الأمن بذل الأسباب المساعدة لبقائه من الالتفاف حول القيادة ولاة الأمر والعلماء الثقات والمؤسسات الفاعلة، وعدم الالتفات إلى الشائعات، واحترام النظام والالتزام بالقوانين، والتعاون الدائم مع الجهات المسؤولة.

وأخيرًا 
»رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ«، فقدم طلب الأمن على طلب الرزق لأن الأمن ضرورة ملحة لا يعدلها  شي.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa