الحرس الوطني الأمريكي.. قبضة ترامب القوية في مواجهة الاحتجاجات

سحبه من شوارع واشنطن بعد تراجع عمليات الشغب..
الحرس الوطني الأمريكي.. قبضة ترامب القوية في مواجهة الاحتجاجات

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بدء سحب عناصر جهاز الحرس الوطني من شوارع العاصمة الولايات المتحدة الأمريكية واشنطن، عقب تأكيده أن الوضع بات تحت السيطرة.

وكان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، قد وجّه بنزول قوات الحرس الوطني للشوارع بعدما شهدت الأيام الماضية أعمال شعب وتخريب صاحبت مظاهرات ضد العنصرية واحتجاجات على صلة بوفاة جورج فلويد

وكتب دونالد ترامب على حسابه الرسمي الموثق بموقع التعريدات القصيرة «تويتر :«أصدرت الأمر للتوّ إلى حرسنا الوطني بالشروع في الانسحاب من العاصمة واشنطن بعدما صار كل شيء تحت السيطرة.. سينسحبون.. لكن بإمكانهم العودة سريعًا إذا اقتضى الأمر.

شغب ونهب في شوارع أمريكا

شارك عشرات آلاف من الأمريكيين بالاحتجاج سلميًا في مظاهرات ضد العنصرية في مدن عدة في البلاد، ولم يقع أي حادث خلال التجمع في العاصمة الفيدرالية على مقربة من البيت الأبيض الذي طُوِّقَ بأسلاك شائكة وعناصر قوات الحرس الوطني وهي قوة احتياط في الجيش الأميركي يمكن الاستعانة بها في حال حدوث كوارث طبيعية أو أعمال شغب.

وبعد مظاهرات عنيفة وعمليات نهب في مدن أميركية عدة، أثار الرئيس الأميركي بعدما توعد بنشر الجيش الأمريكي في شوارع الولايات المتحدة لإرساء «القانون والنظام» وذلك تزامنًا مع ازدياد تشاؤم الجمهوريين بشأن مسار البلاد.

وتتواصل مسيرات واحتجاجات مظاهرات ضد العنصرية بعدة ولايات أمركية بوتيرة يومية منذ قضى الأسود جورج فلويد في 25 مايو (أيار) الماضي في مينيابوليس (شمال) بعدما جثا شرطي أبيض على عنقه لأكثر من 8 دقائق.

ترامب ينشر قوات «الحرس الوطني»

بعد أيام قليلة على أعمال الشغب في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية، نشرت الإدارة الأمريكية في المدينة رجالًا ببدلات سوداء مدججين بالسلاح، اصطفوا ومن خلفهم المدرعات لسدّ الطرق وتهدئة الأوضاع، وهم عناصر تابعون لقوات الحرس الوطني، بعد فشل قوات الأمن المحلية في لجمها.

وقد تكون عملية انتشار قوات الحرس الوطني هذه نادرة، فالمرة الأخيرة التي انتشر فيها هذا جهاز الحرس الوطني لفضّ أعمال شغب أو احتجاجات في مختلف الولايات، كانت في بالتيمور؛ حيث نشر ما تعداده 5000 آلاف جندي تابعين للحرس الوطني بسبب احتجاجات على خلفية عرقية، أعلن وقتها والي ميريلاند حالة الطوارئ في المدينة، وشاركت المروحيات في عمليات الفض أيضًا.

وجاءت العملية بعد طلب من عمدة المدينة جاكوب فري، وتغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انتقد فيها فري ووصفه باليساري المتشدد، وشدد فيها إلى أنه سيرسل قوات الحرس الوطني لوقف ما يحدث، خاصة مع وصول عدد المتظاهرين إلى نحو 10 آلاف شخص ومحاولتهم اقتحام مركز شرطة ومراكز تجارية، كما أن الاحتجاجات وصلت إلى شيكاغو وإلينوي وكاليفورنيا ولوس أنجلس.

قوات الحرس الوطني الأمريكي

قائد قوات جهاز الحرس الوطني هو الجنرال جوزيف لينغيل، ويتكون جهاز الحرس الوطني من قوت عسكرية احتياطية، تتكون بدورها من فصيلين، الأول يتبع للقوات البرية، والثاني للقوات الجوية.

وتساوي مجمل قوات جهاز الحرس الوطني نصف عديد القوات القتالية الأمريكية، أما عتيدها فيساوي ثلث التنظيم اللوجستي للجيش، وهو بهذا القوة العسكرية الاحتياطية الأهم في الولايات المتحدة.

أولى المهام الموكلة لجهاز الحرس الوطني هي مكافحة أي تمرّد مسلح، أو احتكاك داخلي بين الجماعات المكونة للشعب الأمريكي، بالإضافة إلى تقديم الدعم الإنساني للمواطنين خلال الكوارث الطبيعية والأزمات، على غرار ما يحصل الآن في أزمة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد COVID-19، بالإضافة إلى التصدي للهجمات الإرهابية.

كما يمكن للمنخرطين في هذا جهاز الحرس الوطني، ممارسة مهام أو مهن مدنية، بالإضافة إلى انشغالهم بمهامهم الرسمية.

قصة تأسيس جهاز الحرس الوطني

وتسمية قوات جهاز الحرس الوطني جاءت عام 1824، بعد استقلال الولايات المتحدة، حيث وحدت إدارتها السياسية تحت قيادتها الميليشيات الاستعمارية كافة في نيويورك، ثم عمّمت هذه التسمية عام 1903.

وفي عام 1916 أصدر الكونغرس قانون الدفاع الوطني، الذي نصّ على ضمّ الميليشيات كافة تحت قيادة ولواء جهاز الحرس الوطني، وتنظميها، وكذلك سمح الكونغرس للولايات بأن يكون لها الحرس الوطني الخاص بقوات الاحتياط التابعة لها.

أما جهاز الحرس الوطني بشكله الحالي فقد وجد عام 1933 بعد إصدار قانون التعبئة؛ حيث قرر الكونغرس التمييز بين الحرس الوطني والميليشيات، واعتباره كل جندي يتلقى أجره من الاتحاد يحق له دخول الحرس الوطني.

وفي عام 1947 نال جهاز الحرس الوطني استقلاله عن القوات المسلحة، وأصبح كأحد عناصر الاحتياطي المطابق لتشكيل الجيش.

مهام شارك فيها الحرس الوطني الأمريكي

وفي السنوات السابقة وحتى بداية أزمة فيروس كورونا المستجد، انشغل جهاز الحرس الوطني بتقديم المساعدات للمواطنين، والأعمال الإنسانية.

ففي مارس الماضي أعلن ترامب أن السلطات الفدرالية ستستعين بقوات الحرس الوطني، لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد، بإيصال الإمدادات الطبية إلى الولايات المتأثرة بالجائحة، وحصلت نيويورك وواشنطن وكاليفورنيا، على مصادقته بالنشر.

وفي أبريل الماضي وزعت قوات الحرس الوطني مساعدات غذائية على المواطنين الذين يعانون أزمة معيشية نتيجة حالة الإغلاق المفروضة لوقف تفشي فيروس كورونا المستجد، في ولاية ماساشوستس.

وفي الشهر ذاته شارك الحرس الوطني الأمريكي بتشييد مستشفى ميداني جديد في سان فرانسيسكو، مع احتمال تزايد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، هذا المركز يتسع لـ 250 مريض في نفس الوقت.

وفي أبريل 2018 أمر ترامب بنشر قوات من الحرس الوطني وصل تعدادها 250 جنديًّا على الحدود مع المكسيك لوقف قوافل المهاجرين إلى الولايات المتحدة.

وفي بدايات القرن الماضي وتحديدًا عام 22 انتشر الآلاف من أفراد جهاز الحرس الوطني الأمني في ولاية كاليفورنيا لوقف أعمال الشغب بعد تبرئة 4 ضباط متهمين بأعمال عنف ضد أصحاب البشرة السوداء.

وفي الحرب العالمية الأولى شكل جنود الحرس الوطني نحو 40% من القوات الأمريكية في فرنسا، وفي الحرب العالمية الثانية شكلت قوات الحرس الوطني نحو 19 فرقة، وفي الحرب الكورية شارك جهاز الحرس الوطني بنحو 140 ألف مقاتل، وفي حرب الصحراء شارك من قوات الحرس الوطني نحو 63000 مقاتل، ومع نهاية 2007 شكلت قوات الحرس الوطني نحو 28% من القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa