أطلقت إسرائيل اليوم الأحد ما يُعرف بـ«أسبوع الجبهة الوطني»، الذي تُجرى خلاله تدريبات على سيناريو نشوب حرب إسرائيلية ضد «حزب الله»، ومواجهة إطلاق صواريخ إيرانية على إسرائيل، حسب موقع «دبكا» العبري.
ومن المقرر استمرار التدريبات طيلة الأسبوع الجاري بمشاركة آلاف الجنود، وتتضمن على سبيل المثال تدريبات على إخلاء المدنيين الإسرائيليين من خط المواجهة، وأخرى على التعامل مع هجمات السايبر والصواريخ، التي تعمل على إرباك الحياة اليومية في الجبهة الداخلية.
وخلال الأربعاء الموافق 3 نوفمبر المقبل، تنطلق صافرات الإنذار في مختلف أنحاء إسرائيل، تزامنًا مع إجراء تدريبات على الاحتماء بالنقاط الحصينة والملاجئ؛ وسوف يشعر الإسرائيليون للمرة الأولى بكيفية تقديرات الأجهزة الأمنية لما قد يجرى، إذا اندلعت حرب مع «حزب الله»، وكيفية حصول «ذيل إيران» في لبنان على دعم جاد مباشر من طهران، ممثلًا في إطلاق الصواريخ؛ أو غير مباشر، ممثلًا في عمليات المليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق وسوريا.
تسريبات استخباراتية
وفيما يتعلق باحتمالية ضلوع الميليشيات الشيعية العراقية الموالية لإيران في الحرب المرتقبة، تستند إسرائيل إلى تسريبات استخباراتية في هذا الصدد، تشير إلى تلقي «كتائب حزب الله» تكليفات إيرانية بإيفاد عناصر مسلحة إلى لبنان للمشاركة في المعارك الوشيكة؛ ووفقًا للتسريبات، تلقت الكتائب الشيعية خلال الآونة الأخيرة دعمًا عسكريًا من إيران، تمثَّل في القذائف الصاروخية اللازمة، بالإضافة إلى دعم مادي لتدريب مقاتليها، البالغ عددهم 30 ألف مقاتل على الحرب في لبنان.
وتؤكد تقديرات إسرائيل أن عناصر «كتائب حزب الله» العراقية، يمكنها - خلال نشوب الحرب - إمطار إسرائيل بما يقرب من 2000 صاروخ في اليوم الواحد، بما في ذلك عشرات الصواريخ البالستية بالغة الدقة في إصابة الأهداف.
ولا يستثني معدو تقرير «دبكا» العملية العسكرية الاستباقية، التي قامت بها إسرائيل في سوريا يوم السبت الموافق 30 أكتوبر الجاري من الاستعدادات للحرب، حين أمطر جيش الاحتلال وابلًا من الصواريخ على الطريق «رقم 1»، الرابط بين مدينة دمشق ولبنان. وأرجعت إسرائيل أهداف العملية إلى إعاقة مسار قوافل الأسلحة الإيرانية، المقرر انتقالها إلى لبنان، والتي تعتزم طهران من خلالها إمداد «حزب الله» منظومات عسكرية متطورة.
أبرز التكتيكات
كما جرى خلال العملية ذاتها تدمير قواعد «حزب الله» على امتداد مسار نقل الأسلحة، خاصة في منطقة «الداماس»، الواقعة غرب دمشق، وهى المنطقة التي كان مقررًا تحرُّك قافلة أسلحة منها إلى لبنان. ويعتبر قادة الأجهزة الأمنية في تل أبيب أن تدمير الطرق من العراق إلى سوريا، ومن سوريا إلى لبنان، للحيلولة دون نقل الأسلحة الإيرانية وعناصر المليشيات العراقية الموالية لإيران، هى أبرز تكتيكات جيش الاحتلال في الحرب التي يدور الحديث عنها.
ولم تتطرق حكومة إسرائيل أو جيشها إلى خسائر الأرواح المتوقعة يوميًا بين المدنيين جراء الحرب المحتملة، إلا أن خبراءً عسكريين استنطقهم موقع «دبكا»، تحدثوا عن مئات القتلى، إن لم يكن أكثر من ذلك، بالإضافة إلى توقع أعداد مماثلة بين جنود جيش الاحتلال.
وإذا كان واضعو سيناريو الحرب الوشيكة يتحدثون عن «تدريب على إخلاء مدنيين من خط المواجهة» الإسرائيلي، فيعني ذلك ثقة قادة جيش الاحتلال في احتمالية قيام «حزب الله»، لاسيما خلال خطواته الأولى في الحرب المرتقبة باحتلال عدد من المستوطنات على امتداد خط التماس بين لبنان وإسرائيل. لذا، يخطط جيش إسرائيل لإخلاء المستوطنين من شمال إسرائيل إلى مستوطنات الوسط، للحيلولة دون تعرضهم لهجمات «حزب الله»، أو سقوطهم في الأسر.
وتعد عملية الإخلاء المحتملة بالغة التعقيد، إذ تتطلب عددًا هائلًا من الحافلات والشاحنات؛ وتجدر الإشارة في هذا الخصوص إلى أن جيش الاحتلال قد فشل خلال اعتدائه الأخير على قطاع غزة، المعروف إسرائيليًا بـ«حارس الأسوار» في إخلاء مستوطنات غلاف القطاع، وأخفق في توفير شاحنات وحافلات لنقل المستوطنين وأغراضهم بعيدًا عن مرمى قذائف حماس، وربما يعود ذلك إلى رفض «عرب 48»، الذين يعملون في هذا المجال التعاون مع إسرائيل في عمليات الإخلاء.
اقرأ أيضًا: