الـ«VAR» يثير الفوضى في الـ«بوكسينج داي»

حكم الفيديو في مرمى غضب كبار البريميرليج
الـ«VAR» يثير الفوضى في الـ«بوكسينج داي»

لم تنجح تقنية حكم الفيديو المساعد «فار»، في التقليل من حالات الجدل لمباريات كرة القدم في العالم، وربما الدوري الإنجليزي على وجه الخصوص، بل على العكس تمامًا، جاءت لتزيد من وتيرة اللغط، وتثير العديد من علامات الاستفهام حول جدوى تلك التقنية، ومدى نجاحها في تحقيق العدالة، والأهم من ذلك، وأد الكثير من متعة اللعبة في دقائق طويلة من الانتظار.

الجدل حول «الفار»، أطل بوجهه مجددًا على وقع الجولة الـ20 من الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما استفاد ليفربول المتصدر كثيرًا من تلك التقنية، ليحقق فوزًا عصيًا على وولفرهامبتون بهدف دون رد، في مباراة شهدت إلغاء هدف للضيوف؛ بداعي التسلل بفارق مليمترات.

الواقعة لم تثر اللغط في ملعب أنفيلد فحسب، بل لم تكن كذلك بمنأى عن استهجان الطرف المستفيد، وإنما امتد أثرها كذلك إلى الطرف المنافس، بعدما كسر الإسباني بيب جوارديولا المدير الفني لفريق مانشستر سيتي، حاجز الصمت، وصب مزيدًا من اللعنات على تقنية حكم الفيديو.

فوضى كبيرة

واعتبر مدرب المان سيتي، أن نظام حكم الفيديو الذي دخل أجواء البريميرليج لأول مرة هذا الموسم، بمثابة فوضى كبيرة، معتبرًا أن ما يحدث من جدل في كل جولة، لم يجد مصدر ترحيب من الجماهير بالتكنولوجيا الجديدة.

واللافت أن بيب كان مستفيدًا من تلك التقنية في مباراة السيتي مع ضيفه العنيد شيفيلد يونايتد، التي انتهت لصالح السماوي بهدفين مقابل هدف، أمس الأحد، على وقع تلك «الفار»؛ لحرمان الضيوف من هدف السبق بداعي التسلل أيضًا.

وقص شيفيلد أهداف المباراة في ملعب الاتحاد، بعد 28 دقيقة فقط، عبر ليس موسيه، قبل أن يتدخل حكم الفيديو المساعد لإلغاء التقدم بداعي التسلل، في مشهد أثار الجدل بين أنصار الفريقين، بعدما أظهرت العدسات- بعد دقائق طوال- فوارق لا تذكر بين المهاجم القادم من يوركشير مع الخط الخلفي لأصحاب الأرض.

وأضاف الإسباني: «في كل جولة تحدث فوضى كبيرة، الأمر لا ينسحب على ما جرى على ملعب الاتحاد فحسب، وإنما يبقى الجدل قائمًا في مباريات أخرى، لا أعرف ما الذي يتوجب فعله حيال الأمر، لكن أتمنى أن تكون الأوضاع أفضل في الموسم المقبل».

ليست كرة قدم

المباراة التي توقفت كثيرًا للرجوع إلى خطوط تقنية «الفار» الملونة، أثارت حفيظة جماهير السيتي وأبناء يوركشير، واتحد المتنافسان في هتاف موحد ضد التقنية المثيرة للجدل، قبل أن يواصل أنصار النادي المملوك للأمير عبدالله بن مساعد، الهتاف «إنها ليست كرة قدم».

وعبر كريس وايلدر المدير الفني لفريق شيفيلد، عن استيائه من تكرار الفوضى بسبب تقنية الفار، مشيرًا إلى إلغاء هدف مهاجم نوريتش سيتي تيمو بوكي، أمام توتنهام؛ بسبب حالة تسلل مماثلة، في المباراة التي انتهت بالتعادل بهدفين لكل طرف.

وتابع وايلدر، أنه يمكن حصر قرابة ثماني أو تسع حالات مشابهة في هذه الجولة فقط، في المقابل لا توجد أدلة واقعية، مجرد خطوط وزوايا غير واضحة، ويجب أن تكون هناك طريقة أكثر وضوحًا لتعريف التسلل.

وأشار مدرب شيفيلد، إلى نه لا يملك قرار الحكم على النظام، سواء بإجراء إصلاحات أو التخلص منه تمامًا، ولكنه طالب بضرورة أن تتحسن الأمور بشكل سريع، ويكفى القول إن «الفار» ليس دقيقًا بما يكفي لصنع الفارق.

ولم يتوقف وايلدر عن حدود قرارات «الفار» فقط، وإنما اعترض أيضًا على هدف سيرجيو أجويرو؛ حيث اعترض الحكم كريس كافانا طريق مدافع شيفيلد؛ أثناء تمرير كيفن دي بروين كرة الهدف، مشيرًا إلى أن القانون الجديد يفرض إيقاف اللعب إذا لمست الكرة الحكم، لذا وجب أن يكون هناك قرار مناسب حال اعترض الحكم مسار الكرة.

ليس بالأمر الجيد

ولم يكن الحال أفضل على ملعب أنفيلد؛ حيث أعرب الألماني يورجن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول، عن غضبه تجاه تعامل الحكام مع تقنية الفار، الذي كلَّف مباراة الريدز أمام ضيفه وولفرهامبتون، التوقف لفترات طويلة، سواء لاحتساب هدف أو لإلغاء آخر.

ومنح السنغالي ساديو ماني فريق ليفربول ثلاث نقاط ثمينة في صراع اللقب، بهدف الفوز في شباك الذئاب؛ ليحافظ على فارق الـ13 نقطة على القمة، إلا أن احتساب الهدف لم يمر بسلاسة بعد التوقف طويلًا لمراجعة حكم الفيديو، حول لمس آدم لالانا الكرة بيده.

وأوضح كلوب: «نحن في ديسمبر ونقترب من يناير، توقف اللعب لفترات طويلة ليس بالأمر الجيد، من الأفضل أن يذهب الحكم إلى الشاشة للوقوف على الحالة، خاصة أنها إلى جانبنا مباشرة، ولم تستخدم مطلقًا ولا أدري لماذا».

وأضاف الألماني: «الأمر كان ليصبح أسرع لو ذهب الحكم مباشرة إلى الشاشة، لكن هكذا تسير الأمور في إنجلترا ولا يمكننا تغيير ذلك، أتفهم الموقف إذا كان التسلل بفارق بسيط، لكن مع لمسة يد محتملة، لا أستوعب ذلك».

أسلوب بائس

ولم يبتعد نونو سانتوس المدير الفني لفريق وولفرهامبتون، كثيرًا عن نظيره الألماني، مشددًا على أنه من أشد معارضي قرارات حكم الفيديو المساعد، التي تُتخذ من على بعد عشرات كيلومترات من ملعب المباراة.

وألغى الحكم أنتوني تايلور، هدفًا لوولفرهامبتون بعد العودة لتقنية حكم الفيديو المساعد، في مشهد مثير للجدل استمر لدقائق طويلة على وقع استعراض الخطوط المتوازية لكشف الحالة، وانتهت إلى حصول سانتو على البطاقة الصفراء للاعتراض.

وأضاف البرتغالي: «لا تعجبني طريقة التعامل مع التقنية، حكم الفيديو هنا لا يشعر بالمباراة، مثل الشخص المتواجد داخل الملعب، ربما ليس من حقي أن أقول كيف يمكن إصلاح هذا الأمر، لكن أعتقد أن الوضع الحالي بائس».

نظام غير مفهوم

من جانبه، شدَّد كونور كودي قائد فريق وولفرهامبتون، على أنه يجد صعوبة في فهم نظام حكم الفيديو المساعد، بعد إلغاء هدف الذئاب في مرمى ليفربول بداعي التسلل، مشيرًا إلى أن هذا النظام لا يعمل كما يجب.

وأضاف كودي: «لا أفهم هذا النظام، إنه بالفعل سخيف للغاية، البعض يقول إن هذه التقنية تمنح القرار الصائب، ولكن نحن اللاعبين الذين نخوض المباراة على أرض الملعب، ولا نشعر بأن هذا النظام يسير على ما يرام».

واختتم قائد الذئاب: «نظام الفار يؤثر بشكل سلبي في المباريات، يمكنك الاستماع إلى صوت الجماهير تتغنى به، لكن ما من أحد سألنا نحن اللاعبين بشأن هذا النظام، ما زالت هذه التكنولوجيا تثير الارتباك».

جدير بالذكر، أن تقنية حكم الفيديو المساعد في مباريات الدوري الإنجليزي، تصدر القرارات من مقرها في «ستوكلي بارك»، غرب العاصمة لندن، وهو ما يثير حفيظة مكونات اللعبة، حول افتقاد المباريات عوامل المتعة؛ جراء التوقفات الكثيرة من جانب عامل يتواجد على بُعد عشرات الكيلومترات من الحدث، ويفتقد لأجواء الملعب.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa