أعلنت إيران ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن فيروس «كورونا المستجد»، اليوم الجمعة، إلى 34 حالة، بينما بلغ عدد المصابين 388 شخصًا فقط، فيما حدّد خبراء ومسئولون 4 أسباب وراء تزايد معدلات الإصابة في إيران على هذا النحو.
ويشكك الكثير من المراقين في الأرقام الرسمية التي يعلنها المسؤولون الإيرانيون، ويقولون إن الأرقام الحقيقية أضعاف ذلك، لكن السلطات تخفي مدى اتساع الكارثة للتستر على سوء إدارتها للأزمة.
ويعزو الخبراء تفشي الفيروس في إيران إلى أمرين أساسيين: الأول هو التعامل الأمني مع الوباء، واتخاذ سياسة التعتيم، والثاني هو مخالفة رجال الدين لقرارات إغلاق الأماكن الدينية.
ويتهم مراقبون السلطات الإيرانية بتسييس قضية تفشي فيروس كورونا من خلال عدم الإعلان عن أولى الإصابات قبل أسابيع، للحيلولة دون التأثير على الانتخابات النيابية التي جرت في 21 فبراير.
اتهامات أمريكية
من ناحيته، كشف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عن سببين آخرين وراء انتشار المرض في إيران، مؤكدًا أن البلاد لا تملك بنية تحتية صحية، والسلطات هناك لا تشارك المعلومات حول فيروس كورونا.
وقال بومبيو، في كلمته أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إنهم لم يمنعوا أي مساعدات طبية وإنسانية إلى إيران، مشددًا على أن إدارة ترامب لن تتغاضى أو تتساهل مع التهديد للأمن القومي الذي تمثله إيران للولايات المتحدة وأصدقائها وشركائها.
من ناحيتهم، أكد بعض مستخدمي مواقع التواصل أن العديد من الزوار الأجانب لمدينة مشهد الإيرانية كان قد تم تشخيص إصابتهم في بلدان أخرى قبل وصولهم إلى إيران، لكن المسؤولين الإيرانيين يواصلون الإنكار بأن المدينة تعاني من أزمة حادة.
ومشهد هي ثاني أكبر مدينة إيرانية، وهي مقصد سياحي مهم وموطن لضريح الإمام الثامن، لدى الشيعة الذي يزوره الآلاف يوميًّا.
كما أن مدينة قم، وهي بؤرة انتشار كورونا في إيران، تعتبر العاصمة الدينية للبلاد، ويزورها آلاف الزوار يوميًّا، لكن بعض المسؤولين ورجال الدين المتنفذين في المدينة عارضوا بشدة حتى الآن إغلاق «ضريح معصومة»، شقيقة الإمام الثامن لدى الشيعة، و«مسجد جمكران، الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى الزوار.
في سياق آخر، أفادت تقارير بأن فيروس كورونا قد أصاب 4 نواب بمجلس الشورى الإيراني ومساعد وزير الصحة وسفير سابق، بالإضافة إلى نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة.
وتسود الفوضى في إدارة ملف تفشي فيروس كورونا في إيران؛ حيث يدلي العديد من المسؤولين الحكوميين بتصريحات متناقضة. وفي بعض الحالات، يطلق مسؤولو الصحة تصريحات تقلل من هول الوباء، تحت ضغوط من هيئات حكومية ودينية متنفذة.
أقرأ أيضًا: