النفس الأخير للمفاوضات.. تقارير تكشف الخطوط العريضة لواقع المواجهة الإيرانية الإسرائيلية الوشيكة

النفس الأخير للمفاوضات.. تقارير تكشف الخطوط العريضة لواقع المواجهة الإيرانية الإسرائيلية الوشيكة
تم النشر في

كشفت دوائر استخباراتية عسكرية في تل أبيب عن إعداد خطة عسكرية لمواجهة ما وصفته بـ«الوضع الراهن في إيران»، لاسيما عند مقارنته بـ«النفس الأخير» للمفاوضات النووية الجارية في العاصمة النمساوية فيينا، حسب موقع «نتسيف» العبري، المتخصص في الملفات الاستخباراتية والأمنية.

ولخروج الخطة الإسرائيلية إلى حيز التنفيذ، تعمل تل أبيب حاليًا على تطوير ترسانتها العسكرية، وتحديثها بصواريخ وقنابل جديدة، بالإضافة إلى تأهيل منظومة الدفاعات الجوية «القبة الحديدية» للتعامل مع سيناريو المواجهة الوشيك.
خطة ثلاثية المراحل

وتشير دوائر تل أبيب إلى أن الاستعدادات الإسرائيلية الحالية تتألف من ثلاث مراحل، الأولى: الاستعداد للهجوم؛ والثانية: مرحلة التأهب لردود الفعل الإيرانية المرتقبة بعد الهجوم الإسرائيلي، والتي من غير المستبعد أن تفتح فيها إيران أكثر من جبهة إقليمية ضد إسرائيل؛ والثالثة: بذل الجهود الدبلوماسية لإضفاء شرعية دولية على عملية إسرائيل العسكرية المرتقبة.

ونقل تقرير الموقع العبري عن مصادر أمنية إسرائيلية: «الولايات المتحدة لن تتخلى عن إسرائيل حال شن الأخيرة هجوم عسكري على إيران؛ ولن تتردد واشنطن بعد العملية ذاتها في إعادة بناء البنى التحتية الإسرائيلية، التي قد تتأثر برد إيراني عسكري غير مسؤول ضد إسرائيل».

تأهب إيران للمواجهة   

وربما تبدو في هذه المرة جدية التأهبات الإسرائيلية لقرع طبول الحرب ضد إيران، ولعل ما يعززها إدراك حكومة طهران نفسها لواقع العزم الإسرائيلي؛ ففي حين تجري إسرائيل مناورات لكافة أذرعها العسكرية منذ فترة ليست بالقليلة، بالإضافة إلى مناورات أكثر اتساعًا في مياه البحر المتوسط، تشارك فيها عشرات المقاتلات، لمحاكاة توجيه ضربات عسكرية غير محدودة لمنشآت إيران النووية، شرع ما يعرف بـ«الحرس الثوري الإيراني» يوم أمس الأول الإثنين في إجراء ثلاث مناورات عسكرية ضخمة، تحاكي صد هجمات عسكرية إسرائيلية وشيكة، تستهدف إيران ومنشآتها النووية، حسب موقع «دبكا».

المناورة الأولى، حسب الموقع العبري، جرت على كامل أرض الجنوب الإيراني، ومن المقرر استمرارها حتى يوم غد الخميس، الموافق 23 ديسمبر الجاري؛ وتشارك فيها أذرع الحرس الثوري القتالية، بما في ذلك القوات الجوية، والبحرية، والبرية، والصاروخية، والدفاعات الجوية.

وفي إطار المناورة الثانية، تجري القوات البحرية الإيرانية تدريبات على التحكم في مفاصل مضائق هرمز، والسيطرة على الممرات البحرية، التي يمر منها 20% من إجمالي احتياجات النفط العالمية. أما المناورة العسكرية الثالثة، فجرت في وسط إيران، وتحديدًا حول المفاعل النووي الإيراني في منطقة بوشهار.

على هامش المناورات

وفي تصريحات على هامش المناورات الثلاث، قال قائد قوات الدفاع الجوي الإيرانية الميجور جنرال غلام علي راشد: «لن نسمح بأي تهديد يشكله الكيان الصهيوني على برامجنا العسكرية والنووية، خاصة إذا لم تتلق إسرائيل ضوءًا أخضر بذلك من الولايات المتحدة».

وأضاف الجنرال الإيراني: «إذا نفّذ الإسرائيليون تهديداتهم، فالقوات المسلحة الإيرانية ستشن هجومًا ضاريًا على كافة مراكز، وقواعد، وطرق، ومجالات الجو الإسرائيلية؛ وأن هذا الهجوم سيعتمد على برامج وخطط، يجري عليها التدريب العسكري حاليًا».

وفجر يوم الإثنين الماضي، لاحظ سكان بوشهار وميض أضواء شديدة، أعقبها صوت انفجارات عالية؛ وكانت تلك الظاهرة هي الثانية من نوعها خلال ديسمبر الجاري. وقالت مصادر عسكرية إيرانية إن الحديث يدور حول مناورة للدفاعات الجوية حول مفاعل بوشهار.

عصر يوم الإثنين ذاته، وقبل حضوره لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس، إن «إيران لا تمتلك أوراقًا حقيقية للمساومة. من الممكن جدًا كسر استراتيجية استهلاك الوقت، التي تدير بها إيران المفاوضات مع الدول العظمى في فيينا».

وعلى حد قول غانتس، يمثل الوضع الداخلي في إيران حاليًا فرصة للمجتمع الدولي؛ فإيران ليست دولة عظمى، ويعاني مواطنوها وضعًا اقتصاديًا بالغ الصعوبة؛ كما أن استثماراتها في التنمية باتت متواضعة، ووصلت إلى 50% خلال العقد الأخير؛ فضلًا عن معاناتها مشاكل داخلية وخارجية عديدة. خلال العام ونصف العام الأخير، انشغلنا في إسرائيل ببناء القوة، وبشراء أسلحة جديدة، تضمن تفوق إسرائيل أمنيًا، وتصونها من كافة التهديدات».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa