يترقب عشاق كرة القدم قمة من العيار الثقيل، عندما يلتقي منتخب إنجلترا مع نظيره الدنماركي في موقعة تكسير العظام، مساء اليوم الأربعاء عند الساعة العاشرة بتوقيت مكة المكرمة، على ملعب ويمبلي بالعاصمة لندن، لحساب نصف نهائي بطولة كأس أمم أوروبا «يورو 2020».
وزحف المنتخب الإنجليزي بوقع ثابت نحو اللقب الأول في البطولة القارية، بعدما استهل مشوار يورو 2020، بالفوز على كرواتيا بهدف دون رد، واكتفى بتعادل سلبي أمام إسكتلندا، قبل أن يتجاوز التشيك العنيد بهدف دون رد.
ولم يتوقف القطار الإنجليزي في ثمن النهائي رغم صعوبة المواجهة أمام الغريم التقليدي منتخب ألمانيا، بعدما ضرب المانشافت بهدفين دون رد؛ ليواصل العروض القوية بالفوز العريض على أوكرانيا برباعية نظيفة.
ويأمل المدرب الإنجليزي جاريث ساوثجيت في أعادة كتابة التاريخ، في مهمة التأهل لأول مباراة نهائية في بطولة كبرى منذ 55 عامًا، وتحديدًا عندما فاز الإنجليز بلقب كأس العالم 1966، على حساب المانشافت في مباراة لازالت تثير كثيرًا من الجدل حتى يومنا هذا.
الحاجز النفسي
ويكافح منتخب الأسود الثلاثة من أجل كسر الحاجز النفسي في المواعيد الكبرى، حيث لم يفز الإنجليز في أي مباراة بدور إقصائي في بطولة أمم أوروبا في آخر 25 عامًا، قبل التغلب على المنتخب الألماني في دور الـ16 قبل أسبوع، ليواصل بعدها الزحف صوب نصف النهائي بشباك عذراء.
ويتأهب رفاق الهداف المتألق هاري كين، لتسجيل الظهور الثاني في الدور قبل النهائي في آخر ثلاث سنوات، تحت قياد ساوثجيت، بعد اقتحام المربع الذهبي في مونديال روسيا 2018، حيث أعرب المدرب الإنجليزي عن سعادته بأن لاعبيه يكتبون تاريخهم الخاص.
واعترف جاريث: «ليس لدينا تاريخ جيد في كرة القدم كما نحب أن نعتقد في بعض الأحيان، هؤلاء اللاعبون يخطون خطوات واسعة ويجتازون الحواجز في كل مرة، لقد اجتازنا الحواجز في هذه البطولة ولدينا فرصة أخرى لفعل هذا الآن».
وتابع المدرب الإنجليزي: «لم يسبق لنا الوجود في نهائي أمم أوروبا، لذلك يمكن أن نكون الأوائل، وهو شيء مثير لكل اللاعبين، نحن نحترم الدنماركيين، أنا كبير بما يكفي لأتذكرهم وهم يحصدون اللقب، لذلك كنت دائمًا مشجعًا للاعبين الذين تنتجهم الدنمارك، كرة القدم التي يلعبونها مذهلة».
وبدا ساوثجيت، أكثر أريحية بعد قيادة مران كامل العدد بقائمة من 26 لاعبًا في مركز تدريبات الفريق «سان جورج بارك»، أمس الثلاثاء، بعدما استعاد جهود الجناح الواعد بوكايو ساكا مع الفريق مرة أخرى، وذلك بعد التعافي من الإصابة التي أبعدته عن مواجهة أوكرانيا في دور الثمانية، كإجراء احترازي.
صدمة البدايات
وفي المقابل، عانى المنتخب الدنماركي كثيرًا بسبب صدمة انهيار متوسط ميدان الفريق كريستيان إريكسن، إثر أزمة قلبية مفاجئة في مباراة فنلندا، استلزمت إنعاش قلب لاعب إنتر ميلان بالصدمات الكهربائية فوق الميدان، قبل أن يعود إلى الحياة، لينُقل إلى مستشفى في العاصمة كوبنهاجن.
ووضح تأثير صدمة إريكسن على نتائج الدنمارك، حيث خسر أمام نظيره الفنلندي بهدف نظيف ثم خسر أمام المنتخب البلجيكي بثلاثية مقابل هدف رغم تقديمه عرضًا جيدًا، ومع ذلك، وبفضل الفوز برباعية مقابل هدف على المنتخب الروسي تأهل إلى الدور التالي، وفاز على المنتخب التشيكي بهدفين نظيفين في دور الستة عشر.
ويسعى المنتخب الدنماركي إلى تكرار سيناريو دوري أمام أوروبا، حيث التقى نظيره الإنجليزي، في النسخة الأخيرة؛ ليتعادل الفريقان سلبيًا في كوبنهاجن، قبل أن ينجح أحفاد الفايكنج في تحقيق فوز ثمين خارج القواعد بهدف دون رد.
وأكد كاسبر هيولماند، المدير الفني للمنتخب الدنماركي لكرة القدم: «إنه تحد كبير يريده الجميع، هذا شيء يحلم به الجميع منذ أن كان صغيرًا»، مشددًا على أن خوض أول مباراة في الدور قبل النهائي ببطولة كبرى منذ تتويج الدنمارك بـ«يورو 1992» لا يجعل الفريق «أكثر توترًا من المعتاد، ببساطة نتطلع قدمًا لهذه المباراة».
وأضاف هيولماند: «هناك عنصر نفسي أثناء اللعب، لديهم العديد من الجماهير ولكن لا يمكننا أن ننسى أنهم يتعرضون أيضًا لضغط لكبير وهناك توقعات كبيرة، لذلك لن تكون الأمور سهلة عليهم، نعلم أنه يجب علينا أن نستغل هذا الموقف».
حسابات التاريخ
ويرجح التاريخ كفة المنتخب الإنجليزي على حساب أحفاد الفايكنج، حيث حقق الفوز في 12 مباراة من أصل 21 مواجهة جمعت الطرفين، مقابل 4 انتصارات لصالح الدنمارك، بينما حضر التعادل في 5 مباريات.
ووقع الأسود الثلاثة على 36 هدفًا في مرمى الدنمارك، بينما استقبل 20 هدفًا، وكانت المواجهة الوحيدة بين الطرفين لحساب منافسات أمم أوروبا، في نسخة يورو 1992، لحساب دور لمجموعات حيث سيطر التعادل السلبي دون أهداف، قبل أن يكمل الفايكنج المهمة صوب اللقب الوحيد في خزانة أبناء كوبنهاجن.
اقرأ أيضًا:
