بايدن يستبق مباحثات فيينا بالمناورات العسكرية والعقوبات
يبدو أن الولايات المتحدة اختارت مسارًا غير مباشر للرد على الاستفزازات الإيرانية والمماطلة في استئناف المباحثات النووية، وأجرت، اليوم الأحد، تدريبات عسكرية موسعة في الشرق الأوسط شملت عددًا من الدول، بالتوازي مع إعلان عقوبات للحد من مخاطر الطائرات المسيرة الإيرانية على المنطقة.
وسيرة القوات الجوية الأمريكية قاذفة استراتيجية من طراز«B-1B» فوق نقاط بحرية رئيسية في الشرق الأوسط، بينها مضيق هرمز، مع طائرات مقاتلة من البحرين ومصر والسعودية وإسرائيل، حسب «أسوشييتد برس».
وتوسعت الولايات المتحدة في تدريباتها العسكرية مع دول حليفة برًا وبحرًا وجوًا، في منطقة تعج بالصراعات والاضطرابات التي تهدد الملاحة والأمن البحري.
كما حلقت قاذفتان من طراز «بي-52» حلقتا في مهمة دورية بعيدة المدى عبر منطقة الشرق الأوسط، فيما يأتي، حسبما أكدت قيادة القوات الأمريكية، في إطار جهودها لطمأنة الحلفاء في المنطقة وردع إيران.
ويعمل تحليق القاذفات ذات القدرات النووية فوق المنطقة، منذ إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، كـ«ردع لإيران» و«رسالة طمأنة واضحة» إلى الحلفاء الإقليميين.
وكان مضيق هرمز مسرحًا لهجمات نفّذتها إيران على الشحن البحري في السنوات الأخيرة، بينما شهد البحر الأحمر هجمات مماثلة وسط حرب الظل المستمرة بين طهران وإسرائيل.
عقوبات على مسيرات إيران
ولجأت واشنطن كذلك إلى عصا العقوبات، معلنة، الجمعة، عن عقوبات جديدة متعلقة ببرنامج طهران للطائرات المسيرة، التي قالت إنها تزعزع استقرار الشرق الأوسط.
وتأتي العقوبات في مسعى من إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى زيادة الضغط على طهران قبيل الجولة السابعة من مفاوضات فيينا بشأن برنامجها النووي، المقررة بشكل غير نهائي في نوفمبر المقبل وسط مماطلة إيرانية.
ولا تزال طهران تماطل في استئناف المباحثات النووية، المنعقدة في فيينا، رغم وعودها بالعودة إلى طاولة المفاوضات بشكما تسبب في إغضاب المجتمع الدولي.
وتوقفت المفاوضات النووية، نهاية يونيو الماضي، بطلب من إيران، فيما قال كبير المفاوضين الإيرانيين في أعقاب محادثات في بروكسل، الأسبوع الماضي، إن المفاوضات ستستأنف في فيينا بنهاية نوفمبر.
وانتهكت إيران عدة مرات الاتفاق النووي في أكثر من مناسبة، كان أشدها رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وتشترط التراجع عن الانتهاكات برفع كل العقوبات الأمريكية.
رسائل سياسية وعسكرية
واعتبر مراقبون التدريبات والدوريات الأمريكية «رسائل سياسية تخص بأمن الخليج»، وقال الخبير العسكري، اللواء سمير راغب، إنها «رسائل سياسية بأن أمن الخليج أهم أولويات واشنطن في الإقليم، وكذلك رسالة لإيران بأننا سنتصدى لأي أنشطة خبيثة تهدد الملاحة والأمن الإقليمي».
وأكد راغب أن التدريبات جزء من استراتيجيات جديدة تعتمدها واشنطن لحماية المصالح الأمريكية ضد التهديدات.
حرب نفسية
أما رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، محمد محسن أبو النور، فرأى أنها تأتي في إطار الحرب النفسية قبيل الجولة السابعة من المباحثات في فيينا.
وقال: «النشاط الأمريكي المكثف في المنطقة يأتي كحرب نفسية قبيل الجولة السابعة من مفاوضات فيينا، والمماطلات الإيرانية وحالة التسويف التي تقلق الغرب وسط تماديها في رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%».
وتوقع ألا تسفر الجولة المقبلة عن أي نتائج جديدة، مؤكدًا أن «إيران لن تذهب إلى أي تسوية ما لم تكن أمريكا على طاولة واحدة معها وهذا غير موجود حاليًا».