رغم تعهد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب بـ«انتقال منظم للسلطة»، بعد مصادقة الكونجرس على فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، إلا أن هذه الخطوة لم تكن نهاية للأحداث الدرامية التي شهدها مبنى الكونجرس (الكابيتول)، ومحيطة، وأسفرت عن سقوط قتلى ومصابين، على خلفية الاحتجاجات الحاشدة التي دعا إليها ترامب وأنصاره؛ لمنع اعتماد نتائج الانتخابات الأمريكية، التي تطاردها شكوك التزوير.
يناقش الكونجرس، اليوم الإثنين، مشروع مادة عن مساءلة الرئيس دونالد ترامب، بحسب عضو الكونجرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي، تيد ليو، الذي قال: نحن جميعا بما في ذلك رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، نفضل أن يفعل دونالد ترامب الشيء الصحيح ويستقيل، أو أن يظهر نائب الرئيس، مايك بنس، بعض العزيمة، على الأقل لنفسه ولعائلته ويستدعي المادة 25 من الدستور.. إذا لم يحدث أي من ذلك، فسنقدم، اليوم الاثنين، مادة المساءلة التي تتناول التحريض على التمرد.
ويواجه ترامب دعوات تطالب بتنحيته من منصبه بموجب التعديل الخاص بالمادة 25 في الدستور الأمريكي، واعتُمد التعديل عام 1967، وهو يحدّد الأحكام الخاصة بنقل السلطة من رئيس أمريكي يُتوفّى أو يستقيل أو يُعزل من منصبه أو يكون لأسباب أخرى غير قادر على أداء واجباته، وتنص المادة على إمكانية عزل الرئيس قبل انتهاء ولايته في حال قدّم نائب الرئيس وغالبية الموظفين الرئيسيين في الوزارات التنفيذية أو أعضاء هيئة أخرى، إلى رئيس مجلس الشيوخ المؤقت ورئيس مجلس النواب، تصريحهم الخطي بأن الرئيس عاجز عن القيام بسلطات ومهام منصبه، ويتولى نائب الرئيس فورًا سلطات ومهام المنصب كرئيس بالوكالة.
وتنص المادة على أنه عندما يبلغ الرئيس الأمريكي رئيس مجلس الشيوخ المؤقت ورئيس مجلس النواب تصريحه الخطي بعدم وجود حالة عجز لديه، يستأنف القيام بسلطات ومهام منصبه، ما لم يبلغ نائب الرئيس وغالبية الموظفين الرئيسيين في الوزارات التنفيذية أو أعضاء هيئة أخرى يحددها الكونجرس بقانون، وفي غضون أربعة أيام، رئيس مجلس الشيوخ المؤقت ورئيس مجلس النواب تصريحهم الخطي بأن الرئيس عاجز عن القيام بسلطات ومهام منصبه.
من جانبها، واصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، هجومها الإعلامي على ترامب، مؤكدة أنه يواجه عواقب جنائية؛ بسبب الاضطرابات الأخيرة في مبنى الكابيتول، واصفة إياه بأنه «مختل وخطير على الولايات المتحدة»، وقالت بيلوسي (فى حديث لشبكة: سي بي إس): «للأسف، الشخص الذي يدير الفرع التنفيذي هو رئيس مختل ومضطرب وخطير على الولايات المتحدة.. ما زال أمامنا بضعة أيام فقط حتى نتمكن من حماية أنفسنا منه.. لكنه فعل شيئًا خطيرًا للغاية؛ بحيث يجب أن تكون هناك محاكمة ضده.. أدعوه إلى الاستقالة فورا، قبل إطلاق عملية أخرى لعزله».
وتم إرسال الخطاب إلى مشرعين بالكونجرس لبحث عرض مواد العزل على مجلس النواب للتصويت، بعد أن اقتحم أنصار ترامب مبنى الكونجرس الأربعاء الماضي؛ حيث كان المئات من مثيري الشغب المؤيدين للرئيس المنتهية ولايته قد اقتحموا مبنى الكابيتول (رمز الديمقراطية الأمريكية، مقر المجلس التشريعي)، وجرى إطلاق أعيرة نارية كما قتل خمسة أشخاص بينهم شرطي.
وقالت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، إنها تحدثت إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة بشأن منع ترامب من شن ضربة نووية في أيامه الأخيرة في البيت الأبيض، وكتبت بيلوسي (في رسالة إلى زملائها بالمجلس)، إنها تحدثت إلى الجنرال مارك ميلي لبحث التدابير الاحترازية المتاحة لمنع ترامب من البدء في عداءات عسكرية أو الحصول على أكواد الإطلاق الخاصة بتنفيذ هجوم نووي، وأن وضع الرئيس الذى يعوزه الاتزان العقلى يمكن أن يكون أكثر خطورة!
بدورهم، دعا مسئولون مجلس الكنائس الوطني، أكبر هيئة مسكونية في الولايات المتحدة، ترامب إلى الاستقالة الفورية، وجاء في رسالة مفتوحة (موجهة إلى نائب الرئيس مايك بنس وأعضاء في الكونجرس لأمريكي وأعضاء بإدارة ترامب): «تصرفات الرئيس دونالد ترامب وكلماته أدت إلى تعريض أمن البلاد ومؤسساتها الحكومية للخطر من خلال التحريض على تنفيذ هجوم عنيف وقاتل ومثير للفتنة على مبنى الكابيتول الأمريكي.. كقادة لجمعيات المجلس الوطني لكنائس المسيح في الولايات المتحدة نعتقد أن الوقت قد حان لترامب للاستقالة فورا.. إذا لم يكن الرئيس مستعدا للاستقالة فنحن نحثك على استخدام الإمكانيات التي يوفرها نظامنا الديمقراطي».
اقرأ أيضًا: