النمسا.. الغضب من خريطة الإسلام السياسي يدخل مرحلة التهديدات بالقتل

النمسا.. الغضب من خريطة الإسلام السياسي يدخل مرحلة التهديدات بالقتل

لا يزال الغضب يتصاعد في النمسا جراء أزمة خريطة منظمات الإسلام السياسي التي أعدها مركز بحثي تابع للحكومة، وجمعت بين طياتها كل الجمعيات والجهات الإسلامية الشرعية وتلك التي يتصاعد بشأنها شكوك تتعلق بارتباطها بكيانات العنف والإرهاب على طريقة الإخوان وداعش والقاعدة وغيرها.

وتلقى عدد ممن أعدوا الخريطة، فصلًا عن مسؤولين حكوميين تهديدات عدة بالقتل على خلفية الأزمة.

المثير أن الخريطة، وهي أقرب لبطاقة تعريفية جامعة لكل المنظمات الإسلامية العاملة على الأراضي النمساوية، كانت موجودة منذ عشر سنوات، قبل أن يتم تحديثها مؤخرًا، بجهد بحثي وتمويلي من "مركز توثيق الإسلام السياسي"، التي أسسته النمسا لأجل تتبع أنشطة الجماعات المتطرفة هناك.

وبينما أعلنت جمعيات إسلامية مقاضاة المركز والحكومة لمساواتها بين مختلف الجهات الدينية النشطة، ومن ثم وصم الجميع بالتطرف والإرهاب، فإن الشرطة في فيينا رصدت دعاوى لإثارة العنف وقتل المسؤولين الرسميين والبحثيين الذين أعدوا الخريطة في شكلها الحالي، وعلى رأسهم مؤسس ومدير مركز توثيق الإسلام السياسي، مهند خورشيد.

ولا شك أن الغضب من خريطة الإسلام السياسي يخفي مشكلة أخرى أكبر، وهي مخاوف فيينا فضلًا عن شرائح المسلمين الليبراليين من عدم الانتباه إلى أيديولوجية الإسلام السياسي، وبالأخص تلك التي تمارسها جماعة الإخوان، والتي أصبح تتسلل إلى جمعيات المساجد من خلال التبرعات السخية من دول شرق أوسطية.

من جانبه قال خورشيد لموقع بروفايل الإلكتروني النمساوي، بعد ساعات من تلقيه تهديدات بالقتل: لقد أصبح الاستياء من الغرب أقوى وأكثر حضورًا في الآونة الأخيرة. هناك حديث بين ممثلي الإسلام السياسي المتطرف يتم فيه التحريض ضد الغرب وضد من يؤمن بقيمه الديمقراطية. لافتًا إلى أن النمسا أصبحت الآن أول دولة أوروبية تتصدى لهذه المشكلة من جذورها.

ولفت خورشيد إلى أن كوادر الإخوان في النمسا تشوه الحقائق، وتزعم كذبًا أن فيينا تريد إغلاق المساجد دون قيد أو شرط، وأنها تتعاون مع اليمين المتطرف ضد المسلمين، وهذا كذب تمامًا، حسب رأيه.

وأكد خورشيد أن جزء من استراتيجية الإخوان في أوروبا هو التحرك في العلن بطريقة غير تلك التي يتحركون بها في الخفاء، فيظهرون الالتزام بالقانون ويسعون إلى تشكيل تحالفات واسعة مع كافة أطياف المجتمع، بينما هم يسعون لاختراقه وتغيير هويته. هم يزعمون أنها يتولون حملات من أجل التعددية الثقافية ومناهضة العنف، رغم أنهم لا يتبرؤون من أي عنف. كما يولون أهمية كبيرة لمؤسساتهم التعليمية ورياض الأطفال والمدارس والمعاهد الجامعية الخاصة بأسماء تبدو مثل السلام والأممية وبناء الجسور والحوار بين الأديان. لكن هذه كلها واجهات، حيث يتم تمرير أيديولوجية الظلام والتطرف من الداخل.

وشدد خورشيد على أن كثيرين في الغرب من الأشخاص ذوي النوايا الحسنة والملتزمين وقعوا في فخ الإخوان وفي حب استراتيجية الإسلام السياسي المتطرفة. وتابع بأنه من الأفضل أن يعالج المسلمون الواعون مشكلاتهم بمزيد من الثقة بالنفس ويمارسون النقد الذاتي. وقال "علينا أن نتعامل مع هذا الأمر بأنفسنا، وإلا فإن المتطرفين اليمينيين سوف يتقدمون في كل مكان بشأن هذه القضية وسيسيئون لجموع المسلمين كافة".

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa