تحتضن المملكة العربية السعودية في الثاني عشر من مارس القادم ولمدة 10 أيام، مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، في المدينة التاريخية بجدة، التي تنطلق دورته الافتتاحية تحت شعار «تغيير السيناريو».
يعود هذا الحدث الفني الكبير ويضع «جدة» في محط الأنظار؛ باستضافتها المواهب السعودية الصاعدة، والأعمال العربية الجديدة، إضافة إلى الأنماط السينمائية الجديدة في السينما العالمية.
وتشارك في المسابقة أفلام من السعودية، لبنان، مصر، نيجيريا، أنجولا، منغوليا، الصين، الفلبين، بنجلاديش، الهند، كوسوفو، فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، الولايات المتحدة، البرازيل، وكولومبيا.
وتم الكشف عن مسرح الكورال، الذي تم تشييده خصيصًا لهذه المناسبة ويتّسع لـ1200 متفرّج، ويقع المجمع المبنى حديثًا على ضفاف بحيرة الأربعين التاريخية، كما يضمّ ثلاث صالات أخرى بـ120 مقعدًا لكلٍ منها، ورابعة تضم 240 مقعدًا.
مهرجان البحر الأحمر السينمائي حدث يلتف حوله صناع الأفلام
ويأتي «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»؛ ليكون المرة الأولى التي تنظم «السعودية» مهرجانًا سينمائيًا، كما يعد الحدث الثاني الأهم للمهتمين بالسينما وصناعة الأفلام، وذلك بعد أن افتتحت في 18 أبريل 2018، أول سينما في العاصمة الرياض، ثم في 28 يناير 2019 افتتحت أول سينما في جدة، وأصدرت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية العام الماضي، 29 شهادة عدم ممانعة لإنشاء دار سينما، فيما تم الفسح عن 121 فيلمًا سينمائيًا.
وأعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي افتتاح دورته الأولى بالعرض العالمي الأول للفيلم الروائي السعودي «شمس المعارف» للأخوين قُدس، الذي يُنافس بالمسابقة الرئيسية للمهرجان على جوائز اليُسر.
107 أفلام تشارك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
أعلن محمود الصباغ مدير مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، قائمة الأفلام الـ107 المشاركة في البرنامج الرسمي للمهرجان، التي تضم أفلامًا روائية ووثائقية طويلة وقصيرة، بما فيها 16 فيلمًا في المسابقة الرئيسية، و7 أفلام خارج المسابقة، و15 فيلمًا في برنامج العروض الكلاسيكية، و3 أفلام في برنامج أجيال، و5 أفلام تفاعلية تشمل تجارب الواقع الافتراضي، 11 فيلمًا في سينما السعودية الجديدة، 13 فيلمًا في مسابقة الأفلام القصيرة، 23 فيلمًا في برنامج مخصص لأفضل إنتاجات العام، 17 فيلمًا تجريبيًا، ومشروع إنتاجي خاص يضم خمسة أفلام قصيرة لمخرجات سعوديات.
رعاية الحركة السينمائية المحلية الصاعدة
ويضع مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، هدفًا رئيسيًا له؛ هو رعاية الحركة السينمائية المحلية الصاعدة، وإعادة تأسيسها، من خلال رفع الإنتاج السنوي من الأفلام السعودية، وتحفيز سوق التوزيع والعروض المحلية، إضافة إلى توفير قاعدة صلبة وحيوية للصناعة السينمائية تعزز حيوية المجتمع وتنوُّع الاقتصاد، وفق أهداف رؤية المملكة 2030.
ويتضمَّن المهرجان «معمل البحر الأحمر للأفلام»، وهو حاضنة لمشاريع الأفلام المحلية، تعمل على مدار العام، وفق برامج إقامة وإعاشة للمخرجين والمنتجين؛ بهدف تأهيل مشاريعهم السينمائية ورعايتها في مراحل التطوير والتمويل والإنتاج والتوزيع.
يُذكر أن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، مبادرةٌ غير ربحية تصدر عن مؤسسة «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، وهي مؤسسة حديثة تم تسجيلها وفق الأنظمة السعودية، كإحدى الجهات الفاعلة التي تُعنى بدعم قطاع الأفلام المحلية، وتوسيع الصناعة نحو آفاق دولية.
ويترأس وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، مجلس أمناء المؤسسة، أما الرئيس التنفيذي للمهرجان فهو المخرج والمنتج محمود صباغ.
ويترأس لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية الفائز بثلاث جوائز أوسكار «أوليفر ستون»، وتضمّ أفلامًا تفتح الباب على العالم الذي نعيشه؛ بما فيه من تحديات وآمال، فيما تبرز فيها قضايا حقوق المرأة، ومشكلة العنف الأسري، وقضايا الهجرة، والأقليات المهمّشة.
سينما السعودية الجديدة
وعلى النحو ذاته، تمَّ الكشف عن برنامج «سينما السعودية الجديدة» يتم إطلاقه في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي كمنصة لتقديم المواهب الجديدة، التي ترسم ملامح المشهد السينمائي في السعودية، وتستعد للانطلاق بأعمالها إلى العالم، منها مشروع إنتاجي خاصّ بالتعاون مع شركة سيني بويتيكس، يضمّ خمسة أفلام قصيرة لمخرجات سعوديات هنّ: هند الفهّاد، جواهر العامري، نور الأمير، سارة مسفر، وفاطمة البنوي، فيما قامت السينمائية الفلسطينية الحاصلة على عدة جوائز سهى عرّاف، بالإشراف العام على تطوير السيناريوهات.
مهرجان أفلام السعودية ينطلق بمشاركة السينمائيين بـ369 مشاركة
على صعيد آخر، تنهي السعودية مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لتدخل في حدث آخر محلي ينطلق في سنته السادسة، وهو مهرجان أفلام السعودية والمقرر إقامته في 9 أبريل وحتى 15 أبريل 2020م.
واستقبلت اللجنة المنظمة لمهرجان أفلام السعودية في دورتها السادسة ، «369» مشاركة سينمائية سعودية كان نصيب السيناريو منها 279 مشاركة، و90 منها للأفلام، تنوعت المشاركات بين الروائي والوثائقي وأفلام التحريك.
يأتي المهرجان بتنظيم جمعية الثقافة والفنون في الدمام، بشراكة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء».
ويخطو مهرجان أفلام السعودية، حسبما أوضح بيان الجمعية، هذا العام خطوة أخرى تفعّل القدرات، التي أتيحت لممارسي فن صناعة الأفلام لترفع سقف الإنتاج المحلي؛ بما يشمل تطوير مفاهيم التمويل والتسويق وتأسيس سوق محلّية، وستكون جميع الفعاليات في مركز إثراء، متضمنة العروض السعودية المشاركة في المهرجان، والعروض العالمية المستضافة.
4 ندوات و7 ورش تدريبية لصناع الأفلام
ويقام خلال مهرجان أفلام السعودية أربع ندوات متخصصة في صناعة الأفلام، من خلال مختصين وممثلي منظمات سينمائية محلية وعالمية خلال أيام المهرجان.
وتناقش الندوات عدة موضوعات في تمويل الأفلام وعلاقة السرد الأدبي بالأفلام، وطرح تجارب محلية ودولية للأفلام العربية، والعروض السينمائية المخصصة للأطفال وطلاب المدارس، وإصدار 7 كتب جديدة، وعروض موسيقية، وسوق الإنتاج؛ حيث تجمع هذه المنصة بين صناع الأفلام السعوديين وجهات تمويل الأفلام والإنتاج من المنظمات وشركات الإنتاج لخلق الفرص لصناع الأفلام لتنفيذ مشروعاتهم أو الانضمام إلى مشروعات أخرى، إضافة إلى إثراء المواهب الجديدة بالمعرفة عن آليات العمل والعقود في القطاع الإعلامي والفني .
كما سيعقد مهرجان أفلام السعودية سبع ورش تدريبية تتناول أهم المجالات التي يحتاجها صانع الفيلم، ومختبر تطوير السيناريو للوصول إلى مرحلة الإنتاج، ودعم الأفلام الفائزة، بالإضافة إلى تكريم شخصيتين خدمتا المجال السينمائي المحلي والدولي سيعلن عنهما قريبًا .
اقرأ أيضا:
