قال فيصل إبراهيم آل عجيان، المدير التنفيذي لمجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية، إن الفضول الذي يدفع الطفل نحو المعرفة يكون إيجابي، لأنه ينمي عقله ويجعله أكثر انفتاحًا على الحياة، مشيرًا إلى أنه من المهم أن يكون الأهل هم المصدر الأول للإجابة على تساؤلات أطفالهم حتى ولو كانت محرجة.
وأضاف "آل عجيان"، في مقابلة مع برنامج "صباح السعودية"، عبر فضائية "السعودية"، أن هذا النوع من الأسئلة سواء كانت جنسية أو تخص الدين أو الهوية، إذا ما أجابت عليه الأسرة بشكل سليم، سيلجأ الطفل للبحث عن إجابات خارج هذا الإطار مما يشكل خطرًا على وعيه.
وأكد خبير الصحة النفسية أن الإجابة المثالية على الأسئلة تتحدد بناءً على عمر الطفل، مشيرًا إلى أنه خلال الـ4 سنوات الأولى من عمر الطفل تتشكل لديه المعارف حتى أن بعض الباحثين يقولون عن تلك الفترة "الطفل أبو الرجل" ما يعني أن المخرج النهائي لهذا الطفل عندما يكبر يكون بفضل تشكيل وعيه منذ الطفولة.
وتابع: "الرغبة الجنسية تكون موجودة لدى الطفل عند 5 سنوات فهي ليست مرتبطة بالبلوغ، لذلك يبدأ في طرح الأسئلة"، مشيرًا إلى أنه من الخطأ عدم الإجابة على تساؤلاته ونهره، فذلك يجعله لديه شعور بالإثم وضبابية في المعرفة والتفريق بين الصح والخطأ.
وأشار "آل عجيان"، إلى أن بعض الدراسات أكدت أن الطفل يولد ولديه نوع من الإبداع وأسئلة إبداعية، وتقمعها للأسف مؤسسات التنشئة بداية من المنزل، مضيفا: "الطفل يكون لديه خيال وبدلا من التعامل مع هذا الخيال على أنه كذب، من المفترض أن ننمي لديه هذا الخيال، فقد يصبح في المستقبل قادرًا على صياغة قصة أو رواية أدبية، ونفس الأمر في الفضول العلمي".
وأوضح خبير الصحة النفسية أنه ليس شرطًا الإجابة بشكل كامل على أسئلة الطفل المحرجة، ويمكن تنمية رغبته في الاستكشاف بالبحث عن المعلومة، محذرًا من اللجوء للكذب على الطفل لأن الأبوين هما المصدر الآمن الأول للطفل وإذا فقد الثقة فيهما سيلجأ إلى مصدر بديل لن يكون آمنا.
واختتم: "كثير من الآباء يمكن أن يشعر بالإحراج من الأسئلة الجريئة، ومن المهم جدًا أن يشعر الطفل بالفخر من انتماءاته مهما كانت، مع احترام كل الأعراق والمكونات الاجتماعية وتنوعاتها، وهذا يحتاج إلى أب يلاحظ ويعطي ملاحظات وينمي لديه احترام الآخرين والشعور بالفخر، وهوية فيها ذاتية وانسجام مع الجميع دون تناقض".
اقرأ أيضا|