أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية، جماعة «أنصار بيت المقدس»، التابعة لتنظيم داعش بشمال سيناء، وحركة «حسم» على قائمة الإرهاب العالمي، موضحة في بيانٍ نشرته على موقعها الرسمي، أنه تم تصنيف الجماعتان ضمن قوائم الإرهاب، وسط تأكيدات من مراقبين بأن هذه الخطوة تحرج حكومة الرئيس التركي، رجب أردوغان، التي تؤوي قيادات إرهابية شهيرة في التنظيمين.
وشمل التصنيف أيضًا شخصيتين مرتبطتين بتنظيم «حسم»، هما علاء السماحي، مؤسس التنظيم، وهو مصري الجنسية ويوجد في تركيا حاليًا، وقيادي آخر في الحركة يدعى يحيى موسى ويقيم في تركيا أيضًا.
وذكرت مصادر أمنية، أن حركة سواعد مصر «حسم» أسسها الإخوان عقب ثورة يونيو من العام 2013 لتنفيذ عدة عمليات إرهابية داخل القاهرة والمدن المصرية، بالتوازي مع ما ينفذه تنظيم «أنصار بيت المقدس» من عمليات في سيناء، وهو التنظيم الذي بايع داعش فيما بعد، وفقًا للعربية.
وكشف أن الحركة نفذت عدة عمليات منها اغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام الأسبق، ومحاولة اغتيال الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق.
علاء علي محمد السماحي، أحد قيادات الإخوان وفر من مصر عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة؛ حيث اتجه إلى تركيا وأدار من هناك التخطيط والتنفيذ للعمليات الإرهابية بتكليف رسمي من قيادات الجماعة، وأسس عدة مجموعات إرهابية تابعة للجماعة منها حركة «حسم»، و«لواء الثورة» واستغلالها كواجهة ينسب إليها عمليات الإرهاب التي تنفذها الجماعة وتمويلها وتحديد دور كل مجموعة.
وكان السماحي ومجموعاته الإرهابية وراء محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، ومحاولة الاغتيال الفاشلة للمستشار زكريا عبدالعزيز عثمان، النائب العام المساعد، ومدير إدارة التفتيش القضائي بالنيابة العامة والهجوم على كمين الشرطة بالعجيزي في المنوفية.
ووفقًا للمصدر الأمني، فإن شابًا إخوانيًا من بين المقبوض عليهم بتهمة المشاركة في تلك العمليات ويدعى محمد السعيد اعترف أن علاء السماحي كان يحصل على 100 ألف دولار شهريًا لإدارة عمليات العنف وتمويلها في مصر، وقال إنه كان يتواصل مع السماحي في تركيا عبر تطبيق تليغرام.
يحيى سيد إبراهيم موسى هو القيادي الإخواني الآخر، الذي صدر قرار وزارة الخارجية الأمريكية بإدراجه أيضا في قوائم الإرهاب، فهو طبيب من محافظة الشرقية شمال مصر حصل على ماجستير أمراض المفاصل والعمود الفقري، وكان يمتلك عيادة في القطامية.
تدرج في صفوف جماعة الإخوان حتى وصل لعضو مكتب الإرشاد، وعقب وصول الإخوان إلى حكم مصر في العام 2012 عين متحدثا رسميا باسم وزارة الصحة، وعقب فُض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في أغسطس من العام 2013 فر إلى تركيا في سبتمبر من نفس العام، كما يقيم يحيى موسى في مدينة إسطنبول التركية وعهد إليه قيادات الإخوان بالإشراف والتنسيق بين المجموعات الإرهابية للإخوان في مصر والقيادات في تركيا.
شارك موسى في التخطيط لعملية اغتيال النائب العام، هشام بركات، وكتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بعد الحادث يقول «قتل مرة واحدة وكان يجب أن يقتل ألف مرة»، واعترف أحد المنفذين للعملية أن موسى أرسل له رسالة نصية عقب تنفيذ الحادث يقول فيها «نصر من الله».
عقب الحادث تلقى يحيى موسى فيديو مصورا للعملية من أحد المشاركين وقام موسى بإرساله لقيادات الإخوان في تركيا لمشاهدته وتلقى تهنئتهم وإشادتهم بنجاح العملية، كما اعترف المتهمون المشاركون في الحادث أن يحيى موسى حدد لهم موعد التنفيذ يوم 28 يونيو من العام 2015، لكن تصادف أن قام النائب العام السابق في هذا اليوم بتغيير خط سير موكبه، فطلب منهم تأجيل التنفيذ إلى اليوم التالي 29 وهو ما تم.
وظهرت «حركة سواعد مصر» المعروفة بالاختصار بكلمة «حسم» في 2014 وتبنت عمليات اغتيال وهجمات في القاهرة ودلتا النيل، خصوصًا ضد الشرطة. وتقول السلطات المصرية إن الحركة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين.
كما أكدت وزارة الداخلية المصرية أن حركة حسم مسؤولة عن انفجار سيارة مفخخة وقع في وسط القاهرة في أغسطس 2019 وأسفر عن سقوط 20 قتيلًا.
وتتبع «حسم» إداريًا وماليًا لجماعة الإخوان جناح القيادي محمد كمال، الذي لقي مصرعه في مواجهة مع الشرطة المصرية وعمليات «حسم» تتم في المحافظات وليس سيناء، إلى جانب شن هجمات على الكمائن في القاهرة والجيزة من أجل إثبات الوجود، وإرباك أجهزة الأمن.
وأعلنت الحركة مسؤوليتها عن تنفيذ عمليات إرهابية وهجمات على كمائن، وقالت إنها وراء محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق، واعتقلت الشرطة 8 من مؤسسيها واعترفوا بتخطيطهم للقيام بجرائم إرهابية لحساب جماعة الإخوان.
اقرأ أيضًا: