كشفت وسائل إعلام إيرانية، عن تزايد حالات الانتحار للمواطنين الإيرانيين، وذلك بسبب تزايد الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد، مشيرة إلى أن نسبة المُقدمين على الانتحار تزداد بمعدل 4 بالمائة سنويًا؛ حيث يميل بعض الأهالي للتستر على الوقائع الصادمة.
آلاف من حالات الانتحار وتستر الأهالي
ونشرت صحيفة «اعتماد» الإيرانية تقريرًا، يفيد بأن العام الماضي شهد 3589 حالة انتحار، وهو أعلى رقم على الإطلاق في تاريخ إيران، مشيرة إلى أن ذلك الرقم لا يشمل الوقائع التي تم التستر عليها لأسباب اجتماعية خصوصًا في أوساط النساء، موضحة عشرات الأمثلة لحالات الانتحار في كافة فئات المجتمع؛ حيث تعج وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية بالكثير من الصور للضحايا وأزماتهم التي أجبرتهم على اتخاذ تلك الخطوة.
منظمة الصحة العالمية تعلق على حالات الانتحار في إيران
وذكرت دراسة لمنظمة الصحة العالمية، أن المُعدل السنوي للانتحار في إيران هو 5.3 حالة انتحار لكل 100 ألف مواطن في العام، ونسبة الرجال هي تقريباً ضعف نسبة النساء المُنتحرات، كما أن الانتحار في أوساط المتزوجين أعلى مقارنة بأوساط العزاب.
وأوضحت المنظمة العالمية، أن حالات الانتحار جاءت لأسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية تعيشها إيران؛ حيث يفشل المزيد من الآباء في تأمين الحد الأدنى من المعيشة والحاجات الأولية الأبسط لعائلاتهم؛ ما يدفعهم إلى الدخول في حالات من الضغوط الحياتية والنفسية، وثم الإقدام على الانتحار.
باحثة إيرانية تعلق على أسباب الانتحار في إيران
وقالت الباحثة الإيرانية مرام بيناهي، إن حالات الانتحار في إيران ردة فعلٍ واضحة على الأحوال المعيشية والحريات العامة في البلاد، وتختلف عن حالات الانتحار لأسباب نفسية واجتماعية، مضيفة: «أغلب حالات الانتحار تجري في الأماكن العامة، البارزة والواضحة، مثل رمي النفس تحت القطارات وسط العاصمة؛ حيث تسجل حالات انتحار متتالية، أو بالقفز من أعلى الأبنية الشاهقة في ذروة التجمعات البشرية، مثل عمارة الألمنيوم وبرج يلاسكو وسط العاصمة طهران»، وفقًا لشبكة «سكاي نيوز».
ووتابعت بيناهي: «ضغوط الحياة على العائلات الإيرانية أثرت على أكثر طبقات المُجتمع الإيراني هشاشة، فالأرقام الرسمية تقول إن 250 طفلًا إيرانيًا أقدموا على الانتحار خلال السنوات الماضية»، مفسرة ذلك بتراجع مستويات التعليم وزيادة معدلات الفقر وسوء الحماية التي توفرها أجهزة الدولة للأطفال.
إحصاءات إيرانية صادمة
ووفقًا للإحصاءات الرسمية لإيران، فإن قيمة العملة الإيرانية تراجعت بأكثر من 50% خلال السنتين الماضيتين، كما أن 40% من المواطنين الإيرانيين لا يستطيعون الحصول على الحد الأدنى من الحياة الكريمة، بما في ذلك الطعام والكسوة.
اقرأ أيضًا: