بعد تصريحات بومبيو.. خفايا معركة إدارة ترامب ومنظمة الصحة العالمية

الملف الصيني يزيد احتقان ترامب وفريقه..
بعد تصريحات بومبيو.. خفايا معركة إدارة ترامب ومنظمة الصحة العالمية

أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اليوم، أن "الولايات المتحدة تسعى إلى إحداث تغيير جذري في منظمة الصحة العالمية"، وسط تهديداتها بحجب مساهماتها المالية للمنظمة، بينما يشهد العالم وباء فيروس كورونا، يأتي هذا بعدما هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بإعادة النظر في تمويل المنظمة، منتقدًا دورها خلال أزمة فيروس كورونا المستجد.

وبينما تُعتبر الولايات المتحدة المتبرع الأكبر للمنظمة إذ قدمت لها 400 مليون دولار العام الماضي، فقد صرح بومبيو لـ"إذاعة فلوريدا"، أن "منظمة الصحة العالمية خلال تاريخها بعمل جيد، لكن للأسف، فإنها لم تبلِ بلاء حسنًا هذه المرة.. نريد بذل جهود لإحداث تغيير جذري". مشيرًا إلى "اتخاذ قرار مختلف" لضمان تنفيذ الالتزامات المهمة المتصلة بالصحة العالمية".

وأدى فيروس كورونا إلى وفاة أكثر من 23500 شخص في الولايات المتحدة، التي تتصدر الدول المتضررة من الوباء، وتقول إدارة ترامب، إن منظمة الصحة العالمية اعتمدت بشكل كبير على التصريحات الرسمية الصينية، بعد ظهور فيروس كورونا المستجد أواخر العام الماضي في مدينة ووهان الصينية، وفي الأسابيع الأولى من انتشار المرض، قالت المنظمة، استنادًا إلى تصريحات أطباء صينيين، أنها لا تملك معلومات عن انتقال الفيروس بين البشر، وأشادت بشفافية الصين.

ويرى مراقبون أن الرئيس الأمريكي يضغط على منظمة الصحة العالمية بملف قطع التمويل كي تضغط على الصين حتى لا يتعافى اقتصادها الوطني، ومن ثم لا تسبق الاقتصاد الأمريكي، وأعادت هذه الضغوط التذكير بمساهمة الولايات المتحدة فى ميزانية منظمة الصحة العالمية، حيث إنها تعد المساهمة الأكبر (15%) في ميزانية المنظمة التي تقدّر بحوالي 400 مليون دولار سنويًّا، بينما لا تزال واشنطن مدينة لمنظمة الصحة العالمية بحوالي 99 مليون دولار في هيئة مدفوعات مستحقة من المساهمات الإلزامية.

وينقسم تمويل منظمة الصحة العالمية إلى مساهمات إلزامية وأخرى تطوعية (80% من تمويل منظمة الصحة العالمية خلال السنة المالية الأخيرة، مصدره تبرعات قدمتها حكومات ومنظمات خاصة: المؤسسات الخيرية.. منظمات تابعة للأمم المتحدة.. كيانات متعددة الأطراف، مثل الاتحاد الأوروبي)، بينما تأتى مؤسسة "وميلينداجيتس" في المرتبة الثانية (بعد الولايات المتحدة) من حيث المساهمة في تمويل ميزانية منظمة الصحة العالمية بحوالي 10%، سنويًّا، بينما تلقت المنظمة مساهمات تطوعية كبيرة، مؤخرًا، من بريطانيا (7.8) وألمانيا (5.7%).

وبادر خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتقديم دعم مالي قدره عشرة ملايين دولار أمريكي لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد– 19) استجابة للنداء العاجل الذي أطلقته المنظمة الصحة العالمية لجميع الدول، بهدف "تكثيف الجهود من أجل اتخاذ إجراءات عالمية لمحاربة انتشار فيروس القاتل".

وتقدّمت منظمة الصحة العالمية، بخالص الشكر لملك السعودية على جهوده في الحفاظ على سلامة العالم والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وقال المدير العامّ للمنظمة، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، عبر حسابه بتويتر: "أتقدم بخالص الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين لقيادته وجهوده من أجل الحفاظ على سلامة العالم والحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجد...".

وجدد ترامب اتهاماته لمنظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، قائلًا: "لحسن الحظ، رفضت في وقت مبكر نصيحة المنظمة بإبقاء حدودنا مفتوحة أمام الصين.. لماذا قدموا لنا مثل هذه التوصية الخاطئة؟.. المنظمة ربما كانت تعلم أكثر مما كشفت عنه في البداية.. المنظمة تتمحور حول الصين.. نتجه لتعليق المال الذي ننفقه على منظمة الصحة العالمية".

لكن المزاعم التي أوردها ترامب حول منظمة الصحة العالمية، دفعت الأمين العامّ للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، للإشادة بدور المنظمة في مواجهة فيروس كورونا المستجد. موضحًا أنه "يجب دعم منظمة الصحة العالمية لأهميتها البالغة في جهود العالم للانتصار في الحرب على كوفيد 19.. يمكن إجراء تحقيق في مرحلة لاحقة حول ما يتردد.. الفيروس لم يسبق له مثيل في حياتنا ويتطلب استجابة غير مسبوقة.. من الواضح أنه في مثل هذه الظروف، يمكن أن يكون لنفس الحقائق تفسيرات مختلفة لدى الهيئات المختلفة...".

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa