ردّ محلل سياسي سعودي على مزاعم وأكاذيب خبير إيراني يتهم السعودية بدعم «القاعدة» في اليمن، مؤكدًا أنّ هذا الكلام غير صحيح وبلا حقائق ولا أساس له من الصحة على الإطلاق، بل إن طهران هي التي تدعم القاعدة، مستشهدًا بتقارير الخزانة الأمريكية عن قادة عمليات القاعدة المقيمين في إيران.
وأوضح المحلل السياسي السعودي سلمان الأنصاري خلال مشاركته في برنامج "The heat" عبر تطبيق «سكايب»: "أنهم ليسوا مجرد قادة لا يفعلون شيئًا بل إنهم يديرون عمليات القاعدة، مستشهدًا بما صرّح وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو حينما قال بوضوح شديد: "إن المقر الجديد للقاعدة هو إيران" ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك".
وقال المحلل السياسي ردًا على سؤال حول الأوضاع في الرياض بشأن المحادثات السعودية الإيرانية، أعتقد أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عبّر بصراحة في مقابلته المتلفزة قبل أيام عن تأكيده أن إيران دولة جارة وأن المملكة العربية السعودية تسعى إلى علاقات جيدة ومتميزة معها والتي ستكون في مصلحة الشعبين واستقرار المنطقة.
وأضاف الأنصاري: "ولكن قبل الخوض في ذلك يجب علينا أن نعرج على السياق التاريخي، وبما لا يعرف الكثيرون أنه قبل الثورة الإيرانية ووصول الخميني إلى السلطة في عام 1979 كانت العلاقات الإيرانية السعودية تسير على ما يرام، بل زادت قوة هذه العلاقة في الستينيات عندما ساعدت المملكة العربية السعودية إيران في عدة مواقف مثل المواجهات المختلفة مع الاتحاد السوفيتي".
وتابع المحلل السياسي خلال حواره التلفزيوني: "وتعاون البلدان أيضا في مواجهة بعض الحركات القومية المتطرفة في المنطقة في ذلك الوقت، وأيضا في عام 1971 كانت المملكة العربية السعودية وإيران متقاربتين بما يكفي لاعتبارهما ركيزتين للأمن في الشرق الأوسط كما وصفهم الرئيس الامريكي السابق ريتشارد نيكسون".
وردًا على سؤاله حول مطالبة الولايات المتحدة للسعودية بإنهاء الحرب في اليمن قال المحلل السياسي السعودي سلمان الأنصاري: "عندما يتعلق الأمر بحرب اليمن هناك مفاهيم خاطئة عنها دعونا لا ننسى أنها مدعومة من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216 ودعونا لا ننسى حقيقة أنه تحالف لاستعادة شرعية اليمن لا علاقة له بخوض حرب بين السعودية واليمن؛ إنها حرب كان يجب إطلاقها لإخراج الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران من المعادلة وإحضارها إلى طاولة المفاوضات بحيث يمكن أن تكون جزءًا لا يتجزأ من العملية السياسية بدلا من مجرد ميليشيا تستولى على السلطة بالقوة".
وأضاف سلمان الأنصاري: "أعتقد أن هناك الكثير من التقدم في هذا الصدد دعونا لا ننسى أن 80% من الأراضي اليمنية قد تم تحريرها ودعونا أيضا لا ننسى حقيقة أن التحالف السعودي قضى ودمر تنظيم القاعدة الذي كان له معقل رئيسي في المكلا في حضرموت جنوب اليمن؛ لذلك هناك الكثير من الأشياء الجيدة التي حدثت بسبب هذا التحالف الذي يدير استعادة الشرعية".
وتابع: "عندما يتعلق الأمر بالضغط الأمريكي كانت السعودية في الواقع حتى قبل الولايات المتحدة مهتمة وحريصة على إنهاء الحرب ولهذا السبب نفذت المملكة وقف إطلاق النار لكن الحوثيين للأسف لا يلتزمون به لأن إيران بالتأكيد وراءهم وهم من يتخذون القرار بالأخص الحرس الثوري وهنا اقتبس ما قاله جواد ظريف وزير خارجية إيران بعد تسريباته التي تفيد بأنه قال حرفيا بأن الدبلوماسية تكاد لا تعمل لأن الحرس الثوري الإيراني وقادته قاسم سليماني من قبل كانوا هم من يملي على المنطقة كيف يجب أن تعمل ميليشياتهم وما إلى ذلك".
واستطرد المحلل السياسي قائلاً: "أريد أن أذكر شيئًا مهما لأني ذكرت موضوع فترة ما قبل الخميني ولكن دعونا لا ننسى فترة ما بعد الخميني بعد عام 1979 أصبحت الطائفية واجهة وهوية اساسية للنظام الإيراني وكان قرار الخميني الأول هو إعلانه العداء الصريح نحو المملكة العربية السعودية".
وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، قال، إن إيران دولة جارة ونطمح أن يكون لدينا معها علاقة جيدة.
وأضاف، في 28 أبريل الماضي خلال لقائه التلفزيوني، بمناسبة مرور 5 سنوات على إطلاق رؤية السعودية 2030، أن انقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن أمر غير قانوني، والحوثي في النهاية، وإن كان له علاقة قوية بالنظام الإيراني لكنه يمني وعليه أن يراعي مصالح وطنه.
كان سمو ولي العهد، أكد أن برامج تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 استطاعت تحقيق إنجازات استثنائية، وعالجت تحديات هيكلية خلال خمسة أعوام فقط، ورفع شكره إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لما تجده رؤية المملكة 2030 من دعم كبير وعناية بالغة.
اقرأ أيضًا: