تزايد حالات قصر النظر وإجهاد العين بسبب كورونا

نتيجة العمل والدراسة عن بعد..
تزايد حالات قصر النظر وإجهاد العين بسبب كورونا

مع انتشار جائحة كورونا حول العالم، بدأ الناس في البقاء في منازلهم كإجراء وقائي، وتغيرت الأنشطة الاجتماعية وبدأ تنفيذها فعليا من خلال أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية أو الهواتف المحمولة.

من هذا التغيير، زاد الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات، سواء لأخذ الدروس أو اللعب أو مقابلة الأصدقاء، لكن ميزة الافتراضية لها عواقب، وهو ما حدث لكثير من الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الرؤية.

يقول العديد من أطباء العيون إنهم يلاحظون المزيد من حالات الأطفال - وكثير منهم كانوا يشاركون في الدروس الافتراضية - يعانون من قصر النظر.

وفي حالات أخرى، يتفاقم قصر النظر الذي تم اكتشافه بالفعل، ليصل إلى اضطراب تركيز في العين، حيث تظهر الأشياء القريبة بوضوح، لكن الأشياء البعيدة تبدو ضبابية.

وكانت معدلات قصر النظر لدى الأطفال في ارتفاع بالفعل في جميع أنحاء العالم قبل انتشار الوباء، لكن بعض الأبحاث تشير إلى أن المشكلة تفاقمت العام الماضي، حيث أبلغ الأطباء أيضا عن المزيد من حالات إجهاد العين الرقمي عند الأطفال.

إحدى الفرضيات الرئيسية التي تفسر زيادة معدلات قصر النظر هي أنه عندما ينظر الأطفال إلى الشاشات أو الكتب لفترات طويلة من الزمن، تتكيف العين مع التركيز القريب.

ويمكن أن يؤدي هذا النشاط لفترة طويلة إلى تغيير شكل العين وإطالة حجمه، مما يتسبب في قصر النظر.

أيضا يمكن أن يؤدي تقليل الوقت في الخارج إلى زيادة قصر النظر وتفاقمه، حيث يميل الناس إلى النظر بعيدا عندما يكونون في الخارج، ويمكن أن يلعب الضوء الطبيعي والنشاط البدني في الهواء الطلق دورا أيضا.

وفي دراسة نشرت في مجلةJAMA Ophthalmology ، قام باحثون من الصين بتحليل معدلات قصر النظر لأكثر من 120 ألف طفل كانوا منعزلين في المنزل أثناء الوباء.

ووجد الباحثون أن انتشار المرض بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و8 أعوام قد زاد بما يصل إلى ثلاث مرات مقارنة بالسابق.

وقالت أليسون بابيوش طبيبة عيون الأطفال في كليفلاند كلينك في أوهايو، إن العديد من الأطفال الذين يأتون إلى المكتب يعانون من ضعف في الرؤية.

الأطفال والبالغون الذين يعانون من قصر النظر الشديد هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالثقوب أو التمزق في شبكية العين، بالإضافة إلى حالات مثل الجلوكوما وإعتام عدسة العين.

وأوضحت الدكتورة أليسون قائله: «هناك أسباب تجعلنا لا نريد أن يكون الناس قصر نظر مرتفعا».

وقالت ميجان كولينز طبيبة عيون الأطفال في معهد جونز هوبكنز للعيون في بالتيمور، إن الأطفال الذين تراهم يعانون من قصر نظر جديد أو أسوأ هم في الغالب الأطفال في المدارس الافتراضية.

وأوضحت كولينز: "لقد رأيت بعض الأطفال الذين تقل أعمارهم عن مرضي العام الماضي، عندما رأيتهم، لم يكن لديهم أي خطأ انكساري كبير، لكن في عام واحد حدث تغيير جوهري في رؤية هؤلاء الأطفال.

وكلما تطور قصر النظر مبكرا، زاد خطر الإصابة بأمراض العين التي تهدد الرؤية لاحقا.

والتوصية لإبطاء تقدم قصر النظر هي أن يقضي الأطفال ما لا يقل عن ساعة يوميا في ممارسة النشاط البدني في الهواء الطلق.

بالإضافة إلى قصر النظر، أبلغ أطباء العيون أيضا عن المزيد من حالات إجهاد العين الرقمي لدى الأطفال.

ووفقا لجوديث لافريتش، من مستشفى ويلز للعيون في فيلادلفيا، يمكن أن تشمل الأعراض عدم وضوح الرؤية والصداع وإجهاد العين، وعادة ما يتم حل الأعراض في غضون ساعات، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت هناك عواقب طويلة المدى.

وأجرى لافريتش وزملاؤه مسحا على 110 أطفال في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام.

وكان لدى الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاما، ولم يعانون من مشاكل في الرؤية من قبل، يحضرون دروس افتراضية لمدة تتراوح بين ثلاث إلى عشر ساعات في اليوم.

وشملت الأعراض ألم العين والصداع وانتقال الكلمات عبر الصفحة وتشوش الرؤية وازدواج الرؤية وفقدان المكان عند القراءة.

وأبلغ حوالي نصف الأطفال أيضا عن أعراض أخرى للعين، مثل الدموع والحرقان وفرك العين المتكرر والجفاف، بالإضافة إلى الإحساس بجسم غريب في العين.

وكوسيلة لمنع تطور قصر النظر، يوصي أطباء العيون بقاعدة التوقف لمدة 20 ثانية لكل 20 دقيقة من الشاشة عند النظر من مسافة 6 أمتار.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa