توفي سلطان عُمان، قابوس بن سعيد- مساء أمس الجمعة- حسبما أعلنت وكالة الأنباء العمانية الرسمية، عن عمر يناهز 79 عامًا، وبعد 50 عامًا قضاها في حكم البلاد، فمَنْ هو السلطان قابوس بن سعيد؟.
عندما تولى السلطان قابوس حكم البلاد في عام 1970م، كان في عمان ثلاث مدارس فقط، للدرجة التي بلغ فيها مستوى الأمية 66%، في وقت كان فيه البلد الخليجي من أفقر البلدان في المنطقة.
ويرجع سبب ذلك، إلى عدم رغبة السلطان سعيد بن تيمور والد قابوس، في الحداثة والإصلاح، وهو الأمر الذي كان من أسباب اندلاع تمرد مسلح في محافظة ظفار في الفترات الأخيرة من حكمه.
وعندما تولى السلطان قابوس الحكم عام 1970م، بدأ خطه إصلاح واسعة، تضمَّنت بناء المدارس والمستشفيات.
وفي عهد السلطان قابوس، ارتفع الناتج المحلي العماني من 256 مليون دولار عام 1970م إلى أكثر من 80 مليار دولار هذا العام، وفقًا لمجلة «بيزنس توداي».
ولد قابوس في صلالة بمحافظة ظفار عام 1940م، وهو سليل أسرة البوسعيد التي تحكم عمان منذ عام 1744م.
ودرس قابوس في أكاديمية ساندهرست العسكرية البريطانية، وهو في العشرينات من عمره، ثم عاد إلى عمان.
تزوج السلطان قابوس لفترة قصيرة ولم ينجب أبناء، وهو ما أدى إلى وجود غموض في مسألة خلافته.
احتفظ السلطان قابوس خلال فترة حكمه برئاسة الوزراء، وحقيبتي الدفاع والمالية، ومنصب محافظ البنك المركزي.
وبلغت فترة حكم السلطان قابوس نحو 50 عامًا، وتُعتبر فترة حكمه هي أطول فترة حكم لملك أو رئيس عربي.
وخلال عمله على توسيع مصادر الاقتصاد العماني، نجح السلطان قابوس في احتواء ثورة ظفار المسلحة في السبعينيات من القرن الماضي، والاحتجاجات التي وقعت في عمان عام 2011م؛ تزامنًا مع ثورات ما يُسمى بـ«الربيع العربي».
احتفظت عمان خلال عهد السلطان قابوس بعلاقات جيدة مع جميع الدول، وانتهجت سياسة «صديق الجميع»؛ للتركيز على العلاقات التجارية مع البلدان المختلفة.
ولعبت عُمان دورًا في الاتفاق النووي بين إيران والغرب، الذي وقع عام 2015م؛ حيث استضافت محادثات سرية بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين عام 2012م؛ أدت إلى البدء بمفاوضات الاتفاق، الذي انسحب منه الرئيس دونالد ترامب لاحقًا.
وكان لمسقط أيضًا دور في جلب المتمردين الحوثيين في اليمن إلى طاولة المفاوضات.
عانى السلطان قابوس من مرض عضال منذ عام 2014م، الأمر الذي طرح العديد من التساؤلات؛ بشأن من يخلف السلطان، خاصة أن نحو 85 شخصًا من عائلة البوسعيد يحق لهم خلافة السلطان قابوس على عرش عُمان.
ولحسم مسألة خلافته، حدَّد السلطان قابوس طريقة لاختيار الخليفة، وهي إعطاء مهلة ثلاثة أيام لمجلس الأسرة الحاكمة لاختيار السلطان الجديد، وفي حال عدم اتفاق الأسرة الحاكمة خلال الأيام الثلاثة، يُفتح مظروف مغلق حدَّد فيه قابوس من يخلفه على حكم السلطنة.
ولطالما أثيرت تكهنات عن أيهم سيكون الخليفة، هل أحد أبناء عمومته الثلاثة أسعد وهيثم وشهاب بن طارق بن تيمور آل سعيد، أم الشاب الصغير تيمور بن أسعد بن طارق.
ولم يفصح السلطان عن اسم خليفته؛ خشية أن يؤدي ذلك إلى تقليص نفوذه، أو أن تسعى قوى خارجية لاستمالته.
