كشفت تسريبات استخباراتية غربية جدول أعمال «الوحدة 340»، التابعة للحرس الثوري الإيراني، والمعنيَّة بإجراء أبحاث وتطوير الوسائل القتالية، ونقل العلوم والخبرات الخاصة بها إلى الميليشيات الإيرانية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، بمن في ذلك الحوثيون في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، و«حزب الله» في لبنان، و«الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة، وذلك لتعزيز القوة القتالية للتنظيمات الإرهابية، وتطوير الوسائل القتالية الاستراتيجية التي تمتلكها.
وتشير التسريبات التي نشرتها مجلة «دير شبيجل» الألمانية إلى أنه خلال السنوات القليلة الماضية، كانت «الوحدة 340» تعمل بتعاون وطيد ومكثف مع الذراع العسكرية لتنظيم «الجهاد الإسلامي»، المعروف بـ«سرايا القدس»، وتنقل لنشطائه معرفة حول إعداد القذائف الصاروخية، وتركيب العبوات الناسفة، بالإضافة إلى تصنيع الطائرات بدون طيار، لكنها وسَّعت نشاطها قبل سنوات، لإمداد الحوثيين بالمسيَّرات.
وفي إطار التعاون بين الوحدة التابعة للحرس الثوري الإيراني و«الجهاد الإسلامي»، ابتعث التنظيم نشطائه إلى إيران، وتحديدًا إلى مطار «كاشان»، الذي يعد أقدم مطارات إيران. وفي هذا الخصوص، كشف جهاز استخباراتي غربي، لم تسمه المجلة الألمانية، واكتفت بالإشارة إلى استثماره جهودًا واسعة في جمع معلومات حول المحور الإيراني، صورًا ووثائق تخص «الوحدة 340»، والجناح العسكري لـ«الجهاد الإسلامي»، وظهر في الصور الطائرات الإيرانية بدون طيار، التي يتم إنتاجها خصيصًا لصالح التنظيم، أو تلك التي يتم تطويرها في قطاع غزة؛ وعكست الصور والوثائق شروحًا حول آليات بناء هذا النوع من الطائرات، ومداها، والمعدات اللازمة لعمليات البناء، وكيفية إطلاقها، وكيفية التحكم في حركة الطائرات من خلال أبراج معينة.
أما أنواع الطائرات دون طيار، التي تنتجها الوحدة الإيرانية، أو تمد التنظيمات الإرهابية بمعلومات حول كيفية بنائها، فحددها تقرير «دير شبيجل» بعدة أنواع:
طائرات دون طيار من طراز «تلاش»، وهى مسيَّرات انتحارية، تستطيع حمل ما يقرب من 2 كيلوجرام من المتفجرات. ولهذا النوع من المسيَّرات مستوى بالغ الدقة في إصابة الأهداف. وعند إطلاقه يعتمد على تقنية إيرانية خاصة، يطلق عليها Kian-Waypoint. وتحلق طائرات «تلاش» بارتفاع يقارب 300 متر، وبمدى 120 كيلومترًا.
طائرات دون طيار من طراز «دودج»، وهى مسيَّرات تستغل في عمليات الهجوم والمراقبة، وتحمل على متنها كاميرا، فضلًا عن قدرتها على حمل مواد متفجرة ثقيلة.
طائرات دون طيار من طراز «صيَّاد 52»، وهى مسيَّرات تُستغل في المراقبة، والتصوير، وإلقاء القنابل؛ ويبلغ مدى طيران هذا النوع من المسيَّرات 52 كيلومترًا، ويمكنها التحليق بارتفاع يصل إلى 3 كيلومترات. ويصل مدى الكاميرا التي تحملها إلى 20 كيلومترًا.
طائرة دون طيار من طراز Phantom-4، وهى مسيَّرة مدنية، يمكن إطلاقها ذاتيًا، ويصل مداها إلى 800 متر. وطوَّر الإيرانيون المسيَّرة؛ لتصبح قادرة على حمل وإلقاء مواد متفجرة.
طائرات تصوير دون طيار، وهى مسيَّرات «كاتمة للصوت»، لذا من الصعب رصد تحركاتها؛ بالإضافة إلى مسيَّرات مزودة بكاميرا خاصة، تمكنها من التقاط الصور، والعودة سريعًا دون رصدها، أو تحديد العمليات التي قامت بها.
اقرأ أيضًا: