أسّس الملك عبد العزيز بلد المجد، وجاء على أثره ملك يَبْني، ويتبعه ملك يحمِي، وملك حافَظ على مكتسبات الوطن للوطن، وملك كان دعاؤه هوية سعودية وعطاؤه هوية.
الملك سلمان بن عبد العزيز بنى ثقافة الوطن على أساس التاريخ، فكلّ معركة للمؤسِّس تمنح الوطن وإنسانه شعور الانتماء الذي لا يرحل من ضمير المواطن ليسكن في دوائر الانتماءات الخارجية، خبير التاريخ الملك سلمان بن عبد العزيز عرف بحكمة كيف يجعل إنسان الوطن شريكًا أساسيًا في التاريخ، وفي بناء الوطن بفضل رواية التاريخ الصادقة، أصبح لهم امتداد زمني يؤسّس للعطاء والتضحية مرحلة لا تنفصل عن مرحلة التأسيس، وهنا تكون عبقرية التاريخ والإنسان، فالمواطنة لحظة زمنية سبقت حياة المواطن بحياة تجمعه مع كل ما سبق من أفعال وأشخاص وروايات، فبهذا نحن أبناء بدايات ليس لها نهاية زمنية ما بقت هذه الحياة، فرواية الأرض للإنسان رواية أصل وبقاء لا تتجاوزها الأرض لإنسان آخر إلا بتغير حكاية الأرض للأرض وهذا مستحيل..
سلمان الأرض وسلمان الإنسان يعدّ المؤسس الحقيقي لشراكة الوطن في التاريخ ليكون المواطن قصيدة خالدة محورها إنجاز الإنسان وعطاء الأرض وولاء المواطن للقيادة.
فاحتفالنا بيوم الوطن في هذا العهد الزاخر هو احتفال بالإنجازات والمبادرات الحضارية التي طوّعت الإجراءات البيروقراطية لصالح مستقبل المواطن وحماية مكتسبات الوطن من اختراقات الفساد والإهمال..
عبقرية سلمان بن عبد العزيز صاغت للوطن وعي قائد شاب خبر التحديات بدراية وفهم ووعي أساسه تضحية وبطولة ورؤية ثاقبة تعدت الحاضر للمستقبل، لتكييف إجراءات الحاضر على مصاعب وتحديات المستقبل، فشباب وفتيات الوطن اليوم بفضل هذه السياسة أصبحوا قادرين بمعرفة وأدوات حديثة على التعامل مع التحديات القادمة من مكائن المستقبل، فكل إجراء أو مبادرة تصنع فرصة وتواجه تحديًا، فالمواطن اليوم موجه نحو المجال الإنتاجي التي لا تسحب من رصيد المستقبل لتحمي الحاضر بعجز، بل ليكون الحاضر فرص منتجة وأدوات حضارية لمواجهة تحديات المستقبل.
واحتفالنا اليوم بعيد الوطن هو احتفال أراده سمو ولي العهد أن يكون احتفالًا للحياة بالحياة لا يتجاوزها عجز ولا يسقطها عجز، فبلد العطاء موعود بحاضره ومستقبله بالإنجاز الحقيقي والصادق، فمثل ما كانت هذه الدار لأجدادنا دار ولأبناء اليوم دار فأبناء المستقبل سيقولون (هي لنا دار).
*سفير خادم الحرمين في جزر القمر