تصل بطولة العالم السابعة والعشرين لكرة اليد، غدًا الجمعة، إلى محطتها قبل الأخيرة من خلال مباراتي المربع الذهبي للبطولة على الصالة الرئيسة في مجمع الصالات المغطاة باستاد القاهرة الدولي.
ويلتقي المنتخب الدنماركي حامل اللقب بنظيره الإسباني، بينما يصطدم المنتخب السويدي بنظيره الفرنسي صاحب الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب العالمي برصيد ستة ألقاب.
وبعد أسبوعين من المنافسة الشرسة بين مختلف فرق البطولة سواء في الدور الأول أو الدور الرئيسي ودور الثمانية، وكذلك فعاليات مسابقة كأس الرئيس على مراكز الترضية من المراكز 25 إلى 32، انحصر الصراع على لقب البطولة بين أربعة من ممثلي كرة اليد الأوروبية.
وأكدت هذه البطولة مجددا هيمنة أوروبا على عالم كرة اليد، حيث ستواصل القارة الأوروبية احتكارها للقب العالمي للنسخة السابعة والعشرين على التوالي منذ انطلاق النسخة الأولى في 1938.
وعلى الرغم من زيادة عدد المنتخبات المشاركة في هذه النسخة إلى 32 منتخبا للمرة الأولى، وظهور عدد من المنتخبات القوية من خارج القارة الأوروبية مثل منتخبات مصر وقطر اللذين بلغا دور الثمانية، والأرجنتين التي فقدت فرصة التأهل لدور الثمانية لصالح المنتخب القطري في اللحظة الأخيرة، واصلت كرة اليد الأوروبية هيمنتها على البطولة العالمية بوصول أربعة منتخبات أوروبية للمربع الذهبي.
وعلى مدار تاريخ بطولات العالم لكرة اليد، هيمنت الكرة الأوروبية على المربع الذهبي، ولم يكسر هذه الهيمنة سوى ثلاثة منتخبات وكانت جميعها منتخبات عربية.
وهذه المنتخبات هي مصر في مونديال 2001 بفرنسا، وتونس في مونديال 2005 بتونس؛ حيث وصل كل منهما للمربع الذهبي واحتل المركز الرابع، قبل أن يحقق المنتخب القطري أفضل إنجاز للكرة العربية ولأي منتخب من خارج أوروبا ببلوغ النهائي واحتلال المركز الثاني في المونديال الذي استضافته قطر عام 2015.
وبرغم وصول منتخبي مصر وقطر إلى دور الثمانية في البطولة الحالية، إلا أونهما لم ينجحا في كسر الهيمنة الأوروبية مجددا، حيث ودع الفريقان المونديال من دور الثمانية على يد الدنمارك والسويد على الترتيب لتنحصر المنافسة على لقب البطولة بين أربعة منتخبات سبق لكل منها التتويج باللقب العالمي من قبل.
كان أحدث هذه الفرق تتويجا باللقب هو المنتخب الدنماركي الذي توج بلقب بطولة العالم لكرة اليد الماضية في 2019 عندما استضافت بلاده البطولة بالتنظيم المشترك مع ألمانيا ليكون لقبه الأول في التاريخ.
في المقابل، يستحوذ المنتخب الفرنسي على الرقم القياسي لعدد الألقاب في البطولة برصيد ستة ألقاب، مقابل أربعة ألقاب للمنتخب السويدي ولقبين للمنتخب الإسباني.
وبهذا، تستحوذ المنتخبات الأربعة على 13 لقبًا وهو نصف عدد ألقاب بطولات العالم الـ26 الماضية للبطولة.
قدم كل من المنتخبات الأربعة عروضا قوية على مدار مسيرتها في البطولة، برغم العقبات الصعبة التي اعترضت طريق كل منها خاصة في دور الثمانية للبطولة.
المنتخب الدنماركي حقق الفوز في جميع المباريات السبعة التي خاضها بالبطولة حتى الآن؛ حيث تصدر مجموعته في كل من الدورين الأول والثاني الرئيس، بعد ثلاثة انتصارات متتالية في كل من الدورين.
وفي دور الثمانية، واجه الفريق اختبارا عصيبا ليس فقط على مستوى الأداء وإنما على مستوى الثقة بالنفس؛ حيث سقط الفريق أسيرا لتألق منتخب مصر على مدار الوقت الأصلي الذي انتهى بالتعادل ثم على مدار وقتين إضافيين انتهيا أيضا بالتعادل ليحتكم الفريقان إلى رميات الجزاء الترجيحية التي حسمت بطاقة التأهل للدنمارك بعد صراع «ماراثوني» مع الفراعنة.
ومن المؤكد أن هذا الاختبار الصعب سيترك أثره بدنيا على المنتخب الدنماركي في مواجهة المربع الذهبي غدا أمام إسبانيا، لكنه بالتأكيد أفاد الفريق على المستوى المعنوي إضافة لاكتساب دروس مهمة من المواجهة مع «أحفاد الفراعنة» الذين قدموا مباراة أسطورية وكادوا يحسمون المواجهة لصالحه أكثر من مرة لولا عدم التوفيق في بعض الكرات المهمة.
في المقابل، استعد المنتخب الإسباني جيدا لهذه المواجهة من خلال اجتياز عقبة صعبة في دور الثمانية بالتغلب على نظيره النرويجي الذي بلغ النهائي في كل من البطولتين الماضيتين عامي 2017 و2019 وفاز بالمركز الثاني في كليهما، كما فاز بالمركز الثالث في بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية عام 2020.
كانت المواجهة أمام المنتخب القطري في دور الثمانية تجربة جيدة للمنتخب السويدي قبل مواجهة نظيره الفرنسي؛ حيث قدم خلالها المنتخب السويدي عرضًا قويًا تألق فيه معظم لاعبيه لينهي المباراة بفارق كبير من الأهداف مستغلا أخطاء المنافس.
ومن المؤكد أن لاعبي الفريق السويدي سيتمتعون بأفضلية بدنية في مواجهة المنتخب الفرنسي الذي اضطر لخوض وقت إضافي أيضا للإطاحة بنظيره المجري من دور الثمانية.
وبغض النظر عن هوية الفائزين في مباراتي نصف النهائي، سيكون الرابح الأكبر هو القارة الأوروبية في ظل امتلاكها للقب جديد في البطولة العالمية وتأكيد استمرار سطوتها على الساحة العالمية عبر عقود طويلة.
اقرأ أيضا