«لقاح كورونا».. ٤ تقنيات لتطويره و3 عقبات تواجهه

«لقاح كورونا».. ٤ تقنيات لتطويره و3 عقبات تواجهه

«الآن بات لدينا لقاح كورونا».. جملة تتعلق بها آذان البشر كافة حول العالم، وتنتظر مسامعهم أن تخترقها هذه الكلمات؛ لتكون إيذانًا بانتهاء «كابوس كورونا المستجد» الذي جعل العالم شبيهًا بالكهف المظلم الموصدة أبوابه على قاطنيه.

ووسط هذه الآمال المتعلقة بظهور «لقاح كورونا»، هناك عمل على قدم وساق داخل شركات الأدوية العالمية والمختبرات، سعيًا وراء إيجاد الأمنية المشتركة بين سكان العالم حاليًا، وهي تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا.

هل بإيجاد اللقاح ينتهي «فيروس كورونا»؟

اللقاح هو مادة تساعد على الحماية ضد الأمراض؛ حيث تحتوي اللقاحات على نسخة ميتة أو ضعيفة من الميكروب، أو الأجسام المضادة، أو الخلايا الليمفاوية التى يتم إعطاؤها فى المقام الأول للوقاية من المرض.

ويساعد اللقاح الجهاز المناعي على التعرّف على الميكروبات الحية وتدميرها أثناء الإصابة بها فى المستقبل، وبمجرد تحفيز اللقاح، تبقى الخلايا المنتجة للأجسام المضادة، حساسة وجاهزة للاستجابة للعامل فى حالة دخوله إلى الجسم.

وأيضًا، قد يمنح اللقاح مناعة سلبية من خلال توفير الأجسام المضادة أو الخلايا الليمفاوية التي يصنعها حيوان أو متبرع بشري، وفقًا لتقرير موقع «vaccines».

تعرّف على أحدث لقاح

والجديد اليوم جاء من معهد بلجيكي؛ حيث أمل معهد «ريغا»، وهو مختبر بلجيكي، في إطلاق تجربة سريرية للقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، بعدما أكد علماء في جامعة لوفان أنهم طوروه وبدا واعدًا.

واللقاح الذي أعطاه المطورون اسم «ريغا فاكس» نسبة للمختبر الذي من المقرر أن تُجرى فيه الأبحاث والتجارب، مقتبس عن لقاح قديم كان يستخدم ضد الحمى الصفراء، وأعلن الفريق المختص أن هذا هو أول اختبار ««أثبت نجاحه على حيوانات المختبر».

يظهر قبل نهاية العام

وقال كاي دالمير، أحد الباحثين الذين عملوا على اللقاح: إذا سارت الأمور حسب الخطة، فإننا نريد أن نبدأ التجارب السريرية البشرية الأولى قبل نهاية العام.

وقام الباحثون البلجيكيون أولًا بتجريب لقاح فيروس كورونا على فئران الهامسترز، من خلال مجاريهم الهوائية لاختبار عدوى رئوية مشابهة للتي تحدث في الحياة الطبيعية خلال الجائحة، ولاحظوا أن الهامستر المحصن باللقاح المقتبس من لقاح الحمى الصفراء لم يعطِ أيّ أثر لفيروس كورونا المستجد الذي حقن به مسبقًا.

كما انتبهوا إلى أن جرعة واحدة من اللقاح كانت كافية، وأن العديد من الحيوانات تم تحصينها بالفعل بعد 10 أيام فقط من التطعيم.

3 تحديات تواجه «لقاح كورونا»

منذ ظهور فيروس كورونا المستجد في ديسمبر من العام الماضي، وضجيج المعامل والمختبرات لا يتوقف؛ حيث العمل المتواصل في العديد من الأبحاث، من أجل الوصول للقاح مضاد لكوفيد 19، وحددت هذه عدة تحديات عدة لتطوير لقاح كورونا، وتمثلت في:

1- ضمان سلامة اللقاحات: تم اختبار العديد من لقاحات السارس في الحيوانات، وحسنت معظم اللقاحات بقاء الحيوانات لكنها لم تمنع العدوى.

كما تسببت بعض اللقاحات في حدوث مضاعفات، مثل تلف الرئة. ويجب اختبار اللقاح بدقة للتأكد من أنه آمن للبشر.

2- توفير حماية طويلة المدى: بعد الإصابة بفيروس كورونا، يمكن إعادة الإصابة بالفيروس نفسه، على الرغم من كونه خفيفًا عادة ولا يحدث إلا في جزء ضئيل من الناس، بعد شهور أو سنوات.

3- حماية كبار السن: الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا معرضون لخطر الإصابة بـكورونا الشديد. لكن كبار السن عادة لا يستجيبون للقاحات وكذلك الشباب.

تطورات «لقاح كورونا»

تجاوزت عدد اللقاحات المحتلمة حاجز الـ100، ووصل 13 منها لمرحلة التجارب السريرية على البشر، بما في ذلك تجارب كل الولايات المتحدة والصين؛ حيث شهدت التجارب السريرية، ارتفاعًا بعد أن كانت 8 في 15 مايو الماضي.

وتستعرض «عاجل» بالسطور التالية، تطورات لقاحات كورونا:

قال الموقع الإخباري الالكتروني الألماني فوكوس أونلاين، إنه متوقع ظهور أولى النتائج التجريبية للقاح كورونا تطوره شركة كيورفاك في غضون شهرين.

وذكرت كيورفاك، وهي شركة غير مدرجة في البورصة الألمانية، أن أولى النتائج الملموسة قد تكون متاحة في سبتمبر أو أكتوبر، وفي حال كانت الظروف مواتية فإن العقار قد يحصل على موافقة بحلول منتصف العام القادم.

كما تُجرى الصين اختبار لقاح تجريبي سادس ضد فيروس كورونا الآن على البشر، بعد أن قالت كلوفر بيوفارماسيوتيكالز، إن دراسة في مرحلة مبكرة لمرشحها كانت جارية باستخدام معززات لقاح من المملكة المتحدة GSK» k«GSK.L وDynavax في الولايات المتحدة، وفقًا لما ذكرته وكالة «رويترز».

وكشفت صحيفة «The Sun»، أن العلماء في بريطانيا بدأوا اختبار لقاح إمبيريال كوليدج بلندن لفيروس كورونا على متطوعين من 300 شخص الأسبوع الجارى؛ لمعرفة ما إذا كان اللقاح ينتج استجابة مناعية فعالة ضد فيروس كورونا Covid-19؛ حيث سيتلقى المشاركون الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و70 عامًا جرعتين من اللقاح خلال الأسابيع المقبلة.

وأيضًا، وقّعت 4 دول أوروبية، عقدًا مع شركة «إسترازينكا» لإنتاج نحو 400 مليون جرعة من لقاح لفيروس كورونا الخاص بجامعة أكسفورد بخلاف الجرعات التي حجزتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بالإضافة إلى المليار جرعة التي يصنعها المعهد الهندي من اللقاح لدعم الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض.

4 تقنيات لتطوير« لقاح كورونا»

ويستخدم العلماء عددًا من التقنيات في تطوير اللقاحات، وفيما يلي أبرز التقنيات المستخدمة في تطوير« لقاح كورونا»:

*اللقاح المؤتلف: تستخدمه شركة نوفافاكس الأمريكية، ومقرها في أستراليا، هذه الطريقة بشكل حصري.

وتعتمد التقنية على استخدام الهندسة الوراثية لزراعة نسخ غير ضارة من بروتين الفيروس في أحواض من خلايا الحشرات، ثم استخراج وتنقية البروتين وتعبئته في جزيئات متناهية الصغر بحجم الفيروس.

* اللقاحات الجينية: تستخدمها 4 شركات من الولايات المتحدة وألمانيا، هي موديرنا وإينوفيو الأمريكيتان، وفايزر وبيونيتيك الألمانيتان، وتعتمد على أخذ المواد الوراثية من الفيروس ووضعها في خلايا الجسم السليمة لتحفيز المناعة.

ويحمل اللقاح تعليمات للجسم لإفراز بروتين الفيروس الجديد، وعندما يكتشف الجسم المادة الجينية ويحدد البروتين الجديد على أنه جسم غريب، يقوم بتثبيت استجابة مناعية له.

* الناقلات الفيروسية: 3 مشروعات في جامعة أكسفورد ببريطانيا، وشركة إسترا زينيكا، الإنجليزية - السويدية، وشركة كانسينو الصينية، تعتمد على هذه التقنية.

* الفيروس الفعلي: تستخدم في اللقاحات الثلاثة المتبقية، ويطورها معهدا شركات ووهان وبكين للمنتجات البيولوجية، وشركة سينوفاك.

وتعتمد الطريقة على قتل الفيروس الفعلي من خلال تعريضه للأشعة فوق البنفسجية أو المواد الكيميائية، ومن ثم إدخاله إلى جسم الإنسان، لتحفيز الاستجابة المناعية.

توقعات الخبراء

وأشار خبراء اللقاحات، إلى أنه ليس متوقعًا وجود لقاح لفيروس كورونا بنفس كفاءة لقاحات أخرى قد تم تجريبها سابقًا، مثل «لقاح الحصبة».

قال الدكتور درو وايسمان من جامعة بنسلفانيا الأمريكية: إذا ثبت أن أفضل لقاح لكورونا فعال بنسبة 50 بالمئة فقط، فهذا سيعد لقاحًا عظيمًا بالنسبة لي.

وأضاف: لابد من الحديث عن هذا الأمر من الآن، حتى لا يتفاجأ الناس في المستقبل بعدم نجاح بعض اللقاحات التي لا تزال تخضع للاختبار حتى اليوم.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa