مخاطر الترددات الكهرومغناطيسية تزداد مع انطلاق «الجيل الخامس»

معظم مقدمي خدمات المحمول يعتّمون على تفاصيلها..
مخاطر الترددات الكهرومغناطيسية تزداد مع انطلاق «الجيل الخامس»

يقدَّر أن خمسة مليارات نسمة من سكان العالم البالغ عددهم سبعة مليارات يمتلكون جهاز هاتف محمول، نصفها على الأقل من الهواتف الذكية، تلك الهواتف التي أحدثت ثورة في العالم؛ حيث أصبح كل شيء أقرب وأسرع وأسهل بفضل التكنولوجيا الذكية، وفي حين أن فوائد هذه التكنولوجيا واضحة، إلا أن الآثار المترتبة على الصحة نتيجة استخدامها على المدى الطويل ليست واضحة، وتشير الدلائل العلمية المتزايدة إلى أن المجالات الكهرومغناطيسية المنبعثة من هذه الأجهزة قد تلحق الضرر بالصحة، وفي عام 2011 صنفت منظمة الصحة العالمية هذه الترددات وغيرها كمادة مسرطنة، وفي عام 2015 أرسل مجموعة من العلماء من جميع أنحاء العالم نداء إلى منظمة الصحة العالمية، يدعو إلى توفير حماية صحية أكبر من التعرض للمجالات الكهرمغنطيسية وتثقيف الجمهور بشأن المخاطر الصحية المحتملة، وحتى الآن قام 247 نحو عالمًا من 42 دولة بتوقيع هذا النداء.

وحسب الخبراء فإن معظم مقدمي خدمات الهاتف المحمول لا يقدمون معلومات عن تردداته؛ حيث يقولون ببساطة إنه لا يوجد خطر مؤكد على صحة الإنسان، وقد يكون هذا صحيحًا لكنه لا ينقل الصورة كاملة؛ حيث تظل النصيحة الرسمية لهيئات الصحة في عدد من الدول تؤكد على عدم اليقين فيما يتعلق ببعض الآثار الصحية، بالإضافة إلى دفن بعض الحقائق في النسخة الصغيرة لمعظم كتيبات إرشادات الهاتف المحمول، التي تقول: لتقليل التعرض لطاقة التردد اللاسلكي استخدم خيار حر اليدين، مثل مكبر الصوت المدمج أو سماعات الرأس المرفقة، واحتفظ بالجهاز وهوائيه على بعد 2.5 سم على الأقل من جسمك عند الإرسال، وهو ما يعني أن هناك تأثيرًا ما.

والإشعاع الكهرومغناطيسي الذي ينبعث من أي جهاز كهربائي، يتم قياس الحقول المغناطيسية له بوحدات ميكروتسلا، بما في ذلك الهواتف، التلفزيون، الكمبيوتر، الراديو، أجهزة التوجيه، مكبرات الصوت والساعات، وتنبعث منها مجالات كهروميكانيكية، وأي جهاز إلكتروني يتصل بأجهزة إلكترونية أخرى بواسطة التكنولوجيا اللاسلكية ينبعث منه أيضًا هذه الترددات، كما أن الأجهزة المنزلية مثل الغسالات، الأسلاك، المكانس الكهربائية، شفرات الحلاقة الكهربائية ومجففات الشعر، تنبعث منها هذه الترددات أيضًا ولكن بشكل منخفض، وكذلك خارج المنزل تنبعث من ترددات منخفضة من خطوط الكهرباء والهاتف، وأي أجهزة قريبة من الجسم؛ لذلك قد تشكل هذه الترددات على المدى الطويل مخاطر صحية أعلى.

وحسب العلماء فإن الأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية يمكن أن تكون ضارة بالصحة؛ لأنها تسبب الإشعاعات المؤينة، والتي يمكن أن تلحق الضرر بخلايا الجسم، ولكن الترددات الراديوية والكهرومغناطيسية ذات التردد المنخفض هي إشعاعات غير مؤينة، وليست قوية بما يكفي لكسر الحمض النووي، ولكن هناك أدلة على أن المجالات الكهرومغناطيسية على المستويات التي تمنحها الهواتف المحمولة يمكن أن تتسبب في تشكيل الجذور الحرة، وهي المنتجات الثانوية السامة لعملية الأيض التي تدمر الخلايا في عملية تسمى بالإجهاد التأكسدي، وقد تلعب دورًا في تطور السرطان، حسبما يعتقد بعض العلماء.

وبينما توصي اللجنة الدولية للحماية من الإشعاعات غير المؤينة بحدود معينة للقدرة الكهرومغناطيسية للترددات الراديوية، يعتقد يعض الخبراء أن هذه الإرشادات قد عفا عليها الزمن وربما غير آمنة الآن؛ لأن الدراسات أظهرت تأثيرات بيولوجية بمستويات أقل بكثير من هذه الحدود (61 فولتًا للمتر)، وحسب الخبراء فقد يعاني الأشخاص الحساسون من الصداع أو التعب أو اضطراب النوم عند مستويات نصف فولت فقط للمتر الواحد، وإذا كنت تضع هاتفًا على رأسك، فعادةً ما يتعرض الجزء الأقرب إلى الجهاز من 25 إلى 30 فولتًا طوال مدة المكالمة، بينما إذا كنت في غرفة المعيشة الخاصة بك ويستخدم شخصان جهاز توجيه واي فاي في نفس الغرفة، فإنك تتعرض لحوالي 2 فولت.

ولكن مع طرح الجيل الخامس من الأجهزة هذا العام، يبدو أن التعرض سيزداد نظرًا لكمية البيانات المستخدمة، والتي ستتطلب المزيد من الطاقة، ومن ثَمَّ سيكون من الصعب تجنب التعرض للترددات العالية خارج المنزل، وحسب نيك بينولت مؤلف كتاب (دليل عدم استخدام القصدير) فإن هناك ضغوطًا صناعية على المشرعين من أجل إبقاء حدود التعرض للمجال الكهربي مرتفعة، للبقاء عند المستويات المسموح بها حاليًّا في بلدان مثل المملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا لأن الصناعة مربحة للغاية، كما أن مخاطر الناس لا يريدون أن تكون آراء العلماء في هذا الخصوص حقيقية؛ لأن الجميع يحبون أجهزتهم الذكية، فيما قد لا تظهر إجابات واضحة عن مخاطر المجالات الكهرومغناطيسية لعقود من الزمن؛ لأن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، ولأن الآثار الصحية قد لا تكون واضحة لمدة 30 عامًا أو أكثر، فحتى الآن يشير العلم فقط إلى مخاطر (محتملة).

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa