أحداث «الكابيتول».. قلق عالمي.. واتهامات لترامب بالتحريض

شخصيات إقليمية ودولية تعلق على الأحداث الدرامية
أحداث «الكابيتول».. قلق عالمي.. واتهامات لترامب بالتحريض

تابع العالم، مساء الأربعاء، وفجر اليوم الخميس، أحداث الشغب التي اندلعت في العاصمة الأمريكية (واشنطن) واقتحام مبنى الكونجرس؛ ما أثار موجة من القلق والذهول لدى القادة والمسؤولين حول العالم، بعضهم وجه اللوم إلى الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب.

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن العالم تابع الحشود الغاضبة تقتحم مبنى الكونجرس، في «قلب الديمقراطية الأقوى في العالم» بشيء من عدم التصديق والغضب، مع خوف عميق من تداعيات هذا الأمر.
واعتبر الكثيرون، حسب تقرير الصحيفة، أن ما حدث في واشنطن «بمثابة تحذير مزعج للديمقراطيات في العالم: إذا حدث ذلك في الولايات المتحدة، فيمكن أن يحدث في أي مكان».

وعلقت حكومات دول العالم على الأحداث التي شهدتها العاصمة الأمريكية واشنطن، وذلك بعد اقتحام مبنى الكونجرس، أمس الأربعاء، خلال جلسة لمجلس النواب والشيوخ للمصادقة على الانتخابات الرئاسية الأمريكية؛ حيث سقط 4 قتلى والعديد من الإصابات في صفوف المتظاهرين والشرطة. 

حملت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، المسؤولية عن اقتحام أنصاره مبنى الكونجرس في واشنطن، وقالت ميركل اليوم الخميس خلال اجتماع مغلق للمجموعة البرلمانية للحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا في البرلمان الألماني «بوندستاج» إن الصور المزعجة لاقتحام الكونجرس «أغضبتها وأحزنتها أيضًا».

وتابعت المستشارة: «أسف للغاية أن الرئيس (المنتهية ولايته دونالد) ترامب لم يقر بهزيمته منذ نوفمبر الماضي ولا حتى أمس. تم التشكيك في نتيجة الانتخابات»، لافتة إلى أن ذلك ما هيأ الأجواء لأحداث الليلة الماضية لتصبح ممكنة.
وقالت ميركل: «هناك قاعدة أساسية للديمقراطية هي: بعد الانتخابات هناك رابح وخاسر... يتعين على كليهما القيام بدوره بحكمة ووعي بالمسؤولية كي تظل الديمقراطية ذاتها هي الرابح».

وفي الوقت ذاته أعربت ميركل عن تفاؤلها بالنظر إلى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بادين، وأشارت إلى أن تصريحات بايدن وكذلك كثير من ردود الفعل الصادرة من كلا الحزبين الكبيرين للولايات المتحدة الأمريكية «تجعلني أتأكد تماما أن: هذه الديمقراطية ستثبت أنها أقوى كثيرا من المعتدين والمشاغبين».

وتابعت المستشارة الألمانية أنه من المحزن أن أشخاصا فقدوا حياتهم في أحداث الليلة الماضية، واستدركت قائلة: «ولكن بالنسبة لي تعد إشارة أمل أن الكونجرس واصل عمله في الليل»، وأضافت الآن يتأكد فوز بايدن ونائبته كامالا هاريس في الانتخابات، وقالت: «الولايات المتحدة الأمريكية سوف تفتح خلال أقل من أسبوعين، كما ينبغي أن يكون، فصلا جديدا لديمقراطيتها».

بينما أعربت رئيسة وزراء النرويج إرنا سولبرج، عن صدمتها إزاء الهجوم على مبنى الكونجرس الأمريكي، محملة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مسؤولية الهجوم، وقالت للصحفيين: «رسالتنا الرئيسة هي أن هذا يعد  أمرا غير مقبول».

وأضافت: «في الديمقراطية، الطرف الخاسر يجب أن يعترف بهزيمته الانتخابية، ويساهم في انتقال سلمي للسلطة»، وأوضحت: «لا يوجد شك في أن دونالد ترامب مسؤول عن الاستقطاب، وتحريض أنصاره على عدم القبول بالانتخابات. يمكن للمرء أن  يحلل أن هذا الأمر  نتاج 30 عاما، ولكن دونالد ترامب مسؤول عن ذلك الأمر».

واستنكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، قيام محتجين باقتحام مبنى الكونجرس الأمريكي الليلة الماضية، وقال إن أعمال الشغب العنيفة تتعارض مع القيم الأمريكية والإسرائيلية.

وقال إن: «اقتحام مبنى الكابيتول في واشنطن أمر مزرٍ يجب استنكاره بشدة. ولا يساورني شك في أن الديمقراطية الأمريكية ستنتصر، كما فعلت دائما».

وأعربت الصين عن تمنيها بعودة «السلام والاستقرار والأمن» سريعا إلى الولايات المتحدة، خصمها الاكبر، وذلك في أعقاب اقتحام المئات من أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، لمبنى الكونجرس (الكابيتول) بواشنطن في وقت سابق من مساء أمس الأربعاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشونينج، اليوم الخميس: «نعتقد أن الشعب الأمريكي يريد الأمن والهدوء، ولاسيما في ظل تفشي الوباء»، وأضافت: «نأمل أن ينعم الشعب الأمريكي بالسلام والاستقرار والأمن من جديد، في أسرع وقت ممكن».

وقال بيتر باير، منسق الحكومة الألمانية للشؤون عبر الأطلسي: «نشهد في الوقت الراهن هجومًا على أسس الهيكل الديمقراطي والمؤسسات الديمقراطية. هذه ليست قضية وطنية للولايات المتحدة، لكنها تهز العالم بأسره، لاسيما الديمقراطيات».

وواحدًا تلو الآخر، عبر المسؤولون حول العالم عن قلقهم، مستخدمين العبارات والبيانات ذاتها التي سبق واستخدمتها الخارجية الأمريكية وقت اندلاع أعمال عنف سياسية في البلدان الأخرى.

في استراليا، دان رئيس الوزراء، سكوت موريسون، أمال العنف، واصفًا ما حدث داخل مبنى الكونجرس بـ«المؤلم للغاية».

ومن جهته، غرد زعيم حزب الرابطة الإيطالي، من أكبر مؤيدي ترامب، ماتيو سالفيني، قائلًا: «العنف لا يمكن أبدًا أن يكون الحل»، فيما دعا رئيس الوزراء الهندي، نارندرا مودي، إلى «نقل منظم وسلمي للسلطة».
أما الأمين العام لحلف «ناتو»، ينس ستولتنبرغ، فقد كتب: «ينبغي احترام نتائج هذه الانتخابات»، في المرة الأولى التي يعلق فيها على الشؤون الداخلية أحد الدول الأعضاء. 

وفي نيوزيلاندا، قالت رئيسة الوزراء، جاسيندا أرديرن «إنها وشعبها يشعرون بالإحباط بسبب هذه الأحداث»، لكنها عبرت عن ثقتها من فوز الديمراطية في نهاية الأمر.

وكتبت على حسابها بـ«تويتر»: «حق الشعب في الانتخاب، وسماع أصواتهم، وتنفيذ هذا القرار بشكل سلمي، لا يجب أن يتم التراجع عنه بسبب متمردين».

وقال نائب المستشارة الألمانية، أولاف شولتز: «الانتقال السلمي للسطة هو حجر الزاوية في كل ديمقراطية. وهو درس سبق وعلمته الولايات المتحدة للعالم أجمع. إنه لأمر مخزي أن يقوم دونالد ترامب بتقويض هذه الديمقراطية بالتحريض على العنف والدمار».

وفي أفغانستان، قالت الناشطة الحقوقية، مارزيا رستامي: « في الولايات المتحدة، أرى أن الحوار قد أفسح المجال للفوضى. في بلدي، كان الأمر على هذا النحو لمدة 40 عامًا، والآن أدى فشل الولايات المتحدة في هذا البلد إلى جعل الوضع أسوأ بالنسبة لنا»، مشيرة إلى سماعها دوي إطلاق الرصاص في مكان قريب من منزلها في الوقت الذي تابعت فيه أخبار العاصمة الأمريكية. 

أما روسيا، فقد تماشت أحداث الشغب في واشنطن مع دعايا الكرملين بانهيار الديمقراطية الأمريكية، وعرضت شبكة الأنباء المملوكة من الدولة «روسيا24» أحداث الشغب إلى جانب احتفالات العام الجديد المقامة في روسيا. بينما خاطب رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، شعبه ووزراء حكومته، متهكمًا، عن فضائل الديمقراطية.  

وقالت «نيويورك تايمز» إن الهجوم على مبنى الكونجرس، الذي يتزامن مع اعتقال السلطات في هونغ كونغ لأكثر من 50 ناشط سياسي، يعد «ضربة قوية للمصداقية الأمريكية على الساحة الدولية، وسيجعل من الصعب بالنسبة إلى الولايات المتحدة محاسبة أي قادة سلطويين ممن يعتدون على القيم الديمقراطية».

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa