بالصور.. عبدالله الربيعة يقود رحلة فصل التوأم السيامي الليبي

الحالة رقم 48 على مدى 29 عامًا
بالصور.. عبدالله الربيعة يقود رحلة فصل التوأم السيامي الليبي

عملية فصل التوأم الليبي «أحمد ومحمد» التي أجريت امس الخميس بمستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني بالرياض؛ تعد الحالة رقم 48 التي تجرى لها عملية فصل، من ضمن 107 حالات تم دراستها وقدمت من 21 دولة.

وأجريت أول عملية ناجحة لـ فصل التوائم في 31 ديسمبر 1990. وعلى مدى السنوات الماضية، رسخت المملكة مكانتها في هذا المجال الطبي النادر على مستوى العالم، وهو ما أهَّلها لامتلاك خبرات طبية فائقة في هذا التخصص، حتى أصبحت قبلة لمثل تلك العمليات.

وتستعرض «عاجل» رحلة التوأم الليبي «أحمد ومحمد» منذ قدومهما من ليبيا إلى المملكة عن طريق تونس:

توجيهات ملكية بعلاجهما

استقبل مستشفى الملك عبدالله المتخصص التابع للحرس الوطني، في 8 أكتوبر 2019، التوأم السيامي الليبي، بناءً على تعليمات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان؛ لدراسة حالتهما والنظر في إمكانية إجراء عملية فصلهما.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس)، عن البشير الجويني والد التوأم، قوله بشأن ما واجهه من ظروف صعبة في بلاده التي تمر بأزمة مستفحلة: «لم تكن ولادة الطفلين سهلة.. لقد تمت في ظروف صعبة، خاصةً حين أخبرني الأطباء أن الطفلين قد يولدان مشوهين أو ميتين، لكن العناية الإلهية كتبت لهما النجاة».

وروى الأب الليبي قصة ولادة التوأم السيامي، مشيرًا إلى أنهما خرجا إلى الحياة «ملتصقين، وأُبلغت أن تكلفة فصلهما تصل إلى 500 ألف دينار ليبي، أي ما يعادل مليونًا و320 ألف ريال سعودي، فأصبت بالانهيار؛ لأنني لا أملك هذا المبلغ الكبير، وشعرت أنني سأفقدهما».

كما روت السيدة زينب والدة التوأم السيامي الليبي معاناتها؛ حيث أشارت إلى أن الأطباء نصحوها بإجراء عملية إجهاض بعد أن أظهرت الأشعة أن الطفلين متقابلان داخل رحمها.

وقالت الأم في هذا الشأن: «ذكر لي الفريق الطبي أنه يجب عليَّ إجهاض الطفلين؛ فهما سيخرجان بنسبة 99% مشوَّهَين ولن يعيشا طويلًا، وأن ذلك سيعود على صحتي بمضاعفات خطيرة أثناء الولادة أو بعدها، لكني لم أفعل ذلك، وتوكلت على الله، وتمت ولادة أحمد ومحمد».

من جانبه، قال المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رئيس الفريق الطبي الدكتور عبدالله  الربيعة؛ إن هذه المبادرة الإنسانية النبيلة من المملكة العربية السعودية، تأتي تقديرًا للظروف الصعبة التي تواجهها ليبيا الشقيقة، وهي تعكس الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به قيادة المملكة تجاه العالم في العشرات من الدول المنكوبة والمحتاجة لمد يد العون والمساعدة في مثل هذه الحالات.

بدوره، أكد رئيس قسم جراحة الأطفال في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بالرياض المشرف على حالة التوأم الدكتور محمد النمشان؛ أن الطفلين محمد وأحمد يبلغان من العمر 4 أشهر، وحالتهما مستقرة بناءً على مؤشراتهما الحيوية.

وقال الدكتور النمشان إن «التوأم (محمد وأحمد) كانا يلتصقان في البطن وأسفل الصدر، ويشتركان في الجهة السفلى من الجهاز الهضمي والجهاز البولي والتناسلي، ويتشاركان حوضًا واحدًا مع انسداد خلقي بالشرج استدعى إحداث عملية إخراج مؤقتة في ليبيا قبل إحضارهما إلى المملكة، كما أن لكل منهما طرفًا سفليًّا واحدًا مع اشتراكهما في طرف ثالث سفلي مُشوَّه».

12 نوفمبر.. تحديد موعد عملية الفصل

‏‎قرر الفريق الطبي والجراحي لعمليات فصل التوائم السيامية، إجراء عملية الفصل يوم الخميس 14/11/2019م في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني في الرياض.

‏‎جاء ذلك بعد اجتماع أعضاء الفريق الطبي والجراحي بقيادة معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رئيس الفريق الطبي والجراحي في عمليات فصل التوائم السيامية الدكتور عبدالله الربيعة.

وأوضح الدكتور الربيعة -في تصريح لوكالة الأنباء السعودية- أن الفريق الطبي والجراحي بعد مناقشة حالة التوأم يتوقع أن تكون نسبة النجاح 70% بعد عملية تستغرق 15 ساعة، وتنفذ عبر 11 مرحلة بمشاركة 35 متخصصًا من الأطباء والجراحين والفنيين وكادر التمريض، داعيًا الله –تعالى- أن تتكلل هذه العملية بالنجاح لتشكل إضافة إلى سجل إنجازات المملكة في برنامج فصل التوائم السيامية التي وصلت مع هذه الحالة إلى 48 عملية.

14 نوفمبر.. بدء عملية فصل التوأم السيامي

بدأ الفريق الطبي بقيادة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رئيس الفريق الطبي والجراحي في عمليات فصل التوائم السيامية الدكتور عبدالله الربيعة، صباح الخميس (14 نوفمبر)، عملية فصل التوأم السيامي الليبي.

وتكوَّن الفريق الطبي من 35 متخصصًا من الأطباء والجراحين والفنيين وكادر التمريض. وتضمنت المرحلة الأولى للعملية مرحلة «التخدير»، واستغرقت مدتها ساعتين، ثم نجح الفريق في فصل عظام الحوض وتشريح الطرف السفلي المشترك، ومرحلة الفصل بالكامل لتبدأ بعدها مرحلة إعادة ترميم الأعضاء. وفي هذه المرحلة انقسم الفريق إلى قسمين لإكمال عملية الترميم لكل من الطفلين.

المرحلة الثانية لفصل العظام جاءت قبيل الفصل النهائي للتوأم؛ حيث تمَّت إزالة جزء كبير من العظام الملتصقة في المنطقة الخلفية للحوض، بعدها تم نقل كل طفل على سرير منفصل لإكمال عملية الترميم.

مساء 14 نوفمبر.. اكتمال الفصل بنجاح

أعلن الفريق الطبي نجاح عملية الفصل؛ إذ نفذت وفقًا للخطة، وحسب التسلسل الذي وُضع لها، مبينًا أن المرحلة قبل الأخيرة هي مرحلة الترميم ثم الغيار، وبعدها تم نقل الطفلين إلى العناية المركزة، موضحًا أن وضع الطفلين مستقر وعلامتهما الحيوية ممتازة.

  • وتضمنت مراحل العملية الجراحية لفصل التوأم الليبي ما يلي:
  •  مرحلة التخدير (ساعة و15 دقيقة).
  • العملية الجراحية (11 مرحلة).
  •  المنظار للجهاز البولي والتناسلي وقساطر البول.
  •  تعقيم الطفلين.
  •  تحديد مرحلة القطع لدخول التجويف البطني.
  •  فصل الأمعاء.
  •  فصل الجهاز البولي والتناسلي.
  •  فصل الحوض.
  •  فصل الطرف السفلي المشترك.
  •  عملية الترميم لكل طفل..
  •  التنويم في العناية المركزة.
  •  70% نسبة النجاح.
  •  15 ساعة مدة العملية.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa