بينما يحبس العالم أنفاسه خوفًا من تهديد تفشي فيروس كورونا الذي ينتقل عبر التنفس وتحوّله لوباء عالمي بعد إصابة أكثر من 87137 ألف حالة على مستوى العالم ووفاة نحو 2873 شخصًا، ظهر وزير الصحة الأمريكي ألكس أزار ليعلن عن الأمل في اكتشاف مصل «لقاح محتمل» طوَّره أطباء أمريكيون في غضون ثلاثة أيام لمعالجة فيروس كورونا.
وأكَّد أنهم «بصدد حقن أول مريض باللقاح الجديد بعد حوالي شهر من الآن» بعدما رخصت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إدخال اللقاح في المرحلة الأولى من التجارب السريرية، لتوفير الدواء في العالم خلال عام .
وفي وقت سابق، كشفت شركة فايزر الأمريكية للأدوية، تمكنها من تحديد بعض المركبات المضادة قد تكون علاجًا محتملًا لفيروس كورونا المستجد الذي انتشر في نحو 45 بلدًا حول العالم في أقل من شهرين، مشيرةً إلى أنها تعمل مع طرف ثالث من أجل اختبار هذه المركبات، وتأمل في الحصول على نتائج فحص هذه العناصر نهاية مارس الجاري، مشيرةً إلى أنَّه في حال نجاح أيٍّ من هذه المركبات، فقد يتمُّ بدء اختبارها بنهاية العام الحالي.
الأمل لا يدوم.. الصين تحذّر من سلالة جديدة لـ«كورونا» أكثر عدوانية
الأمل الذي تسرب في نفوس المليارات من البشر المرعوبين من تفشي المرض وآلاف الحالمين بالشفاء منه قبل أن يجهز على حياتهم، والذي كانت كلمات وزير الصحة الأمريكي التي أظهرته بـ«منقذ البشرية»، وهو يعلنها من حديقة البيت الأبيض بجوار كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومدير المعاهد الوطنية للصحة، الطبيب أنتوني فوشي- اختفى بصيصه بعدما جاء التحذير الصيني.
ففي الوقت نفسه الذي كان يتحدث فيه «أزار» عن اللقاح المحتمل، كشف فريق باحثين وعلماء صينيون أنَّ فيروس «كورونا» المستجد تحوّل إلى سلالتين منفصلتين على الأقل منذ بدء تفشي المرض في ديسمبر، متوقعين أنَّه بات هناك نوعان الآن من الفيروس نفسه الذي يصيب الأشخاص- ويبدو أنَّ معظم الناس قد أصيبوا بأكثر أشكاله عدوانية، وفقًا لما نقلته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
كورونا تحوّر بسبب التدخل البشري
وأشار فريق الخبراء البحثي من بكين وشانغهاي، إلى أنهم في دراستهم للجينات في 103 عينة من فيروس «كورونا» المسمى SARS-CoV-2 ويسبب مرضًا يسمى COVID-19، اكتشفوا نسختين متميزتين منه، أطلقا عليهما L وS.، وزعموا أنَّ نحو 70% من المرضى أصيبوا بسلالة L، وهي أكثر عدوانية وأسرع انتشارًا من S، ويعتبر S أقل عدوانية، لكن يُعتقد أنَّه أول سلالة من الفيروس الذي أدَّى إلى الانتقال إلى البشر ويستمر في إصابة مرضى جدد، لكن L أصبح أقل شيوعًا مع استمرار تفشي المرض؛ حيث يبدو أنَّه يكافح من أجل الانتشار منذ أوائل يناير، بينما أصبح S أكثر شيوعًا.
وحذّر الفريق البحثي من إمكانية الفيروس وقدرته على التحور مما يجعل من الصعب تتبعه أو علاجه، ويزيد من احتمال أن يصبح المرضى الذين تعافوا يصابون به من جديد، وذلك بسبب أنَّه قد يكون التدخل البشري فرض ضغطًا انتقائيًا أكثر حدة على النوع L، والذي قد يكون أكثر عدوانية وينتشر بسرعة أكبر، لافتين إلى إن 70% من الناس أصيبوا بسلالة الفيروس الأكثر عدوانية.
سباق عالمي لإنقاذ البشرية من كورونا
واجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه مايك بنس في البيت الأبيض مع مجموعة من المديرين التنفيذيين لشركات الأدوية لمناقشة سبل إنتاج لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، وحثّهم خلال الاجتماع الذي أذيع على الهواء مباشرة على الإسراع في إنتاج لقاح للفيروس.
وتعهَّد المديرون الذين حضروا الاجتماع بالعمل بسرعة من أجل إنتاج لقاح، ومن ثم إنتاج مئات الملايين من جرعات هذا اللقاح سنويًا فور التمكن من تطويره، كما أعربوا عن استعدادهم لتقاسم نتائج أبحاثهم بغضّ النظر عن كونهم يمثلون مختبرات منافسة.
وكان ترامب قد كلف بنس بقيادة الجهود الرامية إلى مكافحة المرض، وتنسيق جهود الحكومة في احتواء الأزمة، والذي أعلن بدوره أنَّ علاج فيروس كورونا المستجد، قد يصبح متوفرًا بحلول الصيف.
وفي سياق متصل، رصدت منظمات دولية عدة في مقدمتها العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» مكافأة لمكتشف لقاح أو علاج لفيروس كورونا المستجد، وأعلنت «إيسيسكو» رصد مبلغ 200 ألف دولار أمريكي كجائزة ، تشجيعًا من المنظمة للبحث العلمي التطبيقي المتخصص، ونهوضًا بدورها في العمل الإنساني والاجتماعي.
وقال الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام لـ «الإيسيسكو» أنَّ هذه المبادرة تعبر عن الوعي العميق للمنظمة بالانعكاسات الخطيرة لهذا الفيروس، الذي قد يتحوَّل إلى وباء مدمر ذي عواقب وخيمة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في العالم أجمع.