زاد الحديث خلال الساعات القليلة الماضية عن عدوى "الفطر الأسود" وعلاقتها بانتشار فيروس "كورونا" على مستوى العالم، خاصة عقب إعلان أسرة الفنان المصري الراحل سمير غانم إصابته بذلك المرض قبل وفاته أمس الخميس.
وقد دق الأطباء في الهند أوائل شهر مايو الجاري، ناقوس الخطر بشأن زيادة العدوى المخاطية المميتة المعروفة باسم "الفطر الأسود"، خاصة أن ضحايا تلك العدوى هم مرضى فيروس "كورونا" أو أولئك الذين تعافوا مؤخرًا منه، وضعفت أجهزتهم المناعية بسبب الفيروس.
ويؤثر "الفطر الأسود" بشكل شائع على الجيوب الأنفية أو الرئتين يعد أن يستنشق الشخص جراثيم فطرية في الهواء، كما أنه يمكن أن يؤثر على الجلد بعد التعرض لإصابة سطحية مثل جرح أو حرق. حسبما ذكرت وزارة الصحة الهندية.
وقالت الوزارة، في بيان لها يوم 14 مايو الجاري، إن المرض "يبدأ في الظهور على شكل عدوى جلدية في الجيوب الهوائية الموجودة خلف جبهتنا وأنفنا وعظام خدودنا وبين العينين والأسنان، بعد ذلك ينتشر في العينين والرئتين ويمكن أن ينتشر إلى الدماغ".
وتابعت الوزارة: "يؤدي الفطر الأسود إلى اسوداد أو تغير في لون الأنف، وعدم وضوح الرؤية أو ازدواجها وألم في الصدر، وكذلك صعوبات في التنفس وسعال في الدم.
وعن سر تسميته بـ"الفطر الأسود"، أوضح الدكتور هيمانت ثاكر، الطبيب الاستشاري في مستشفى براش كاندي في مومباي لشبكة "سي إن إن" الأمريكية أن "إحدى الطرق التي ينتقل بها داء الغشاء المخاطي هي غزوة للأوعية الدموية، فهو يضر بالدورة الدموية حتى آخر عضو في الجسم، وبالتالي ينتج ما يسمى بالنخر أو موت الأنسجة والتي تصبح سوداء اللون بعد ذلك، ومن ثم يطلق عليه اسم الفطر الأسود".
وأضاف ثاكر، أنه في الحالات الشديدة ، فإن العدوى "تنتقل عبر الأوعية الدموية إلى المخ"، مما قد يؤدي إلى فقدان البصر أو إحداث فجو" في الوجه، وإذا لم يتم السيطرة عليه ولم يتم علاجه، يمكن أن يسبب معدل وفيات بين 20 إلى 50٪".
ويقول ثاكر، إن "الهند هي عاصمة العالم لمرضى السكري، إذ لدينا مناخات استوائية تتفاقم بها الفطريات، وهو ما أدى إلى انتشار كل هذا الفطر الأسود في البلاد".
ويتم علاج "الفطر الأسود" بالأدوية المضادة للفطريات، والتي غالبا ما يتم إعطاؤها عن طريق الوريد، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
ومن الأدوية الأكثر شيوعا لعلاجه "أمفوتيريسين بي"، وهو دواء يستخدم حاليًّا في الولايات الهندية لمكافحة تفشي المرض.
وقد يحتاج المرضى ما يصل إلى 6 أسابيع من الأدوية المضادة للفطريات للتعافي، لأن شفاءهم يعتمد على درجه تشخيصه في وقت مبكر وعلاجه قبل تفاقم الحالة.
وفي كثير من الأحيان، يستلزم إجراء جراحة لقطع الأنسجة الميتة أو المصابة، وتقول وزارة الصحة الهندية، في بيانها، إنه "في بعض المرضى، قد يؤدي ذلك إلى فقدان الفك العلوي أو حتى العين في بعض الأحيان".
اقرأ أيضًا: