شكلت الجريمة التي أقدم عليها الرئيس التركي، رجب أردوغان، بإعطائه أمر التحرك العسكري ضد المدنيين في منطقة شمال غرب سوريا، فرصة لخصوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذين بادروا بالتحرك، ردًّا على العمليات الجوية والتوغل البري التركي المدعوم من ميليشيات إرهابية ضد أكراد شمال شرق سوريا، لاسيما بعد أن دكت القوات الجوية والمدفعية التركية المناطق الكردية.
وتشكل هذه الخطوة بحسب المراقبين «جريمة حرب» جديدة، بعد جريمة مماثلة ارتكبها الرئيس التركي في جنوب تركيا قبل عام، عندما قام بعمليات تطهير عرقي في ديار بكر، ذات الأغلبية، لكن في المقابل، شكّل موقف الرئيس الأمريكي، الذي اكتفى فقط بوصف العملية الإجرامية التركية بأنها «فكرة سيئة»، إلى أن ما يتعرض له المدنيون والأقليات الدينية والمأساة الإنسانية في شمال غرب سوريا بسبب عملية أردوغان دفعت حلفاء ترامب للانقلاب عليه.
وبحسب وكالة «رويترز»، اتهم أحد أوثق حلفاء ترامب، وهو السناتور، لينزي جراهام، الرئيس الأمريكي بالتخلي عن دعم المدنيين الأكراد في شمال غرب سوريا، واصفًا موقفه بـ«أكبر خطأ في فترته الرئاسية»، وقالت النائبة الجمهورية، ليز تشيني، إن «أمريكا تتخلى عن الأكراد الذين قاتلوا داعش.. هذا الموقف يساعد خصوم أمريكا؛ روسيا وإيران وتركيا ويمهد لعودة داعش».
وهاجمت قوات تركية برية، اليوم الخميس، مناطق سورية، بدعم من ميليشيات إرهابية متحالفة مع أردوغان، ويأتي الهجوم بعد أيام فقط من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من المنطقة، الأمر الذي أثار تنديدًا من أعضاء كبار في الحزب الجمهوري قالوا إن الرئيس تخلى عن الأكراد الموالين لواشنطن.
وذكرت وزارة الدفاع التركية أن «القوات المسلحة التركية ومسلحين من -ميليشيات- الجيش السوري الحر شنوا عملية برية شرقي نهر الفرات»، وذكرت وسائل إعلام تركية أن الجنود دخلوا سوريا من أربعة محاور، «اثنان قريبان من بلدة تل أبيض السورية والآخران على مقربة من رأس العين شرقًا...».
وسيجتمع المجلس المؤلف من 15 دولة، اليوم الخميس؛ لبحث سوريا بطلب من الدول الخمس الأوروبية الأعضاء -بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وبولندا- فيما فرَّ الآلاف من بلدة رأس العين السورية باتجاه محافظة الحسكة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، وقالت هذه القوات إن الضربات الجوية التركية قتلت خمسة مدنيين على الأقل وأصابت عشرات آخرين.
وشهدت منطقة تل أبيض انفجارات، وبعد حلول الظلام، أمكن رؤية الصواريخ وهي تُطلق عبر الحدود على تل أبيض وألسنة من اللهب تستعر قرب البلدة، فيما قال شاهد لـ«رويترز»، إن المدنيين يفرون جماعات، وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، أنهم تصدوا لهجوم بري من القوات التركية في منطقة تل أبيض.سسس