بريطانيا تتحرك لإعادة أطفال مقاتلي «داعش» المحاصرين في سوريا

بدأت العمل مع وكالات عدة في دمشق
بريطانيا تتحرك لإعادة أطفال مقاتلي «داعش» المحاصرين في سوريا

أفادت جريدة «ذا أوبزرفر»، بأن الحكومة البريطانية بدأت في اتخاذ خطوات جادة، من أجل إعادة أطفال عائلات مقاتلي تنظيم «داعش» المحاصرين في سوريا، عبر التعاون مع الوكالات العاملة داخل سوريا؛ لتعريف الأطفال وأعدادهم، وتوفير ممر آمن لهم إلى بريطانيا.

وأكَّدت مصادر داخل الحكومة البريطانية، نقلت عنها الجريدة- اليوم الأحد- دون تسميتها، أنهم بدأوا بالفعل العمل مع وكالات عدة في شمال شرق سوريا، بينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر؛ لنقل أطفال مقاتلي «داعش» الحاملين للجنسية البريطانية إلى لندن.

ومن بين الحالات الأولى، التي اتخذت الحكومة قرارًا بشأنها، ثلاثة أيتام يُعتقد أنهم سافروا إلى سوريا صحبة والديهما من لندن؛ منذ خمس سنوات مضت، وهم الآن عالقون في مدينة الرقة الواقعة تحت سيطرة قوات «سوريا الديمقراطية».

ويدرس مسؤولو الحكومة البريطانيا إلى جانب مسؤولين من السلطات الكردية، حسب الجريدة، نقل أطفال الدواعش من سوريا إلى مدينة أربيل العراقية ومنها إلى بريطانيا، وهو مسار أسرع وأكثر أمنًا لنقل الأطفال؛ يمكن استخدامه في فترة وقف إطلاق النار المعلن في شمال شرق سوريا مؤخرًا.

كما أفادت تقارير إعلامية أخرى، الجمعة، بأن بلجيكا وغيرها من الدول الأوروبية، تُجري استعدادات لإعادة أطفال مواطنيها المتهمين بالانضمام إلى تنظيم «داعش» من شمال شرق سوريا، مستغلين فترة إعلان وقف إطلاق النار.

وقال ناطق باسم الحكومة، إن «نقل القاصرين البريطانيين من سوريا إلى المملكة المتحدة، أصبح واضحًا في الوقت الحالي»، كما أضافت المصادر: «بينما تتطور الأمور بشكل سريع، أحدث المعلومات لدينا هي أن نقل الأطفال خارج المنطقة أمر ممكن، وأن المعابر الحدودية بين سوريا والعراق ستظل مفتوحة».

ووصفت المصادر التي تحدثت إليها الجريدة، الإدارة الكردية، بـ«داعمة للغاية في تسهيل عمليات الإعادة إلى الوطن في المستقبل».

ولطالما عارضت الحكومة البريطانية إعادة أطفال مقاتلي «داعش» إلى البلاد، متحدثة عن مخاوف أمنية خطيرة يمثلها عودة هؤلاء، لكن وزير الخارجية دومينيك راب، ألمح إلى تغيير في تلك السياسة مع بداية العدوان العسكري التركي، ما يزيد من احتمالات إعادة الأيتام البريطانيين والقاصرين غير المصحوبين بذويهم إلى البلاد.

وقالت وزارة الخارجية: «ننظر في حالة الأيتام والأطفال غير المصحوبين بذويهم، الذين يحملون الجنسية البريطانية، وما إذا من الممكن توفير ممر آمن لهم للعودة إلى بريطانيا. سنقوم بفحص كل حالة على حدة».

ورحبت منظمة «انقذوا الأطفال» بتلك الأنباء، واعتبرتها «خطوة في الاتجاه الصحيح؛ لكن لكي أن يترجم هذا إلى تغيير حقيقي في السياسة، علينا أن نعرف حقًا أن الحكومة تعمل من إجل إعادة جميع الأطفال البريطانيين، فيما لايزال بوسعنا ذلك».

ومع استمرار العدوان العسكري التركي في شمال شرق سوريا، ومخاوف من أن تتسبب العمليات العسكرية في فرار الآلاف من مقاتلي «داعش» المحتجزين في معسكرات تديرها القوات الكردية، أكَّدت منظمة «انقذوا الأطفال» وغيرها من منظمات الإغاثة العاملة في المنطقة، أن معسكرات «الحول» و«روج» لم تتأثر حتى الآن بالعمليات العسكرية.

ويأتي ذلك، قبيل أيام من انعقاد جلسة استماع أمام المحكمة العليا في لندن بقضية الداعشية شيماء بيجوم، التي تطالب بالعودة إلى لندن، وتستأنف ضد قرار وزير الأمن الداخلي السابق ساجد جاويد، حرمانها من الجنسية البريطانية.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa