لم يختلف الحال كثيرًا بعد رحيل أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا؛ حيث أصر بطل مونديال 1986 في إثارة الجدل وتصدر المشهد، مثلما كان يفعل دائمًا طوال مشوار حافل بالتقلبات والإثارة، بعدما أزاح محامي أيقونة البيسيليستي عن فحوى «الوصية الأخيرة».
وكشف ميجيل أنخيل بييري، محامي مارادونا، عن آخر مطالب أسطورة كرة القدم قبل الرحيل على نحو مفاجئ عن عمر ناهز الـ60 عامًا؛ حيث رفض دييجو في الوصية الأخيرة الدفن في مقبرة، حيث رغب في أن يُحنط جثمانه.
وأوضح محامي أيقونة نابولي الإيطالي، في تصريحات لقناة «تي آي سي» التليفزيونية الأرجنتينية، أن دييجو لم يرغب في دفن جثمانه، معقبًا: «مارادونا طلب تحنيط جسده، وإبقائه في هذه الحالة، ليبقى حاضرًا بين الناس».
وأضاف أنخيل بييري: «مارادونا ترك وثيقة كتب فيها ذلك: أنا مارادونا، في استخدامي لسلطاتي، أريد أن أعبر عن إرادتي ليوم وفاتي بتحنيط جسدي»، مشيرًا إلى أنه يجب على الورثة المعروفين الوفاء بهذا الطلب، وحمّل أبناء دييجو مسؤولية تنفيذ «الوصية الأخيرة».
ويبدو أن مارادونا، قرر البقاء في صدارة المشهد بعد نحو 3 أسابيع من الرحيل المفاجئ، بهذا الطلب الغريب، والذي جاء بعد أيام من الكشف عن حجم ثورة بطل العالم في مونديال 1986، والتي ضمَّت العديد من المقتنيات الثمينة والسيارات الفارهة والمجوهرات، إلى جانب أصول عقارية في نحو 6 دول.
وشملت التّركة عقارات، واستثمارات، ومجوهرات ثمينة، وسيارات فارهة وأخرى غريبة، سوف تكون محل صراع بين أبناء مارادونا الثمانية، في ظلّ عملية طويلة ومعقدة من الإجراءات، على خلفية احتمال نشوب خلافات بين ورثة دييجو.
لم يتوقف المشهد عند هذا الحد، بعدما سيطرت حالة اللغط في الساعات القليلة الماضية، على خلفية دعوات لإخراج جثمان النجم الراحل من مقبرة «جاردين دي بيلا فيستا»، تحت لافتة إثبات النسب.
وكشفت صحيفة «ماركا» الإسبانية، اليوم الثلاثاء، أن 6 أشخاص يطالبون حاليًا بإخراج جثمان مارادونا، من أجل إثبات نسبهم إلى الأسطورة الأرجنتيني، وعلى رأسهم شاب يدعى سنتياجو لارا، في ظل الشبه اللافت مع دييجو.
وأوضح التقرير أن لارا صاحب الـ19 عامًا، طالب أمام وسائل الإعلام، إخراج جثة مارادونا، من أجل الحصول على عينات من الحمض النووي لأسطورة نابولي الراحل، حتى يمكن إجراء اختبار إثبات النسب.
وفي خضم تلك السيناريوهات المثيرة، تُجرى تحقيقات موسعة في مخالفات محتملة في علاج مارادونا، في منزله بإحدى المناطق السكنية التي تتمتع بالحراسة في شمال بوينس أيريس خلال الأسبوعين الأخيرين من حياته، بعد إزالة جلطة دموية في الدماغ بواسطة جراح الأعصاب لوكي وأطباء آخرين، قبل أن يرحل على نحو مفاجئ.
وتحدث ماتياس مورلا، محامي مارادونا، في وقت سابق، عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر»، عن فتح تحقيق حول وفاة النجم الأرجنتيني، مؤكدًا أن الرعاية الطبية كانت تُجرى في منزل مارادونا؛ لكن حدثت تأخيرات كثيرة في توفير الرعاية الطبية، بما في ذلك سيارة الإسعاف، بعد استدعائها.
واقتحمت قوات الأمن في بوينس أيريس، منزل وعيادة طبيب مارادونا، ليولولدو لوكي، على خلفية اتهامات القتل العمد التي طالته مؤخرًا بحق النجم الراحل، بعد الحصول على أمر قضائي للتحقق من تكهنات وجود شبهة جنائية وراء رحيل دييجو، وهو الأمر الذي تكرر مع الطبيبة النفسية للأسطورة الراحل.
وخيمت حالة من الحزن على أرجاء بوينس أيريس في وداع الأسطورة؛ حيث تم نقل الجثمان من مقر القصر الرئاسي «كاسا روسادا» في العاصمة، إلى مقبرة «جاردين دي بيلا فيستا»، في مراسم محدودة لم يشهدها سوى الأقارب والأصدقاء المقربون فقط.
وكان مارادونا، الذي قاد الأرجنتين إلى آخر ألقاب المونديال في تاريخها قبل 34 عامًا؛ خضع لجراحة بعد تعرضه لنزيف في المخ في وقت سابق من الشهر الفائت، إلا أنه تعرض لسكتة قلبية، دون أن تكلل محاولات إنقاذه بالنجاح.
اقرأ أيضًا: