المحكمة العليا بالهند تمنح أرض «مسجد بابري» لجماعة هندوسية وتُبقي الصراع مشتعلًا

دُمر فيها المسجد التاريخي عام 1992..
المحكمة العليا بالهند تمنح أرض «مسجد بابري» لجماعة هندوسية وتُبقي الصراع مشتعلًا

أصدرت المحكمة العليا الهندية حكمًا بمنح جماعة هندوسية ملكية كاملة لقطعة الأرض المثيرة للجدل في مدينة «أيوديا»، وهو قرار ربما يعمق الاستقطاب الديني في الدولة الواقعة جنوب آسيا، حسب محامين.

وقالت وكالة «بلومبرج» للأنباء، اليوم السبت، إنه في قرار بالإجماع، قضت هيئة المحكمة العليا المكونة من خمسة قضاة، حكمًا، بأن الأرض التي دُمر فيها المسجد الذي يعود إلى القرن الـ16 من قبل مجموعة هندوسية في عام 1992؛ تخص في الأصل هندوسًا وسيتم تسليمها إلى هيئة ستتولى إدارتها الحكومة الاتحادية اعتبارًا من الآن.

وأعقب قرار المحكمة حول النزاع بشأن الأرض المستمر منذ عقود، الذي غالبًا ما أدى إلى اشتباكات دموية؛ دعوات للحفاظ على السلام من قبل زعماء سياسيين ودينيين.

وتعتقد الجماعات الهندوسية أن الموقع هو مكان ميلاد الإله «رام».

وقرأ كبير القضاة الهنود رانجان جاجوي، الذي يرأس هيئة المحكمة، الحكم أمام قاعة المحكمة المكتظة اليوم السبت.

وجاء في قرار المحكمة أيضًا أنه سيُمنح المسلمون موقعًا بديلًا لبناء مسجد.

وأشارت المحكمة إلى أن تدمير مسجد «بابري» في الموقع المثير للجدل من قبل جماعات هندوسية في عام 1992، يمثل انتهاكًا للقانون.

وقال ظفرياب جيلاني -وهو محام من هيئة «الوقف السني» وواحد من مقدمي الالتماس- في رد فعل أولي: «نحترم القرار، لكننا غير راضين.. سندرس الحكم بعناية».

وأضاف جيلاني أنهم وجدوا تناقضات في الحكم، وأنهم سيجتمعون قريبًا لاتخاذ قرار حول ما إذا كانوا سيطلبون مراجعة للقرار أمام المحكمة.

ويطالب حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم في الهند بمعبد في الموقع منذ عقود.

وقبل صدور الحكم، قال رئيس الوزراء ناريندرا مودي إن حكم أيوديا لن يكون نصرًا أو خسارة لأي شخص، مضيفًا أنها أولوية لمواطني البلاد للحفاظ على التآلف.

وأضاف مودي: «الهدوء والسلام اللذان حافظ عليهما 1.3 مليار هندي قبل صدور الحكم اليوم، يُظهر التزام الهند المتأصل بالتعايش السلمي».

وكان قد تم تشديد الإجراءات الأمنية في مدينة أيوديا شمال الهند أمس الجمعة، قبيل صدور قرار المحكمة.

يذكر أن هدم مسجد بابري في أيوديا من قِبل غوغاء هندوس في عام 1992 أدى إلى أعمال شغب دامية قُتل فيها أكثر من ألفي شخص، معظمهم من المسلمين.

ويزعم الهندوس أن معبدًا لإلههم رام كان موجودًا قبل بناء المسجد، وأنهم يريدون بناء معبد جديد في الموقع، في حين يريد المسلمون بناء مسجد جديد.

وتستمر القضية في إثارة توترات بين الغالبية من الهندوس والمسلمين الذين يمثلون نحو 14% من سكان الهند البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة.

وذكرت تقارير إخبارية أنه تم نشر ما لا يقل عن أربعة آلاف جندي من قوات شبه عسكرية اتحادية وشرطة محلية مدربين على احتواء أعمال الشغب، و30 فرقة لتفكيك القنابل في أيوديا وحولها.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa