ترامب يشكك في الدعم الفلسطيني لـ«صفقة القرن».. ويقر بـ«سلاح الترهيب»

ناقض نفسه بـ«وجودهم مهم».. و«رفضهم لن يوقف الحياة»
ترامب يشكك في الدعم الفلسطيني لـ«صفقة القرن».. ويقر بـ«سلاح الترهيب»

استبق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الإعلان عن الجزء السياسي في خطة السلام للشرق الأوسط، المعروفة باسم «صفقة القرن» بالتشكك في مدى توافق الجانب الفلسطيني مع الخطة الأمريكية، وقال ترامب خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض: «سنرى ما سوف يحدث.. إذا قبلوا بها فسيكون تكريمًا رائعًا للجميع، وإذا لم يفعلوا فإن الحياة لا تتوقف...».

وفيما قال رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتية، إن «صفقة القرن الأمريكية المرتقب طرحها مؤامرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية»، فقد قال ترامب: «بدونهم لا يكون لدينا صفقة.. هم لا يعيشون حياة جيدة.. لقد قطعنا عنهم المساعدات...»، بينما أشاد نتنياهو، الذي كان يجلس بجوار ترامب، بالرئيس الأمريكي قائلًا: «أنت أعظم صديق حظت به إسرائيل في البيت الأبيض».

وأعلن ترامب أنه سيطرح خطته للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، عصر غد الثلاثاء، وأضاف: «سنعلن الخطة غدا، 12 ظهرا، وسنرى ما إذا كتب لها البقاء من عدمه.. إذا ظلت باقية فإن هذا سوف يكون أمرًا رائعًا، وإذا لم يكتب لها البقاء، فإنه يمكننا العيش في ظل هذا أيضًا...» متوقعًا أن تنجح الخطة و«تحقق الكثير للجميع.. الفلسطينيون سيطلعون على خطة السلام غدًا وهناك فرصة رائعة للتفاوض».

وحذرت الرئاسة الفلسطينية من «تجاوز الخطوط الحمراء، أو الإقدام على أي خطوة تخالف الشرعية الدولية فيما يتعلق بالطرح الأمريكي لخطته المرتقبة»، وعلى طريقتهما التقليدية في معرفة ردود الأفعال الإقليمية والدولية بادرت الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية بتسريب مقتطفات حول خطة السلام المرتقبة، وكشفت القناة «12» الإسرائيلية عن بعض بنودها، لاسيما «السيطرة الإسرائيلية الكاملة على القدس.. فرض السيادة الإسرائيلية على معظم الضفة الغربية، بما فيها المنطقة C.. الموافقة على كافة المتطلبات الأمنية الإسرائيلية.. حرمان السلطة الفلسطينية من أي صلاحيات تتعلق بالسيادة...».

وأشارت التسريبات إلى أن الإدارة الأمريكية ستلزم الجانب الفلسطيني بعدة شروط تعجيزية قبل الشروع في التوافق على الدولة الفلسطينية المستقلة، تتمثل هذه الشروط في «الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية.. نزع سلاح الفصائل في قطاع غزة، لا سيما سلاح حركة حماس.. الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل»، رغم تأكيدات ترامب أن «خطة واشنطن للسلام في الشرق الأوسط خطة عظيمة.. وإيجابية للفلسطينيين رغم انطباعهم السلبي عنها».

ووفقاً لموقع «i24news» الإسرائيلي، فإن «صفقة القرن» ستشمل ضم غور الأردن وحوالي 30% من أراضي الضفة الغربية لإسرائيل، وفيما تزعم إسرائيل فرض سيطرتها على حوالي 60% من أراضي الضفة الغربية، فقد أشارت التسريبات إلى أن الخطة الأمريكية المرتقبة «تنص على فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن، والقدس، والمستوطنات، باستثناء 15 مستوطنة»، كنوع من التمويه على الاستجابة الأمريكية على جميع الطلبات الأمنية الإسرائيلية.

وبحسب التسريبات نفسها، «سيكون هناك تبادل محدود للأراضي في صحراء النقب، واستيعاب لعدد ضئيل جداً من اللاجئين مقابل إلغاء تعويضهم، كما أن مشروع الدولة الفلسطينية منقوصة السيادة سيتم مناقشته بعد سلسلة طويلة من الاشتراطات والالتزامات، ما يعني أن خطة ترامب «رشوة للفلسطينيين»، هدفها القبول بالاحتلال الإسرائيلي، تمهيداً لضم إسرائيل نحو نصف الضفة الغربية، ما يجعل سقف التوقعات منخفضًا للغاية بخصوص نجاح الخطة الأمريكية.

ويعنى هذا إنهاء حل الدولتين، وهى الصيغة الدولية المطروحة منذ فترة طويلة لإحلال السلام بإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، وتؤيد الأمم المتحدة ومعظم دول العالم حل الدولتين، الذي بات ركناً أساسياً في أي خطة سلام لعقود، لكن إدارة ترامب رفضته، وعبرت عن موقفها صراحة في نوفمبر الماضي، عندما أكد وزير الخارجية مايك بومبيو أن واشنطن لا تعتبر مستوطنات الضفة الغربية مخالفة للقانون الدولي.

واستبق رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إعلان الطرح الأمريكي، بتسريب معلومات تتعلق برغبة إسرائيل في الحصول على موافقة واشنطن بضم «غور الأردن»، لكن مسؤولاً رفيع المستوى بالإدارة الأمريكية قال إن «واشنطن تفضل أن تنتظر إسرائيل حتى يتم الكشف عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام»، وقال لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية: «ادرسوا خطتنا وامنحوها فرصة.. يحتمل أنها تضم ملف غور الأردن.. وأكثر!!».

وتم الكشف عن وجود خطة أمريكية جديدة لحل الصراع منذ عامين، فيما ظلت تفاصيلها وترتيباتها السياسية - الأمنية غير معلنة، وتتألف الخطة من شقين رئيسين؛ أحدهما سياسي يتعلق بالقضايا الجوهرية (مثل وضع القدس، واللاجئين، والمياه، والمستوطنات)، والآخر اقتصادي يهدف إلى مساعدة الفلسطينيين على تعزيز اقتصادهم وهو ما تبدت ملامحه خلال المؤتمر الاقتصادي المنعقد في البحرين، أواخر يونيو الماضي، وسط مقاطعة من السلطة الفلسطينية.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa