أبشر معالي الوزير.. فكلنا مسؤول

أبشر معالي الوزير.. فكلنا مسؤول

كسعوديين لم نكن نحتاج إلى جائحة كورونا؛ لندرك أننا في وطن عظيم ويملك قيادة حكيمة كريمة.

ولكن قد تكون هذه الجائحة أكدت للغريب قبل القريب أن مسمى مملكة الإنسانية على بلادنا لم يأتِ من فراغ بل هو تأكيد على ما توليه من اهتمام منقطع النظير بالمعنى الحقيقي لحقوق الإنسان بعيدًا عن الشعارات الزائفة والرنانة، وتؤكد بما لا يدع مجالًا للشك إن "الإنسان أولًا". مع جائحة كورونا عاشت معظم دول العالم حالة من الاضطراب جعلت قادتها يخرجون ليتحدثوا، وكأنهم يقولون لا نملك لكم من الأمر شيء،

فمنهم من قال ودعوا أحبابكم ومنهم من قال ستشاهدون أيامًا سوداء عصيبة، ومنهم من قال لا نملك إلا أن ننتظر الحل من السماء. بينما في المملكة العربية السعودية خرج قائدها بعبارات تطمينية وتدعو للتفاؤل والأمل، وليؤكد لجميع من يعيش على هذه الأرض المباركة إن اهتمام الدولة ورعايتها قائمة، وها هي الأفعال تلحق بالأقوال، لنشاهد إدارة الأزمة بطريقة احترافية وتناغم منقطع النظير في عمل تكاملي بين الأجهزة الحكومية المختلفة والمعنية بإدارة هذه الأزمة. قرارات حكومية متتالية لتخفيف آثار هذه الجائحة؛

حيث تم الإعلان عن تدابير عاجلة بمبلغ 120 مليار ريال لتخفيف آثار كورونا، وكذلك تخصيص ميزانية طوارئ؛ لتغطية تكاليف مواجهة كورونا، كما أعلن مبادارات عاجلة لمساندة القطاع الخاص والأنشطة الاقتصادية الأكثر تأثرًا من هذا الوباء، وكذلك تم الإعلان عن دعم من مؤسسة النقد للمصارف والمؤسسات المالية بمبلغ 50 مليار ريال،

ثم تتوالى المبادرات والتي تعنى بالإنسان مواطنًا كان أو مقيمًا على هذه الأرض؛ حيث تكفلت الدولة بواقع 60٪ من راتب المواطن السعودي في القطاع الخاص لضمان استمرارية عمله، وبالمقابل يتم إعفاء المقيمين من العديد من الرسوم المتعلقة بنظام العمل والإقامة، ولم يقف الحال عند هذا الأمر بل أصدر خادم الحرمين، يحفظه الله،

أمره بمجانية العلاج لجميع المصابين بكورونا سواء مواطنًا أو مقيمًا بل تعدى ذلك إلى مخالفي نظام الإقامة أيضًا. ويستمر الاهتمام بالمواطن وحتى وهو خارج أرض الوطن؛ حيث تتسابق سفارات المملكة في استضافتهم في أرقى الفنادق مع تأمين كامل متطلباتهم والرعاية لهم -بما في ذلك المخالفين لنظام السفر وتواجدوا في دولة ممنوع السفر إليها- حتى عودتهم إلى أرض الوطن سالمين. هذا الاهتمام غير المستغرب من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين وسمو ولي عهده، حفظهما الله، جعلت القاصي قبل الداني يشيد بذلك؛ حيث شاهدنا العديد من التعليقات لمقيمين بالمملكة وهم يحمدون الله على أن أتت هذه الجائحة، وهم في بلادنا بل يصل ذلك إلى مسؤولين؛ حيث يبين السفير الأمريكي في المملكة لمواطنيه إنه من الأفضل عدم مغادرتهم والبقاء هنا.

والأعمال والمبادرات الإنسانية تطول وهذا غيض من فيض فبعد ما قدمته وتقدمه حكومتنا الرشيدة يأتي الآن دورنا كمواطنين ومقيمين على ثرى هذه الأرض المباركة أن نستشعر المسؤولية وأن نكون أكثر وعيًّا وإحساسًا بالموقف وأن نلتزم بكل ما أوتينا من قوة بالتعليمات والإجراءات الاحترازية، وأن نثمّن الشفافية العالية التي تحدث بها وزير الصحة وبين من خلالها خطورة الوضع في حالة عدم الالتزام؛

حيث إن الدراسات تؤكد إن الإصابات ستكون ما بين عشرة آلاف في حدها الأدنى ومائتي ألف في حدها الأعلى خلال الأسابيع القليلة المقبلة، كما تحدث عن عدم توافر العدد المطلوب من الاجهزة والمعدات الطبية في الأسواق العالمية يلبي الاحتياجات المستقبلية عند زيادة عدد الإصابات، وأن تهاون بعض أفراد المجتمع بالالتزام بالإجراءات الاحترازية قد يؤدي إلى وصول أعداد المصابين إلى مستوى لا يستطيع القطاع الصحي مواجهته.

لذلك على جميع أفراد المجتمع أن يطبق شعار كلنا مسؤول، وأن يأخذوا التعامل مع خطورة الوباء بجدية كاملة، وأن يلتزموا بشدة مع ما يصدر من تحذيرات تشدد على خطورة التجمعات والمخالطة مع الالتزام الكامل بالتواجد في المنزل وعدم الخروج إلى للضرورة القصوى، سائلين المولى عز وجل أن يكشف هذه الغمة عن العالمين وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه.
د. عبدالعزيز بن سعد آل مرعي

أقرا ايضأ :

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa