سياسيون لـ«عاجل» سياسية تركيا التوسعية تُقوِّض استقرار المنطقة واليونان قادرة على الرد

أنقرة تواصل إزكاء التوتر
سياسيون لـ«عاجل» سياسية تركيا التوسعية تُقوِّض استقرار المنطقة واليونان قادرة على الرد

لا تزال مخيلة الرئيس التركي رجب أردوغان، رهن أحلامه العجاف بعودة «الاحتلال العثماني»؛ فبعد تدخلاته في سوريا وأطماعه في ليبيا، فضلًا عن استحواذه على القرار والمال القطري، باتت اليونان هي الأخرى وجهةً لأحلام التوسع في شرق البحر المتوسط والذي يشهد توترًا متصاعدًا بين «أثينا وأنقرة» بعد إرسال الأخيرة سفنًا عسكرية؛ للتنقيب عن الغاز في منطقة متنازع عليها بين البلدين.

وأكد سياسيون لـ«عاجل»، أن سياسات أنقرة أصبحت أكثر عدائية وتقوض الاستقرار إقليميًّا، خاصة وأنها قد دخلت في نزاع مع أطراف أخرى من دول الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا، ما يعكس ضياع الحكمة والرشد في حكومة أنقرة بعد التداعيات الاقتصادية وهبوط الليرة.

تصاعد النزاع

وأوضح الباحث السياسي مبارك آل عاتي، أن تصاعد النزاع «التركي–اليوناني» التقليدي حول المياه الإقليمية لم يكن جديدًا، بل هو مرتبط بصراع جيوسياسي تاريخي بين البلدين اللدودين، لكنه تصاعد مؤخرًا؛ ليتحول إلى صراع مستشري لعدد من الأسباب، في مقدمتها العامل الاقتصادي المتمثل في حاجة تركيا الملحة للطاقة لتدور عجلة اقتصادها المفتقر للطاقة المحلية. مشيرًا إلى اعتماد تركيا على استيرادها بما يقارب قيمته 50 مليار دولار مع ظهور احتياطيات من الغاز في البحر الأبيض المتوسط واستغلال الأوضاع للتنقيب عنه، في وقت أصبحت تركيا تمارس سياسة الأطماع التوسعية لبناء ما يسمى «تركيا الكبرى» ؛ فهي تحتل نصف قبرص وتنشر قواتها في شمال سوريا وتغزو ليبيا وتقصف شمال العراق وتمارس الابتزاز السياسي للقارة الأوروبية وتخرق العقوبات عن إيران.

الخطر الجديد على المنطقة

واعتبر «آل عاتي» أن حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، أصبحت تمثل خطرًا جديدًا يهدد استقرار المنطقة كلها، وسط تردد أوروبي وعدم قدرة على اتخاذ قرار حاسم للجم أطماع أردوغان وإعلان موقف واضح لدعم اليونان، مشيرًا إلى أن المواقف الفرنسية والإيطالية تتوارى أحيانًا عن البروز السياسي، كما أن الوساطة الألمانية هي الأخرى تعود في بعض مراحلها لمحاولة عدم الوصول إلى صدام مع أنقرة، ما يفسح لها المجال لمواصلة عربدتها في شرق المتوسط.

ولم يستعبد آل عاتي أن تجنح تركيا للعمل العسكري قائلًا، إن المراقب لسلوك أنقره يقتنع أنها ذاهبة لعمل عسكري ولو محدود مع اليونان لعرض قوتها دون أن تدخل بشكل فعليّ في صراع عسكري مع اليونان التي باتت هي الأخرى مستعدة عسكريًّا، لافتًا إلى أنه لا يمكن إنكار أن وقوع خطأ أو حادث عسكري لسفينة أو طائرة أو إطلاق نار قد يؤدي إلى صراع عسكري بسرعة كبيرة يصعب التحكم فيه، وقد يمتد لدول أخرى غير البلدين إن استمرت واشنطن في تجاهل تصاعد الأحداث هناك وغضها الطرف عن سلوك أردوغان العدواني في المنطقة.

ممارسات غير مسؤولة

ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي صالح السعيد، أن التوتر في شرق البحر المتوسط الذي يزداد يومًا بعد يوم، يعود للممارسات اللامسؤولة للرئاسة التركية التي تسعى للتغطية عن فشلها في ملفات عدة، ومنها ملف الانهيار الاقتصادي الداخلي وليبيا وملفات أخرى، فرغم رفض مختلف دول الجوار التركي ومن بينها اليونان، إلا أن أنقرة مصرة على التنقيب عن الثروات النفطية مهما كانت خسائرها.

وحول الصراع مع اليونان، قال «السعيد»، إنه يبدو مختلفًا بالنسبة لتركيا وهو اليوم أقرب للحدوث، ولكن هذه المرة قد لا تجد تركيا مرتزقة للزجّ بهم في حرب ستكون قريبة جدًّا من الأراضي التركية، وليست كالصراعات التي كادت أن تدخل بها ووجدت من يقوم بها بالنيابة في أراضٍ تبعد عن الأراضي التركية آلاف الكيلومترات، منوهًا بأن تحليق مقاتلات يونانية فوق سفن التنقيب التركية قد تكون رسالة تهديد قوية اللهجة للأتراك.

واستكمل السعيد، بأن تركيا أضعف من الدخول في أي حرب كانت؛ فهي كما اعتدنا من قادتها حالياً يحترفون فقط التعليقات العنترية، ولكن سرعان ما يتراجعون عندما يلحظون ردة فعل عنيفة من الطرف الآخر، متوقعًا أن تتراجع تركيا وتبحث عن قضية جديدة تواري بها خسارتها.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa