في ظل التفشي السريع لفيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) حول العالم، كثرت التساؤلات حول الفيروس، خاصة فيما يتعلق بطبيعته وطرق العدوى وسبل الوقاية منه.
وفي هذا الشأن أجابت الدكتورة ريم المغربي استشارية الأمراض المعدية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالسعودية، عن أبرز 6 أسئلة عن فيروس كورونا.
ووفقًا لما نقلته «العربية نت» جاءت الأسئلة وإجاباتها كالتالي:
هل يموت فيروس كورونا بالماء فعلًا كما يقال؟ وهل الأمطار الغزيرة يمكن أن تخلصنا منه؟
ما نعرفه حاليًّا عن هذا الفيروس أنه يجب غسل الجسم أو الأيدي بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 إلى 40 ثانية، للتخلص من الفيروس على الجلد. أما الأمطار أو التغيرات الجوية فلا يوجد دليل علمي حاليًّا يثبت أنها قد تؤثر على سرعة انتشار الفيروس، والدليل أن هناك حالات مسجلة لفيروس كورونا المستجد في أكثر من 160 دولة حول العالم على اختلاف مواقعها الجغرافية، وظروفها المناخية، فهذا يدل ببساطة على أن الأحوال الجوية والمناخية لا تؤثر بشكل واضح على انتشار الفيروس.
كثرت الأقاويل حول طرق العدوى بفيروس كورونا.. فما هي بالتحديد طرق العدوى؟
العدوى بفيروس كورونا تحدث عن طريق الرذاذ المتطاير أثناء الكلام أو العطس أو السعال، وتلتقطها الأغشية المخاطية للشخص المخالط أو عندما يلامس الأشخاص أعينهم أو أنوفهم أو أفواههم.
الطريقة الثانية تكون عن طريق لمس الأسطح الملوثة بالفيروس، والذي قد يكون تساقط من شخص مصاب.
ويجدر التنبيه إلى أن الفيروس قد يبقى على الأسطح النحاسية لمدة تصل إلى 4 ساعات والأسطح الحديدية من 24 إلى 48 ساعة، والأسطح البلاستيكية إلى 72 ساعة. كذلك ينتقل الفيروس بين الأشخاص عند المخالطة اللصيقة كالمصافحة مثلًا.
ما الذي يميز فيروس كورونا عن غيره من الفيروسات المعدية التي تصيب الجهاز التنفسي للإنسان؟
فيروس كورونا هو فيروس مستجد، ومن ثم هناك الكثير من الفجوات المعرفية عن طبيعة الفيروس وعن طبيعة الأمراض الناتجة عن الإصابة به.
ويتشابه فيروس كورونا المستجد مع غيره من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي بالطريقة التي ينتقل بها، والأعراض التي تنتج عنه كالحرارة في الجسم والسعال الحاد وضيق بالتنفس.
ويختلف الفيروس المستجد في عدم وجود لقاح خاص، وعدم توافر علاج فعَّال في حال الإصابة به، هذا بالإضافة إلى وجود دراسات تؤشر إلى إمكانية تأثر بعض أعضاء الجسم الأخرى بالفيروس كالجهاز العصبي مثلًا.
ما الفارق بين فيروس كورونا وسارس، وكلاهما يتبعان الفصيلة التاجية؟
فيروس كورونا المستجد هو فيروس سريع الانتشار، ويختلف عن فيروس سارس الذي حدث في عام 2002 – 2003. وفيروس كورونا المستجد يمكن أن ينتقل بين المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض، فيصيب عددًا من المخالطين قبل أن تظهر الأعراض، بعكس فيروس سارس الذي حدث في عام 2002؛ حيث كان المرض لا ينتقل من المصاب إلا بعد أن تظهر عليه أعراض، وفي ذلك تسهل عمليات الحجز الصحي والحجر المنزلي للمصابين ويقلل نسب الإصابة بين المخالطين.
هل الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية كفيلة بوقف زحف فيروس كورونا وتمدُّده عربيًّا؟
إن الرقم التكاثري الأساسي للفيروس هو رقم الحالات التي يمكن لحالة واحدة من الإصابة أن تنتجها. وفي حالة فيروس كورونا «كوفيد-19»، نعلم لحد الآن أن حالة الإصابة الواحدة قد ينتج عنها من حالتان إلى 3 حالات إصابة.
وفي حالة عدم التدخل فإن المنحى الوبائي سيذهب إلى مرحلة التسارع، وسوف يرتفع عدد الحالات ويؤدي ذلك إلى عبء كبير على النظام الصحي للدولة، وقد تتجاوز الحالات القدرة الاستيعابية للمستشفيات. ولكن في حالات التدخل فإن المنحنى الوبائي لن يذهب إلى مرحلة التسارع، وستظل تظهر بعض الحالات التي يمكن للنظام الصحي أن يتعامل معها.
إحدى سياسات التدخل تكون بتثبيط عدد الحالات، بهدف تقليل الرقم التكاثري الأساسي إلى أقل من 1؛ وذلك عن طريق اللقاحات أو عن طريق العلاجات الفعالة ضد الفيروس، أو عن طريق التباعد الاجتماعي للسكان وعزل الحالات المشتبه بها، وكذلك إغلاق المدارس والجامعات، أو عزل مدن بأكملها، كما حدث في مدينة ووهان الصينية، ومن ثم فإن عدد الحالات المشخصة الجديدة تكون أقل، ويكون من الأسهل أن يتعامل معها النظام الصحي للدولة.
لذلك اتخذت حكومات الدول العربية إجراءات احترازية صارمة لتثبيط عدد الحالات لمنع انتشار الفيروس في المجتمع، وإتاحة الفرصة للأنظمة الصحية بأن تتعامل مع الحالات المشخصة، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لمن يحتاجها من المصابين.
لماذا ينتشر فيروس كورونا بهذه الوتيرة السريعة في أوروبا؟
الصين في بداية الوباء استطاعت أن تنشئ عدة مستشفيات بطاقة استيعابية كبيرة وتجهيزات عالية، في فتره قياسية، وفي الوقت نفسه فرضت إجراءات احترازية شديدة كالتباعد الاجتماعي، وإيقاف المواصلات العامة، وعزل مدينة ووهان الصينية مبكرًا بعد انتشار الوباء فيها، وذلك لم يحدث في القارة الأوروبية. وهذا يفسر بعض الشيء هذا الانتشار السريع الذي نراه الآن.
السبب الثاني هو الكميات المتوافرة من أدوات الفحص اللازمة لتشخيص الفيروس؛ إذ إن بعض الدول الأوروبية قررت أن تجري الفحوصات المعملية لأولئك المعرضين للمرض فقط، والعاملين الصحيين الذين يعانون من أعراض شديدة، وهو ما أدى إلى عدم عزل المصابين الذين لم تظهر عليهم أعراض بعد، الذين قد يكونون سببًا رئيسيًّا في انتشار الفيروس.
اقرأ أيضًا: