دشنت برلين مشروعًا جديدًا لتخريج أئمة المساجد أطلقت عليه اسم «كلية الإسلام» بألمانيا؛ بحيث لا يتم الاعتماد مجددًا على استقدام أئمة من الخارج، ومن ثم تخريج خطباء مؤهلين دراسيًّا، في محاولة للسيطرة على الأفكار المتطرفة الواردة من الخارج
ويوجد حاليًا حوالي 2500 مسجد في ألمانيا، يأتي معظم أئمتهم من الخارج، وبالتالي يسعى القائمون على كلية الإسلام التي تم تأسيسها في أوسنابروك، وافتتحت أبوابها رسميًّا اليوم، إلى تغيير هذا الوضع.
وحسب إذاعة بافاريا الألمانية، يُنتظر أن يكون تدريس الخطبة وتلاوة القرآن والرعاية والعمل المجتمعي هو جوهر المنهج بالكلية الذي يستمر الدراسة فيها لسنتين. وبالإضافة إلى تعلم اللغة الألمانية يحصل المشاركون البالغ عددهم حاليًّا على 35 مشاركًا على تدريب عملي.
وفي مقابلة مع صحيفة نويه أوسنابروكيرتسايتونج المحلية الألماني، قال الرئيس الاتحادي السابق ورئيس مجلس أمناء كلية الإسلام الألمانية IKD، كريستيان وولف، إن إنشاء المؤسسة كان «الخطوة المنطقية التالية» بعد تشييد مؤسسات التعليم الديني الإسلامي و«بالإضافة إلى أهميتها الكبيرة بالنسبة للبلد، فإن الأمر يرسل أيضًا إشارة إلى المسلمين بالاعتراف والمساواة».
وتابع: لقد تأخر كثيرًا في تدريب وتخريج علماء دين مسلمين مدربين بشكل مستقل عن الجاليات المسلمة في ألمانيا؛ بحيث تتم العملية في وسطنا وعبر اللغة الألمانية وعلى أساس القانون الأساسي/الدستور».
وقال الرئيس الاتحادي السابق إنه يعلم أن «المزيد والمزيد من الألمان من أصل غير ألماني يقاومون أي نوع من التدخل في مسألة تحديد واختيار واستقدام الأئمة ويريدون السير في طريقهم»، في إشارة إلى التوترات مع المؤسسة الدينية الألمانية التركية، صاحبة النفوذ الكبير في ألمانيا، ديتيب.
من جانبها، وصفت فيليز بولات، المتحدثة باسم مجموعة الخضر البرلمانية المعنية بسياسة الهجرة والاندماج، «كلية الإسلام بألمانيا» الجديدة بأنها رائدة.
وقال بولات، وهي عضوة في مجلس إدارة الجامعة: «بدعم مالي من الكلية، نرسل إشارة مهمة إلى الجالية المسلمة أن بداية جديدة مهمة في الطريق».
وقال بولات إن هناك بالفعل العديد من الاستفسارات حول المشروع من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. وفيما يتعلق بجمعية ديتيب، التي أسست مؤخرًا مركزها التدريبي الخاص بها في إيفل، قال بولات: المشروع في أوسنابروك سيكون منافسة كبيرة لما تقدمه ديتيب.
ولأكثر من عشر سنوات، دعا سياسيون وعلماء وممثلون دينيون الأفراد إلى تدريب الأئمة الألمان. وكان وزير الداخلية الاتحادي زيهوفر، قد أوضح بالفعل في مؤتمر الإسلام في نوفمبر 2020، أنه يتوقع تخفيضًا تدريجيًّا لعدد الدعاة المسلمين الذين يتم إرسالهم إلى ألمانيا من الخارج.