أكد الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، استمرار المملكة العربية السعودية بالتزاماتها نحو تعزيز العمل الجماعي ومواصلة النهج المتعدد وتعاونها مع الأمم المتحدة من أجل مواجهة التحديات العالمية والحفاظ على السلام والاستقرار، وتحقيق الرخاء والازدهار لشعوبنا، وذلك من منطلق أن النظام العالمي يتسم بأنه دائم التغير، وأن حجر الأساس لتحقيق عالم أفضل يسوده الأمن والاستقرار والرخاء يكون عبر تعزيز التعاون والتضامن الدولي.
جاء ذلك في كلمة المملكة، التي ألقاها وزير الخارجية افتراضياً، مساء اليوم، خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة ال 31 لبحث طرق الاستجابة العالمية لجائحة كوفيد - 19 والتعافي منها.
وفي بداية الكلمة، قدم الشكر لرئيس الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة السفير فولكان بوزكير، على عقد هذه الجلسة الاستثنائية لتوحيد الجهود لمكافحة كوفيد-19 وذلك استجابة لمبادرة دول حركة عدم الانحياز التي دعا لها رئيس جمهورية أذربيجان إلهام عالييف، مشيداً بالجهود المميزة التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، لرفع كفاءة عمل الأمم المتحدة ولتنسيق استجابة موحدة لمكافحة جائحة كوفيد-19.
وقال وزير الخارجية: كان هذا العام عامًا استثنائيًّا بكل المقاييس، واجه العالم خلاله تحديًا مشتركًا غير مسبوق يتمثل في انتشار جائحة كوفيد-19، التي اجتاحت عالمنا وحصدت أرواح قرابة المليون ونصف المليون من البشر خلال فترة زمنية لا تتجاوز العام، وأصابت أكثر من 54 مليون شخص حول العالم، لم تفرق بين رجل وامرأة أو بين شيخ كبير وطفل رضيع، وألحق هذا الوباء بالعالم أضرارًا اقتصادية وصحية وإنسانية بليغة، مما تسبب في توقف كل سبل ومناحي الحياة، وما زالت شعوبنا ودولنا تعاني من الآثار السلبية التي سببها ومازال يسببها هذا الوباء.
وأشار إلى أنه رغم التقدم العلمي والتكنولوجي، وابتكار العالم لأحدث أنواع الأسلحة المدمرة، إلا أن الجائحة كشفت مدى هشاشة النظام العالمي في مواجهة فيروس لا يرى بالعين المجردة، ليعمل الجميع معًا -جنبًا إلى جنب- وتجاوز الخلافات والمصالح الضيقة.
وأضاف: علينا العمل على تنسيق استجابة دولية موحدة تمكننا من مكافحة هذا الوباء وتهديداته الصحية والإنسانية، واستعادة الاستقرار المالي والاقتصادي العالمي، ووضع الخطط في سبيل تحقيق نمو قوي ومستدام ومتوازن وشامل يمنع حدوث ركود اقتصادي أشبه بالكساد الكبير.
وأوضح وزير الخارجية أن السعودية خلال رئاستها مجموعة العشرين لهذا العام في وسط الظروف الصعبة التي يمر بها العالم اتخذت تدابير وقائية لمعالجة العواقب والآثار السلبية الناتجة عن انتشار جائحة كوفيد-19، وإيمانًا بدورها الإنساني، قامت المملكة على الفور بتعديل أجندة رئاستها الأصلية للنظر في الحقائق الجديدة لمواجهة هذا التحدي المشترك.
وتابع: لتوحيد الجهود الدولية وضمان استعادة النمو والانتعاش الاقتصادي العالمي، عقدت المملكة قمة استثنائية في شهر مارس الماضي على مستوى قادة مجموعة العشرين أعلنت المملكة خلالها تقديم ٥٠٠ مليون دولار لدعم جهود مكافحة الجائحة، وتعزيز التأهب والاستجابة للحالات الطارئة، ونتج عن هذه القمة اتخاذ عدد من التدابير العملية والفورية عبر ضخ 11 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي لحماية الوظائف والأرواح ولضمان استمرار الانتعاش الاقتصادي، والمساهمة بما يزيد على 21 مليار دولار لدعم الجهود العالمية للتصدي لهذه الجائحة.
وأفاد الأمير فيصل بن فرحان، أن مجموعة العشرين، أطلقت هذا العام مبادرة تعليق الديون للدول الأقل نموًّا التي من شأنها أن تسمح للبلدان المستفيدة بتأجيل 14 مليار دولار من مدفوعات الديون المستحقة حتى منتصف العام المقبل واستخدام هذه المبالغ لتمويل أنظمتها الصحية وبرامجها الاجتماعية والتنموية.
وأضاف: من أجل إقرار سياسات دولية لمواجهة هذه الأزمة، بادرت السعودية، إلى جانب شركائها، بتقديم قرار الجمعية العامة المعنون "الاستجابة الموحدة ضد التهديدات الصحية العالمية: مكافحة كوفيد-19" الذي اعتمدته الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة دون اعتراض، والذي يشدد على الحاجة الملحة إلى تكثيف الجهود العالمية لمكافحة الأزمات الصحية العالمية والأوبئة والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي، والتسليم السريع للإمدادات الطبية، ولا سيما أدوات التش…