اتسعت دائرة التباعد السوري الإيراني، وألقت بظلالها على قرارات محورية في هذا الخصوص خلال الأيام القليلة الماضية.
ونقلت دوائر مقربة من الرئيس السوري بشار الأسد طلبه طرد القائد العسكري الإيراني البارز في سوريا جواد غفاري، بالإضافة إلى إقالة نائب قائد سلاح البحرية السوري من منصبه، نظرًا لتورط الشخصيتين في عمليات فساد بمنطقة الساحل السوري، الواقعة غرب البلاد.
وحسب تقرير نشرته مجلة «دير شبيغل»، يعمل الرئيس السوري حاليًا على تعزيز عمليات الرقابة على أنشطة إيران ووكلائها على امتداد ساحل سوريا على البحر المتوسط.
ورأى تقرير المجلة الألمانية أن طرد القيادي العسكري الإيراني البارز، وفي المقابل إقالة نائب سلاح البحرية السوري، الذي ساعد إيران في إخفاء صفقات أسلحتها بالموانئ البحرية السورية، تأتي على خلفية الهجمات الجوية الإسرائيلية، التي استهدفت حاويات أسلحة، حملتها سفن إيرانية، لنقلها لاحقًا إلى «حزب الله» في لبنان.
ويشار إلى أن الأضرار الجسيمة التي لحقت بمنشآت اللاذقية السوري على ساحل البحر المتوسط، كانت نتيجة مباشرة للقصف الجوي الإسرائيلي لحاويات الأسلحة الإيرانية في الميناء.
وحسب تقرير نشره موقع «نتسيف»، تفهَّم الرئيس السوري بشار الأسد أن الأنشطة العسكرية الإيرانية، التي تجري بالتنسيق مع جانب فاسد من قيادته العسكرية، تكبد البلاد خسائرًا اقتصادية فادحة لا يمكن تحملها؛ لذا، يبذل الرئيس السوري جهدًا غير مسبوق، للحيلولة دون تكرار العمليات العسكرية الإيرانية في بلاده.
وأشار التقرير العبري إلى أن إجراءات بشار الأسد الأخيرة المناوئة لإيران، تأتي بعد حصوله على غطاء روسي كامل، يهدف منذ فترة ليست بالقليلة إلى إبعاد الإيرانيين عن الساحة السورية.
وما يؤشر للتحول المفصلي في السياسة السورية حيال إيران، هو انفتاح الأسد في المقابل على دول الخليج، وسعيه الدؤوب إلى توطيد علاقاته الدبلوماسية معها؛ ولعل ذلك كان واضحًا بعد قرار البحرين الأخير بتعيين سفير جديد للمنامة في دمشق؛ إذ أصدر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، المرسوم الملكي رقم 124 للعام 2021 بتعيين السفير وحيد مبارك ممثلًا دبلوماسيًا للمملكة لدى الجمهورية العربية السورية.
اقرأ أيضًا: